الجمعة، 26 فبراير 2010
عزان الرابع
أن تحمل إسما غريبا – خاصة فى بلد يغص بالفضول كالسودان – فهذا يعنى أن تقضى حيزا كبيرا من حياتك فى إجابة دائمة على أسئلة على شاكلة ( يعنى شنو عزان ؟) أو أسوأ من ذلك (يازول ده إسم شنو ده ؟) وهذا سؤال ستسمعه فى أيام الدفاع الشعبى الكالحة أو فى دهاليز مكاتب الخدمة الوطنية .
والحق يقال أننى إجتهدت إجتهادا كبيرا فى إيجاد إجابة لهذا السؤال السرمدى باكرا . قلبت القواميس ، ( بقيت) لخالى أستاذ اللغة العربية خالد (فى رقبتو) ، وخرجت من كل هذه الجهود ببضع نظريات ، كأن عزان مثل عثمان وأن أصلها (عز) وأن بعض العرب من باب ( الفياقة ) ليس إلا أرادوا تعذيبى بإضافة ألف ونون ، أو أنها (مثنى عز فى حالة رفع كما زيدان ) وهلمجرا . .
كما أن أمى العزيزة ، وهى قارئة نهمة ومثقفة ، من باب التضامن مع محنتى قد بحثت ذات مرة فوجدت أن هناك نوع من الفل يسمى الفل ( العزان ). ولما كنت أعلم أننى بعيد تمام البعد عن كل ما يمت للفل بصلة ، فقد قررت ألا أستعمل التفسير (الأموى) لعزان.
وقد قرر العالم الجليل عبدالله الطيب فى مرة إلتقيته فيها فى أحد الأعياد بالدامر أن عزان أصلها (حبشى) ، وقد بدأت يقينى يزيد فى صحة هذا الإفتراض بعد أن هاجرت إلى الدنيا الجديدة ووجدت بنى وبنات الحبشة يبتسمون فى وجهى فى كل لقاء ظنا أننى ممن جاء بهم اللوترى من أديس أو قذف بهم بطش (أسياس) من أسمرا. ولعل البروف قصد ملك الحبشة (عيزانا) الذى علمنا فى دروس التاريخ أنه قد محا مملكة مروى من الوجود ، وهذا يجعل لهذا الإسم بعدا غير ما (دسيس) !
وغرابة الإسم سلاح ذو حدين ، فقد أنقذتنى فى كثيرمن الإمتحانات الشفهية ، فالممتحنون ينفقون وقتا لا بأس به فى إشباع فضولهم فى معرفة معنى وأصل إسمك ، مما يمنحك وقتا ثمينا تستجمع فيه افكارك وتلتقط فيه أنفاسك . المشكلة أن كثيرين ينطقون أو يكتبون الإسم كما إتفق وصادف أهويتهم ، فكثيرا ما كنت (عزام) و(عثمان) و(فزان) وجارنا الممرض فى الدامر ذهب بعيدا فسمانى (سوزان) رغم شنبى الضخم و(الشنا) التى لا تشبه أى (سوزان) !
وقد رمى القدر فى طريقى كتابا وجدت فيه شفاءا لبعض غليلى ، ففى ذات (حوامة) فى السوق العربى صادفت أحد فارشى الكتب قبالة بنك الخرطوم ، وإلتقطت عينى هذا العنوان (عزان بن قيس والدولة الأباضية فى سلطنة عمان ) ، فعزمت على شراء الكتاب وفاصلته فى السعر فأبى إنزاله ، فقلت له (يابن العم والله ما داير إشترى الكتاب ده إلا عشان الزول ده إسمو زى إسمى ) ومهرت ذلك بإبراز بطاقتى الجامعية ، فاندهش البائع وهز راسه قائلا (سبحان الله) وكأننى قادم من كوكب آخر ، ومن نافلة القول أنه منحنى التخفيض المطلوب .
وقد قالت لى برلومتنا تماضر فى غير ما مرة أن مدرستهم فى سلطنة عمان حملت ذات الإسم لهذا الرجل الذى كان من أئمة الأباضية (وهى فرقة ما ، بإعتقادات لا أعلمها) هناك.
غير أننى الآن لست وحيدا . لا يعلم الكثيرون أنه يوجد الآن من السودانيين أربعة (عزازين) كان لى شرف أن اكون أولهم وأن (أوحى) لأسرهم الفاضلة بهذا الأسم . .
عزان عامر
فى 2003 وأنا فى غمرة (شفت) النساء والتوليد فى بورسودان وأنا أعانى المرائر من قسوة الجو والذباب وسطوة الرجسترار ، هاتفتنى أمى من الدامر بأن أحدى جاراتنا الفضليات قد سمت أبنها (عزان) تيمنا بشخصى ! ملأنى الخبر فرحا ورفع روحى المعنوية ، فأخير هاأنذا لست وحيدا . قابلت عزان عامر كثيرا ، وهو (حلبى) و(غلباوى) كما كان سميه فى صغره . يعيش مع أسرته الآن فى جبل الأولياء وهو تلميذ مجد فى مرحلة الأساس .
عزان أحمد عثمان خليل
وعزان الثالث أمريكى المولد . فى السنة الماضية تلقيت من الصديق نورالدين فى فيرجينيا خبرا مفاده أن أسرة الدكنور أحمد عثمان خليل الأستاذ ب (نوفا) قد اسمت مولودها الجديد (عزان) ، و للدكتور عدة أبناء على ذات الوزن (هتان) و(ميان) ، ففى أثناء الترشيحات لإسم مشابه جاء نورالدين باسمى قائلا أن صديقه فى ميريلاند (شخصى) يجمل ذات الإسم ، وفاز إسمى بالترشيح وإنضم عزان الثالث لأسرتنا الصغيرة (النامية) ، ذهبت و(ضربت) السماية وقمت بتصويره .
عزان سعيد
قبل أشهر علمت أن أسرة كريمة بغرب الدامر قد سمت أبنها (عزان) ، وهنا الوضع مختلف ، فهذه الأسرة أختارت هذا الإسم ليس إعجابا بشخصى أو لأنه يوافق أسماء بقية أولادهم وإنما إكراما لصداقة وود متبادل مع الست الوالدة .الشئ الغريب والجميل فى عزان الرابع أن والده يحمل إسم سعيد مما يجعله (عزان سعيد) ! وقد سعدت جدا لهذه المصادفة الأنيقة ، فبعد أن كنت أشكو لطوب الأرض من الوحدة ، ها نحن قد أصبحنا أربعة أولهم (عزان سعيد) ورابعهم (عزان سعيد).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
رائع دوما ياعزان
ردحذفعندما اتزكرك اتزكر مسرحيه
على عبداللطيف (مدرسه الشاعديناب الابتدائيه) والله ايام
شكرا يا تاج الدين
ردحذفبالله متذكر علي عبداللطيف؟
البطولة كانت سيف دكساوي (القاضي الإنجليزي) وشخصي (علي عبداللطيف)