الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

في ما قد أصاب دفعتنا من شتات

إستفقنا فجأة فإذا بمايو المنصرم قد وافق الذكري الثامنة لتخرجنا ، لفت الأحباب في السودان نظري لحقيقة أن هناك ممن لم نلتق من مر بالكلية قاضيا فيها ست سنوات حسوما . . نظرت إلي حال دفعتنا فإذا بالسبل قد تفرقت بها وذهبت بها الأحوال كل مذهب وتفرقت جماعتها بين أربع من قارات الدنيا الخمس ، فاين هم ياتري ، وكيف أصبحوا ؟

رفاقي في البلاد الآسيوية
في الملايو
وصفاء (فقط) هناك في ماليزيا ، بلد جميل وأهله (في حالهم) ، من بين بعثات الوزارة الكثيرة لماليزيا لم نمثل إلا بصفاء (فقط) في الباثولوجي ، زرناها هذا الصيف فأكرمتنا أيما إكرام وحملتنا علي أكف الراحة رغم كونها قد عادت طالبة . . بدأنا بصفاء لأنها الأبعد من ناحية الشرق ، إذ أنه لم نسمع بمن قد (أشرق) من صفاء فحط رحاله في أستراليا أو الصين . . (أعتقد أن الصين قد زارها خالد صديق ولم يبق بها ولم يعقب).

في الخليج: وأعتقد أن أولاد الشهادة العربية هم أول من يمم شطر الخليج في زمن باكر غير مصدقين أنهم قد نجوا من أحابيل أبو جبل وناس الخدمة . . يمثلنا جمع كريم خير تمثيل في مؤسسة حمد بدوحة العرب فهناك إبنعوف ، سارة عبدالكريم ، تيسير (البنت)، لبني غالي وأمل يوسف . . وقد حاولوا ردحا مع عبدالله الجنيد فابي إلا أن يعود إلي السودان قانعا من الغنيمة بالإياب . . وأعتقد أن النصيب الأكبر قد إستأثرت به الإمارات ، فقد (عادت) إليها ميادة (نبقة) قبل أن تشد الرحال إلي بريطانيا ، وذهب وليد تاج الدين باكرا ، وجربها يوسف قرشي ورجع للسودان ، وجربها آخرون ولم يرجعوا للسودان ! فمازال هناك الرجل الهمام خالد السر ، كشة ، ناجي (ريفالدو) ، وإنضم إليهم أمين الزبال بعد طول حيرة بين القضارف والجراحة و(الكمونية) . . ثم رمتهم دفعتنا بأحد فلذات أكبادها فجاءهم أسامة الهلالي من غياهب الجنوب . . أما السعودية ، فاستأثرت بكدام (بكري شمس الدين) ،شرف الدين أحمد نورين ، وسامي النوراني وهو في السعودية رغم صورته التي تبوأ فيها مقعدا للقتال من علي ظهر جواد في صحراء الهرم ، وأحسب انه قد ذهب لأرض الكنانة زائرا لا محاربا، وقضي سامي أم دوم بالسعودية زمنا قبل أن يعود علي بدء . . وممن أذكره من البنات داليا أحمد يوسف ونجلاء خليفة . وقد كانت عمان في زمن (الفرمالة) الخليجية الجديدة ، يمم صوبها عدد لا يستهان به من ناس كليتنا ، فكان حظنا منهم فوزي الطيب ومحمد مصباح وبهاء الدين وشاعرنا زيكو الذي أخشي أن شعره قد اندفن في قلب الصحراء ، ولعل هناك آخرون لا أذكرهم ، كما لا أذكر أحدا في دول الخليج الأخري كالكويت (وكان أولي الناس بها رائف) أو البحرين ، لكن بكري بشير قد لحق بركب (مغتربي الخليج) من مقاعد (الأقل نموا) فحط رحاله في اليمن مع أطباء بلا حدود ، يقوم ( بالحجازة) بين الحوثيين و (الما) حوثيين جاهدا قدر الإمكان أن لا يأتيه (عكاز) . . وبكري (ولد كلس) ويستحق هنا أن نقف له إحتراما ، فهو ومن قبله سيف وبشير الفيل وندا عبدالله
قد عملوا في أحلك الظروف في دارفور لله والوطن والإنسانية ومرتب لا يغني من جوع . . وعندما تمت (ترقية) سيف وبكري قذفوا بهم إلي حرف سفيان !

بيروت . . بيروت : وقد رمت الأقدار ببعض أولاد دفعتنا حيث لم يكن يخطر علي بالنا ، ففتح لنا خالد صديق آفاق الجامعة الأمريكية ببيروت ثم حاولت بعده شلة أفلح منها الشيخ لينضم إلي (رفيق) الدرب . .وقبل قدوم الشيخ كان خالد الأسمر الوحيد الذي يجوب جنبات الجامعة البيروتية حتي خشينا – ولم تخش ذات خشيتنا مواهب – أن يكون ذلك مدعاة للفت نظر الصبايا إليه ! وقد سلم خالد اللواء للشيخ الآن وعاد للسودان مديرا لبرنامج الطفولة ، ليس قبل أن يمثل الحزب الشيوعي السوداني في المؤتمر العام العاشر لصنوه اللبناني كأصغر مشارك ، وقد رأينا صورا لخالد وقد جلس منهمكا في حوارات عميقة شديد مع أعمامك ذوي نظارات سميكة وصلع ورؤوس أشتعلت شيبا ! .

وأنا في قلب إفريقيا فدائي : وكثر هم الأبطال الذين (ترسوا) لنا السودان . . عزو مازال هناك في (الأرثو بيديكس) بعد أن مالت كفته علي حساب (السايكاتري) ، عبدالله الجنيد وعاصم في (الروادي) وجنب ميري وفي العاملين ، يحافظون جاهدين – ومعهم آخرون – علي تلك التفاصيل الرائعة ، أشرف عثمان وأشرف عبد المنعم في الباطنية وأشياء اخري (كثيرة ومفيدة) ،معتز جعفر وإبراهيم ولا أدري يقينا اين يعملان ، وناس الميز : بكار ومعتز دنقلا وشريف ومعتز خليفة (الأصلي) – كما كانت تنادية إحدي بنات الحياد – (كيتن) في معتز خليفة الشيوعي – وأستاثرت أروقة الوزراة المختلفة بجمع فضيل، فتبوأت مواهب إدارة الصحة المدرسية ، وأمل صلاح (مرؤوسة) خالد صديق في برنامج الأطفال وهي علي (أمل) ألا يكون خالد صديق (شديد علي الموظفين بتوعو) ! وشذا أحمد أيضا هناك ، أما ملاذ البشير ففي برنامج الإيدز . . وفي العاصمة أيضا مسترنا الناجح علاء الدين و محمد يوسف وقد أضحي الأخير قاب قوسين أو أدني من (التوزير) ! ولو كان محمد كوزا لنالها منذ زمن عن جدارة وإستحقاق فهو (هارد ويركر) ، وقد حكي لي تيسير وقد كان في زمن ما منتسبا إلي كلية الطب ببورسودان أنهم كانوا في توقع وفد عالي المستوي لتقييم الكلية بعث به المجلس الطبي ، وبينما هو في قمة الترقب وقد آن أوان حضور الوفد إذا بمحمد يوسف في أول الداخلين ! وعلي ذكر (تبوأ) المناصب فقد ذكرت أن خالد ومواهب علي قمة إدارتين مهمتين بالوزارة ، وقد سمعت أن وليد الحاج المستر الكبير قد ورد في قائمة الترشيحات لمنصب عميد كلية طب عطبرة ، وهو مما يبعث علي الفخر و الخوف في آن ، الفخر مبعثه معروف ، فلك أن (تقشر) بأولاد دفعتك أينما حللت ، لكن الخوف مبعثه إنو الناس ديل كبرونا ياخ ! لك أن تتخيل منظري – إذا فكرت يوما في عروس من كلية طب عطبرة مثلا - وقد أضحي وليد عميدها ! ستولي الفتاة الأدبار إذا وقع في علمها أنني دفعة العميد ، وعلي ذلك قس ! و في الخرطوم أيضا مازن ، عوض الله ،الوليد حسن ، فيصل إبنعوف ، محمد بابكر ، نصر الدين ، والعمرين : إبراهيم والعوض ،الهندي، سامي جلال،مرتضي ، و هاني الطيب الأستاذ الكبير بجامعة نصر الدين ، وهو شديد علي الطلاب بتوعو فاحترس من ذكر إسمه إذا أردت مواددة جكسوية ما بتلك البقاع عالية (البريستسج) . . كما أن الجراحة شيرين في بحري ، وسارة اللعوتة وندي الناير وقد عادت من (غابات كينيا الأزاهر) لتعتنق الكميونيتي ، وسميتها ندي برير في النساء والتوليد ، وعلي ذكر التخصص فسحر بشير أستاذة في الكلية في ذات المجال ، أما لينا الباقر فتعلم الناس البايوكميستري ، وأعتقد أن بكري حسن كان يعلمهم التشريح لردح من الزمن . . أما ناس الأقاليم فهم كثر ، فكما إنتهي الحال بأمل بنت بربربالخرطوم إنتهي بسحر الباقر بنت الخرطوم ببربر ثم عطبرة ، وبمها حمدي ووليد الحاج بعطبرة و الطيب عبدالعال بكدباس طبيبا لا مستطبا ! ، ولن تصدق إذا قلت لك أن تيسير بأي مكان غير بورسودان ، وأعتقد أن معه ميسون ، وكان الضي في الشمالية لا أدري إن كان خرج منها بعد ، والحسين في الدمازين رقم لا يمكن تجاوزه في الدبليو إتش أوو ، وبشير الفيل قضي ردحا من الزمن في دارفور ولا أدري إن كان قد بقي بها أم لا . .

مصر يا أخت بلادي : وهناك مكث خاطر بينما إتخذها الكثيرون معبرا للدنيا الجديدة والقديمة ، مر من هناك مأمون وأسامة والجنيد ومحمد علي وناس ما ليهم حد شخصي (الضغيف) منهم ،وقضي بها مجيب الرحمن زمنا لا أدري أين قد طاب له المقام بعدها . . وخاطر يعالج قلوب المصريين ويكرم وفادة من يمر بالمحروسة من ناس الدفعة فقد كان دائما ولا يزال (شيخ عرب ).

البلاد التي تموت من البرد حيتانها : وقد إستقر جل من شدوا رحالهم إلي أوربا في الجزيرة البريطانية ، لا يغالبون الوحدة فهم كثر ولكنم يغالبون الصقيع ، عدا تماضر فهي في بلاد الغال وقد أضحت تتكلم الفرنسية كأبنائها . . أما الجمع الذي حل ببريطانيا فقد شمل كمبال طبيب الأسرة ورائف وخالد عزالدين وطمبل ووائل عوض الكريم وصلاح إدريس وأيمن حمودي وربما محمد مصطفي ، وفارقها محمد يوسف غير وامق وفارقها إيناس نصر الدين والجراح الكبير عبد الحفيظ أيضا إلي إيرلندا المجاورة لينضما إلي أكبر تجمع لناس الدفعة خارج السودان ، مأمون وراؤول ووائل فزاري و خالد محمود وأيمن توفيق وهيثم صديق، ومن البنات إيناس وسوسن الهادي وسمر جمال . .وهم في نعم حال من التواصل والتآنس فإيرلندا صغيرة يذرعونها من أقصاها إلي أقصاها بسياراتهم ، وقد كانت تفصلني مرة من محمد علي وفارس مسيرة 6 ساعات بالطائرة !

الدنيا الجديدة : وفارس هو أول من هاجر من الرجال ، لحق به بعد حين محمد علي ثم شخصي . . وقد سمعت أن أمين عمر قد فاز أيضا باللوتري ولكنه لم يشد الرحال نهائيا بعد وبقي بإيرلندا . . أما البنات فقد سبقت سلمي الجميع في الخروج من السودان وهي ترفع من ذكر جامعة الخرطوم الآن في مايو كلينيك ، بينما أختارت شذا أمين صقيع كندا. . لحقت بسلمي بعد حين إيمان خيري وإبتهال إبن إدريس وندي المقبول . . ثم جاءتنا نهلة الزبير من إيرلندا ، ومازلنا نأمل في قدوم آخرين ! وقد زارنا راؤول وينتمي إبنه لهذه الأرض ، وزارنا مأمون وتنتمي (كاميرته) لهذه الأرض ، ومر إبنعوف ونجلاء خليفة أيضا من هنا . .
وددت في هذه العجالة تذكير الناس بما إنقطع من حبال الود والتواصل ، ولم يكن في نيتي حصر الجميع ولاأشك أن أسماء شتي سقطت من الذاكرة (مع الصيام خاصة) فلهؤلاء العتبي حتي يرضون ، وحفظ الله هذه الدفعة في حلها وترحالها وممرها ومقرها.