tag:blogger.com,1999:blog-85717535907723636152024-03-06T06:46:55.665+03:00لافتاتعزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.comBlogger37125tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-83152859900763967032019-05-28T12:22:00.000+03:002019-05-28T12:22:16.027+03:00كيزان الشّعبي و الوطني: كَترْة البتابِت عيب<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<br />
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj9KUc0ukXF8krlafQHlxxbnF5E98dmRr_JEeDVR9GmdMvt5AO_GnecXsULuXyIvOOsAZqKNmCiRJKFTDAtdD0Isj5UVDAHEyux8sl6VUZSSuqCukrnxzhaYmYSAKmakbzWXpcykUa-vJE/s1600/58675110_2516079375078583_412253694331977728_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="258" data-original-width="195" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj9KUc0ukXF8krlafQHlxxbnF5E98dmRr_JEeDVR9GmdMvt5AO_GnecXsULuXyIvOOsAZqKNmCiRJKFTDAtdD0Isj5UVDAHEyux8sl6VUZSSuqCukrnxzhaYmYSAKmakbzWXpcykUa-vJE/s1600/58675110_2516079375078583_412253694331977728_n.jpg" /></a></div>
<div style="text-align: right;">
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><br /></span></div>
<span style="background-color: white; color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; text-align: right;"><div style="text-align: right;">
في أوائل التسعينيات حاولت مجموعة من شباب مدينة الدامر إنشاء كيان يَعنى بإقامة و تنظيم مناشط ثقافية كانت تحتاجها المدينة. دَلَف صديقي إلى مكتب المسؤول عن تصديق الروابط الشبابيّة، فنظر الأخير للأوراق شذراً قبل أن يُلقيها جانبا قائلاً لصديقي في لهجة تهديديّة: "إنت منظمة شباب الوطن دي ما عاجباك"؟</div>
</span><span class="text_exposed_show" style="background-color: white; display: inline; text-align: right;"><div style="text-align: right;">
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><br /></span></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
تَكْمن مشكلة الكيزان الكبرى في عجزهم الغريب لا عن إستقراء المستقبل فحسب، بل و في الإستفادة من دروس التّاريخ القريب و قراءة الواقع. فهم عندما تولّوا أمرنا و سامونا سوء العذاب لم يدر بخلد أنْصعهم عقلاً و أمضاهم فكراً أنّه سيأتي اليوم الذي فيه على بغيهم ستدور الدوائر.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
يُولْول الكيزان الآن، و قد قذف بهم الشّعب إلى ما هم فيه من كآبة منظرٍ و سوء منقلب، يشتكون الإقصاء و يحدثوننا عن حقّهم في الوجود و عن تأذّي مشاعرهم الرقيقة من شعار ثورتنا المجيد "أيّ كوز ندوسو دوس"، و كأنّ هذا الشعار قد أتى من فراغ، و كأنّ الكيزان لم يفعلوا شيئا يستحقّون به "الدّوس" قولاً و فعلاً.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
و أكاد أجزم أنّ ما أقترفه الكيزان بحقّ هذا الشعب طيلة ثلاثين عاماً من حكمهم البغيض لا يُضاهي أيّ جرمٍ إقترفه نظامٌ بحقِّ شعبه في العصر الحديث، فقد وجدوا شعباً عزيزاً فأذلوه، غنياً فأفقروه، عَلَماً بين الأمم فطافوا يستجدونها الّلقمة بإسمه، وأمنوا عقوبة الله و الشّعب فأساءوا الأدب مع الله و مع الشعب، يسرقون و يقتلون و يستبيحون الحرمات بإسمه و بإسم دينه الحنيف تعالى عن ذلك علواً كبيرا.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
أصبحنا في عهد الكيزان، الذين يتباكون على الإقصاء الآن، مواطنين من الدرجة الثانية في وطننا. ذكرتُ في مقالي الموسوم "خطايا الكيزان الخمْس" كيف أنّ فِكْر الإسلامويين يَجبُلَهم على التّعالي و بَطَر الحق و غَمْط ما عداهم من النّاس، و يُلقي في إعتقاد منسوبيهم أنّ ما هم عليه هو الحق المطلق و أنّ ما عداه باطل. يعتقد الكوز أنّ وُجوده بين ظهرانينا لهُوَ من رأفةِ الله بنا أذ أنّه من سيقودنا من الجاهلية إلى الإسلام، فبالتّالي هو "أفهمنا" و أعلَمَنا و أجدَرَنا بالتّمكين و بعالِي المنْصب و طيب العيش و فارِه السيّارت و عديد النساء و ما تطاول من بنيان.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
قاد هذا الإعتقاد بعُلوِّ الكَعْب في الدنيا و الدين الكيزان إلى معاملتنا كقطيعٍ ضالٍّ ينتظر هدايتهم، و كمواطنين من الدرجة التانية لم تَرْقَ بهم عقولهم لإعتناق الحقيقة الكيزانيّة بعد، فسَلّوا علينا سيف التّمكين الجائر و قذفوا بكلِّ من لم يُدين لهم بالولاء من المؤسّسات الحكومية و الخاصة و القوات النظامية و المؤسسات العلمية، ففقدت البلاد في زمنً وجيز عدد مهول من الخبراء في كل المجالات، و جاءوا بمنسوبيهم من أنصاف المتعلّمين ليُديروا المؤسّسات بصلفِ و عنجهية المؤمنين بحيازتهم وحدهم للحقيقة و معرفتهم لا غيرهم بالطريق، فكان نتيجة ذلك ما نراه من خرابٍ حلّ بكلّ البلاد، فدمّر مشروعهم "الحضاري" كلّ ما كنّا نفخر به من مؤسساتنا الوطنية التي أحالها سوء الإدارة و الفساد إلى رُكام.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
أذكر جيدا، أنّه يوماً ما، كان الفوز بوظيفة طبيب عمومي في مستشفى الخرطوم مضموناً إذا كانت لديك "شهادة عمليات". بل و خشية أنْ تكون مضروبة، يسألك الجماعة عن "إسم المتحرك" و "و منو كان معاك من أخوانا". أمّا ما كان يُسمّى بالخدمة "الوطنية" فحدّث عن كيف أنْ جَعل منها الكيزان قلعة للفساد و المحسوبيّة و إضّطهاد المخالفين من أبناء الوطن ولا حرج. يكفى أنْ تكون صاحب مواقف وطنيّة أثناء دراستك الجامعيّة لتقذف بك لجنة (أنور محمد علي) أو (الشيخ الصديق بدر) و غيرهما ممّن تولّوا المناصب الإدارية العليا في تلك المؤسسة سيئة الذكر، كونهم من كيزان الجامعة السابقين، إلى غياهب الجنوب بينما يستأثر "الأخوان" بالخرطوم و مناصب المنسّقين.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
و بدلاً عن التباكي خشية الإقصاء، يَجب على الكيزان أنْ يحمدوا للشعب السوداني سماحته و ميْلَه للسلميّة، فلو كان الجزاء من جنس العمل لما وجد الشّعب مقابلاً لما سَفَكَه الكيزان من دماء، ما نهبوه من أموال، و ما إنتهكوه من حرمات طيلة ليلهم الحالك، و لحلّ بهم ما حلّ بالحزب الشيوعي الأندونيسي عند محاولته الإنقلاب على سوكارنو في 1965، حيث تحوّل بين ليلةٍ و ضحاها من أكبر حزب شيوعي غير حاكم في العالم لأثرٍ بعد عين، حين إنقضّت عليهم القوّات الحكوميّة بمساعدة الشّعب الغاضب فقَتَلوا في أيّام ما يفوق المليون من مناصري الحزب و مشايعيه في واحدة من أكبر جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث، و لم تكن جريمة ذلك الحزب حينها تساوي قطرة من بحر جرائم المافيا الكيزانية.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
و أنّى لأعجب من محاولة كيزان الشعبي إدّعاء البراءة و الطّهر و البطولة و هَرَعهم للّحاق بركاب الثورة، و كأنهم ليسوا في السوء سواءاً مع "إخوانهم" في الوطني. يفترضون أنّ ذاكرة الشعب مثقوبة و أنّنا سننسى أنّ أحلك سنين الإنقاذ تلك التي كانوا جزءاً منها، أسوأها قمعاً و سفكاً للدماء و زجّاً للابرياء في بيوت الأشباح، و لن أنسى شخصيا ًأنّ بعض من قاموا بإعتقالي و تعذيبي أنا و زملائي سنة 1997 يدّعون الآن أنّهم شعبيين. </div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
ثمّ أنّ كيزان الشعبي قد إختلفوا مع "إخوانهم" على الغنيمة فانسلّوا من الحكم ليدّعوا الديمقراطية، و لو خَضع البشير حينها لطموحات الترابي في الحكم لما جاء المؤتمر الشعبي للوجود من الأساس. و لمّا كان الشعبيّون في المعارضة، لم يُراجعوا جرائمهم في حقّ الوطن و الشعب حينما كانوا حكّامه و لم يعتذروا عنها و لم يتراجعوا أبداً. و لعلّه من لُطف الله بالشعب السوداني أنْ أراد أن تتمايز الصفوف، فكتب سوء الخاتمة السياسيّة و الأخلاقيّة لكيزان الشعبي فعادوا ليتقاسموا الحُكم و الجُرم مع عصابة الوطني في أحلك أيام عاشها السودان، لم يفتح الله عليهم حينها بموقفٍ مشرفٍ واحدٍ حتى سَقطت بإرادة الشعب.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
آن أوان أنْ يُدرك الكيزان أنّ أيديهم أوْكت و نَفخت أفواهَهم، و أنّ براِقشَهم قد جنت على نفسها، و أنّ ما زرعوه من شوكٍ و دماءٍ و دموعٍ طيلة ثلاثة عقود لن يحصدوه عنباً، و أنّهم بما كسبوا قد أصبحوا فئةً منبوذة يجتنبها النّاس و لها يزدرون، و ليس ما حدث في "قرطبة" منّا ببعيد.. فبدلاً عن استعجال الولوج إلى ساحات العمل السياسي، على ما تبقّى من عقلائهم أنْ يقوموا بإجراء مراجعات فكريّة و تنظيميّة جادّة، و أن يقدموا إعتذاراً للشعب عمّا فعلوه به، و أن يبادروا فيعيدوا أمواله المنهوبة و يقدّموا كل مجرمٍ من منسوبيهم إلى القضاء العادل، حين ذلك فقط يمكن أنْ يقبل الشعب بمن ثبتت براءتُه من الولوغ في دمنا و مالنا منهم لينافس في إنتخابات نزيهة لم نحْظ بمثلها في سنينهم العجاف.</div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
ختاماً، أقول لمن يَشُد الخطى مسرعاً و ينسج الحِيَل ليَجِد موطِئَ قدمٍ في سودان الثورة، ممّن كانوا حتى يوم السقوط يشاركون الّنظام موائده و مكائده و جرائمه، قيل أنّ عمر بن الخطاب عندما تولي الخلافة فاضل بين النّاس في العطاء، فأعطى من أسلم بعد الفتح أقلّ ممّن أسلم قبله، و قال: "و الله لا أساوي بين من قاتل رسول الله و من قاتل معه". </div>
</span><div style="text-align: right;">
<br /></div>
<span style="color: #1c1e21; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif;"><div style="text-align: right;">
فو الله لن يساوي الثوّار بين من قاتَلَهم و قاتَل معهم.</div>
</span></span></div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-30363759149354071172019-02-05T11:00:00.001+03:002019-02-05T11:02:28.142+03:00 خَطايا "الكيزان" الخَمْس<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" dir="rtl" style="clear: both; text-align: right;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqKXMtK6YbLE6O1kh064eXdZAqk9W8nWwF6yDhUlozeZf2HMY9_ZZbUpa910cjhICZBEL_eOpPC79oyzHhGzSbuqFPTObKjz5sbKKvKblN-rTEAQJlOpo6PuA2jBdqa2UJdpTsUIeVkBs/s1600/51293393_2376281682391687_836324050581061632_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="color: black;"><img border="0" data-original-height="414" data-original-width="579" height="228" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjqKXMtK6YbLE6O1kh064eXdZAqk9W8nWwF6yDhUlozeZf2HMY9_ZZbUpa910cjhICZBEL_eOpPC79oyzHhGzSbuqFPTObKjz5sbKKvKblN-rTEAQJlOpo6PuA2jBdqa2UJdpTsUIeVkBs/s320/51293393_2376281682391687_836324050581061632_n.jpg" width="320" /></span></a></div>
<div dir="rtl" style="background-color: white; font-family: helvetica, arial, sans-serif; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em; text-align: right;">
<br /></div>
<div dir="rtl" style="background-color: white; font-family: helvetica, arial, sans-serif; margin-top: 1em; text-align: right;">
" ولعل أصْعب المهام التي قابلت قواتنا المنتصرة هي محاولة تحرير دار الهاتف، و التي كان يتولّي إحتلالها للأسف الشديد بعض الطل<span class="text_exposed_show" style="display: inline; font-family: inherit;">ّاب الجامعيين من جماعة الأخوان المسلمين المجرمة"</span></div>
<div class="text_exposed_show" dir="rtl" style="background-color: white; display: inline; font-family: helvetica, arial, sans-serif; text-align: right;">
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
الرئيس نميري عقب حركة يوليو 76 – من كتاب (الأخوان و سنوات مايو) – محمد وقيع الله<br />
___________________________________________________</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
إنّه من المحزن حقاً ما آل إليه حال الحركة الإسلامية في السودان. فبسبب الطّموح السياسي الّلا محدود لرجلٍ واحد تبوأ قمة هذا التنظيم، و توسّله بكل شئ ليبلغ غاياته في الحكم، تحوّلت الحركة الإسلامية من تنظيمٍ عملاق كان يُعَد من أقوى التنظيمات الإسلامية في المنطقة، إلى مجموعة من رجال العصابات و الجريمة المنظّمة تسوم النّاس سوء العذاب بإسم الدين</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
من الثّابت لدى الجميع أنّ نيّة إلإسلامويين السودانيين عندما قفزوا إلى السلطة عبر إنقلاب البشير المشؤوم لم تكن إحالة البلاد إلى هذا الكوم من الخراب و إذلال عبادها و إهلاك الحرث و النّسل. و لم يكن في أسوأ أحلام إخوان "عبد الإله خوجلي" و "إدريس همت" أن يصير "مشروعهم الحضاري" إلى ما صار إليه من بؤسٍ لا مثيل له في تاريخ الشعوب الحديث.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
و نحن إذ نرميهم بحجارتنا لنُلقي بهم إلى سوء المصير، نجزم ألّا خطيئةً لنا أو لأيّ نظام سوداني سابق تُضاهي ما أقترفت أيديهم في حقّ هذا الشعب، فقد وجدوه عزيزاً فأذلوه، غنياً فأفقروه، وأمنوا عقوبة الله و الشعب فأساءوا الأدب مع الله و مع الشعب، يسرقون و يقتلون و يستبيحون الحرمات بإسمه تعالى عمّا فعلوه بنا علواً كبيرا.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
فما الّذي حدث طيلة هذه السنين الحالكة و أحال المشروع الذي قال منظّروه في معرض إخلاصهم له و لفكرته "من جماجمنا تُرْسَى زواياه" إلى دولةٍ طاغية، فاشلة، فاسدة، مجرمة، من جماجم شعبها تُرْسَي زواياها و أسباب بقائها؟ في هذا المقال سوف أجتهد في إيضاح ما أعتقد أنّها خطايا الإسلامويين – الكيزان- الكُبرى التي أودت بنا إلى كآبة المنظر و بهم إلى سوء المنقلب.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
أولاً: التّنظيم:</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
يذكّرني إستيلاء الكيزان على الحكم في 89 ما كنّا نفعله في التسعينات أيّام أزمة المواصلات، فقد كانت القاعدة المتّبعة أن "تُدافر" الجموع و تناضل لتُؤمّن مقعدك في الدفار أو الحافلة ثم تسأل عن وجهتها!</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
من الواضح أنّ إلحركة الإسلاموية قد جاءت إلى حكم السودان و هي غير جاهزة أو "كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح". فقد إستعجلوا الوصول إلى السلطة فقفزوا لها عبر الجيش، بلا برامج و إستراتيجيات واضحة أو كوادر مؤهّلة لتنفيذ "مشروعهم الحضاري". لاشئ البتة، سوى مجموعة من الشعارات الجوفاء و الكثير من الحماقة، الحماس و الضجيج.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
رُوِيَ أنّ وفدا من إسلامويّي السودان قد ذهب في الستينات لزيارة سيد قطب في مصر و بشّره بقربهم للوصول إلى الحكم عبر "جبهة الميثاق الإسلامي"، فحذّرهم سيد قطب من مغبة الإستعجال في تجربة الحكم قبل تهيئة المجتمع أو ما يعرف في أدب الحركة "بمدرسة التربية". إلا أنّ تعطش التّرابي و بعض من تلاميذه لشهوة الحكم قادهم لما حذّرَهم منه سيد قطب، لا عن طريق الإنتخابات كما كان تصوّرهم في الستينات، بل عن طريق العسكر "الما بتْشكّر".</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
كان من الطبيعي إذاً أن يُصاحب و يُلازم حكم الإسلامويين، الذين إستفردوا بالحكم و الإدراة و أبعدوا مَن سواهم، الكثير من التخبّط و الفوضى في كل المجالات، و هذا معلوم لدى كافة الناس الذين رأوا بلادهم و قد صارت حقل تجارب للنظريات الفاشلة في السياسة و الإقتصاد و التعليم و الصحة و الزراعة و حتى التوقيت! و صاحب هذا "التجريب" تخريب غير مسبوق، و كأنّه كان أرفق بالسودان أنْ تصيبه قنبلة ذرية على أن يستبيحه الإسلامويون.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
و قد كان من أعظم خطايا الكيزان هو إستعجالهم في إختيار من يقود إنقلابهم المشؤوم بعد وفاة المرشّح الأول غير المتوقعة. فقد سَعِدوا بدايةً بالبشير و سمّاه الترابي "هبة السماء". و لكن إنقلب سحر الحركة الإسلامويّة عليها، فقد اجتمعت كل آيات النفاق في بشيرهم و أكثر، فهو كذّاب أشِر يسألنا أنْ "حصل كضّبت عليكم" و هو لم يصدُقْنا قط بدءاً من كذبته البلقاء الأولى بنكرانه وقوف الجبهة وراء إنقلابه و ليس إنتهاءاً بكذبته الحقيرة في الكريدة أن المتظاهرين هم من قتلوا الشهيد الدكتور بابكر، و هو خلّافٌ للوعود كوعده بألّا يكون رئيساً للسودان في 2015، و خوّانٌ للأمانة يخون قسم القوات المسلحة و يخون من أتوا به للحكم و يزجّهم في السّجون، و جبانٌ يأخُذُ الوطن رهينةً لخوفه من الجنائيّة. و قد تحوّل البشير في نهاية الأمر إلى طاغيةٍ يسحق في سبيل بقائه في الحكم النّاس و المبادئ و الأخلاق و الأعراف، يقتل زبانيته الشباب في الشارع و يلقونهم في بيوت الأشباح التي جاء مرة بلا إستحياء ليبشرّنا بنهاية عهدها، و ينتهكون حرمات البيوت، بينما يرقص هو هاتفاً: نحن للدين فداء!</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
الخلاصة أنّ الإسلامويين أدّعوا أنهم قد جاءوا ليُقميوا دولة الله في الأرض، و يُعيدوا للدين مجده من أرض السودان، و يسوموا أمريكا و روسيا سوء العذاب، و "يشيدوا بلادنا ويفوقو العالم أجمع" فانْتهوا إلى تدمير البلاد "فرّادي"، بالكثير من ضجّة "يونس" في الرّادي، و بما لا ينفع النّاس و لا يمكُث في الأرض من "الخطب الحماسيّة"- رحم الله وردي و محجوب شريف.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
ثانياً: التقديم:</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
تأسّست جماعة الأخوان المسلمين – نواة كلِّ حركات الإسلام السياسي – بُعيد إنهيار الخلافة الإسلامية في تركيا و صعود أتاتورك، و قد جعلت الجماعة من إعادة هذه الخلافة شغلها الشّاغل تمحور حوله فكرها و صَبَتْ إليه بأشواقِها و سَعَت إليه بوسائلها. لذا، كان تقديم الفكرة و الأيدلوجيا على الوطن إحدى خطايا الإسلامويين ليس في السودان فحسب بل كان من أسباب ذهاب دولتهم القصيرة في مصر عندما هتف النّاس في وجوههم"يسقط يسقط حكم المرشد" عندما وقع في ظنّهم أن ّولاء رئيسهم لتنظيمه العالمي و ليس للمحروسة.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
جرّ إختلاط أولويات إسلامويي السودان على البلاد ويلاتٍ كثيرة ساعة تسنّموا حكمها، فقد قدّموا الفكرة على الدولة و الأيدلوجيا على الوطن ففتحوا البلاد على مصراعيها (لإخوانهم) فجاءت معهم الأفكار التكفيريّة و الإرهاب و دُمِغَت بلادُنا بهما ممّا لا نستطيع – ولا يستطيع الكيزان بعد إستفاقتهم – منه فكاكاً حتّى الآن. ليس هذا فحسب، بل أهرق الإسلامويون الكثير من ثروات البلاد في دعم الحركات الإسلامويّة في شتّى البقاع، و حشروا أنوفهم في شؤون دول الجوار آملين إلى تغيير نُظُم الحكم بها، بل و حاولوا إغتيال حسنى مبارك في أبلغ مثال على أنّ الدّولة تُدار بعقلية العصابات، ففتحوا علينا أبواب الجحيم و صبغوا إسم السودان بكل قبيحٍ فضاقت علينا الأرض بما رحبت.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
بشّرَنا الإسلامويون في بداية عهدهم بالقضاء على الطّائفية و الحزبية و جَمْع النّاس كافة على كلمة سواء بعد "إعادة صياغتهم" خلف مشروعهم الحضاري و "مسيرتهم القاصدة". و لأنّ ذلك لم يتعد الشّعارات الجوفاء و التنظير الفارغ، فقد فشلوا في خلق ما يوحّد السودانييّن، و بعثوا النّعرات القبلية بين النّاس بديلاً عن ما كان يجمعهم من حزبٍ أو طائفة، ففتّتوا الوطن على أسسٍ إثنيّة و جهويّة و عنصرية، يقرّبون فئاتٍ دون بعضها ليضربوا نسيج البلاد الإجتماعي، ليدوم حكمهم على أشلاء وطنٍ ممزّق و مفتت لئلّا يتّحد على خلعهم.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
ثالثاً: التّخوين:</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
كان تعالِي الإسلاموييّن على شعبنا الطيب و تخوين الكثير من فئاته و إقصائها من أكبر خطاياهم على الإطلاق. تكْمن مشكلة منسوبي حركات الإسلام السياسي في إعتقادهم بعُلوّ كعبهم في التّدين و الفكر و الفهم على عامة الناس، و أنّ الله قد بعثهم ليُخرِجُونا من الظّلمات إلى النور. يرجع ذلك لإعتقادهم الجازم بصحّة ما هم عليه و بُطلان ما عليه غيرهم. يكفي للإسلاموي أنْ يقرأ بِضْع صفحات من "معالم في الطريق" لسيد قطب ليقع في يقينِه أنّ وُجوده بين ظهرانينا لهُوَ من رأفةِ الله بنا أذ أنّه من سيقودنا من الجاهلية إلى الإسلام، فإنّما "يأكل الذئب من الغنم القاصية".</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
قاد هذا الإعتقاد الكيزان ليس لتخوين و إقصاء ما عداهم من فئات الشعب و نخبته فحسب، بل إلى تخوين بعضهم بعضاً، فرفعوا شعار "الطريق لمن صدق و ليس لمن سبق" سيفاً مسلطاً على "إخوانهم" القدامى ممّن جهروا بالرأي ضد خَطَل الحكم و سوءاته، فلم يبْق حول الرئيس إلا من "صدق"، و هي في الحقيقة من نافق و سرق، و ابتعد الكثير من الإسلامويين إلى زوايا النسيان أو إلى المعارضة أو قضوا في غابات الجنوب.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
رابعاً: التّمكين:</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
قاد ما ذكرناه آنفاً من ظنّ الإسلامويين بعلو كعبهم على غيرهم إلى خطيئة "التّمكين" الكبرى، فقد وقع في إعتقادهم أولوية صيرورة أمر البلاد و العباد إليهم، فبدؤوا عهدهم الكالح بمجزرة "الصالح العام" فقذفوا بكل من لم يُدين إليهم بالولاء من المؤسّسات الحكومية و الخاصة و القوات النظامية و المؤسسات العلمية، ففقدت البلاد في زمنً وجيز عدد مهول من الخبراء في كل المجالات، و جاءوا بمنسوبيهم من أنصاف المتعلّمين ليُديروا المؤسّسات بصلف و عنجهية المؤمنين بحيازتهم للحقيقة المطلقة، فكان نتيجة ذلك ما نراه من خراب حلّ بكلّ مكانٍ في البلاد، تنظر إلى السودان فلا تكاد تعرفه من غير مشروع الجزيرة، السكة حديد، النقل النهري، سودانلاين، سودانير و غيرها من مؤسساتنا الوطنية التي أحالها سوء الإدارة و الفساد إلى رُكام.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
لقد أدى "التمكين" إلى خلق طبقة سوبر طفيلية من الكيزان و أشياعهم و أسرهم، يستأثرون من دون غيرهم بالسُّلطة و الثروة و النّهب "المصلح"، لا يألون جهداً في الحفاظ على ما إكتسبوه من إمتيازات و على ما نالوه من حظوة، لا لكبير باعً في العلم أو الكسب بل لإنتسابهم لمافيا الإسلامويين المنظمة. و قد عمَد الإسلامويون إلى التّحكم في مفاصل الإقتصاد فاقتنوا من الشركات ما لا حصر له و أثروا من قوت الشعب ثراءاً فاحشاً و استمرأوا المال العام إستمراءاً يصعب معه الفطام.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
و مع مضي الزمن، و إنكشاف أكذوبة المشروع الحضاري، إنفضّ العقلاء حتّى من الإسلامويين من حول الرئيس، فلم يبْق له إلا بطانة ضيقة تمثّل خليطاً من المنافقين و المنتفعين من أنصاف المتعلمين و عاطلي الموهبة و الفكر، لا يثِق في غيرهم و يعهد إليهم بإدارة البلاد فلا غرابة إذاً أن يهوُوا بها إلى دركٍ سحيق. أنْظر مثلا إلى الفاتح عزالدين صاحب نظرية "رَبْ رَبْ" الإقتصادية الشهيرة، و الذي جلس في زمان الغفلة في مكانٍ جلس فيه مِن قبله محمد أحمد المحجوب، أو إلى "صاحب البشير" عبد الرحيم، و هذا رجلٌ مبدعٌ، لم يكتف بنظريته الفارقة في علم "الدفاع بالنظر" فحسب، بل أتى بمفهومٍ جديد في علم السياسة، عندما رفع العلم المصري في إحتفال القيادة العامة بتحرير هجليج، و سيعكف العلماء على دراسة و تحليل كيف لوزير دفاع بلدٍ ما أن يلوّح منتشياً بعلم بلدٍ يحتل جزءاً من أرضه في الإحتفال بتحرير جزء آخر من هذه الأرض من بلدٍ أخرى.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
خامساً: التّأمين:</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
أدّى كل ما ذكرنا آنفاً، من إستيلاء الإسلامويين على الحكم و إنفرادهم به، تخوينهم و إقصائهم لغيرهم من الفئات، تمكنيهم لزمرتهم و تجويع الشعب و إفقاره و تدمير مؤسساته و بذر الفتن بين مكوّناته، إلى لجوء نظامهم لتشديد القبضة الأمنيّة للبقاء في السّلطة رغم رفض معظم فئات الشعب له، و أدّت المعالجة الأمنيّة للمشكلات السياسيّة و الإقتصادية إلى إندلاع الصراع بدارفور و تجدّده في النيل الأزرق و جنوب كردفان. تحوّل السودان شيئاً فشيئاً لدولةٍ تُديرها العقلية الأمنيّة، تُنفق جُلّ ميزانيتها على الأمن و الدّفاع في بلد يموت الأطفال فيها بسوء التّغذية و يبتلعهم النّيل في طريقهم للمدارس. و قد لجأ النّظام للبقاء في السلطة لتكميم الأفواه و مصادرة الحريّات الصحفية و التّضييق على مخالفيه في أرزاقهم، و لجأ المنتسبون زوراً إلى دين السّلام و السّماحة إلى ما يندى ليه جبين الإنسانية و النّخوة و الرّجولة في سبيل البقاء في الحكم ممّا نراه في إنتفاضتنا هذه من تعذيبٍ للنّاس و قتلهم و سحلهم و إنتهاكٍ لعوراتهم و رمي الفتيات و الشباب في المعتقلات، و هو غيضٌ من فيض جرائم النظام التي إرتكبها ليبقى في الحكم ثلاثة عقود، فقد عمَد النّظام في حروبه في دارفور و كردفان و النيل الأزرق إلى قصف مواطنيه العزل، بل و إرتكب البشير خطيئة كبرى بتكوينه لمليشيات غير نظامية يستعين بها ليس في مناطق الحرب فحسب، بل حتّى في قمع معارضيه العزل في شوراع المدن السودانية.</div>
<div style="font-family: inherit; margin-bottom: 1em; margin-top: 1em;">
في الختام أقول، لقد سقطت دولة الإسلامويين في السودان، و لم يبْق لنا كما ذكرت في مقالٍ سابق إلّا "من يأكل لنا مِنسأة النظام". و قد ردّ ثوّار أم درمان اليوم فعلاً لا قولاً على من يخوفوننا من مصير سوريا عندما بَسَطوا يدهم بالمساعدة إلى من بَسَط يَدُه إليهم ليقتلهم، قائلين: "نحْن إخوانك".</div>
<div style="font-family: inherit; margin-top: 1em;">
هذا الشعب أسْمى من أنْ تحكُمَه هذه الحُثالة.</div>
</div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-19245214778866119102018-08-19T16:04:00.000+03:002018-08-19T16:09:25.776+03:00 المشير "بركاوي": استخفّ قومُه فأطاعُوه<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgdvb4LfAlZkAY0CpsjDs3tCRHkWVxv8pj1bEJUKkrueS0hhb92SabPL2ndcBj49IBAL6zk3ptsFY10vNwPWJ0XJ0MW-dq6xNLXoBaJZ3NCOvIc1-3Xu-faWdaBmdMKblJPMI7hj3USU-g/s1600/39279396_2130420660311125_7171426006459219968_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="409" data-original-width="727" height="180" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgdvb4LfAlZkAY0CpsjDs3tCRHkWVxv8pj1bEJUKkrueS0hhb92SabPL2ndcBj49IBAL6zk3ptsFY10vNwPWJ0XJ0MW-dq6xNLXoBaJZ3NCOvIc1-3Xu-faWdaBmdMKblJPMI7hj3USU-g/s320/39279396_2130420660311125_7171426006459219968_n.jpg" width="320" /></a></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: center;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">المشير "بركاوي": استخفّ قومُه فأطاعُوه<o:p></o:p></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: center;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">عِزّان سعيد<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">مبروك للمشير. فقد استكمل أشراط الطّغيان كافّة
فأصبح دكتاتوراً "كامل الدسم" لا يقل بأساً و بؤساً عن تيمورلنك و
هولاكو و شاوشيسكو و شاه إيران و القذافي. يعْمَه مثلهم في طغيانه فلا يُرِي
تنابلة المؤتمر الوطني إلا ما يرى و لا يهديهم إلا سبيل الخراب. و مبروك للشعب
السوداني، فقد وصل بركاوي للحلقة الأخيرة و صعد إلى أعلى الصرح راجياً أنْ يبلغ
الأسباب، و لم يبْق إذاً إلا السقوط.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">يعيش الطّاغية دوماً في فقّاعةٍ كبيرة يصنعها
بنفسه و يزيّنها له مَن حوله، تحجبه عن حقيقة بؤسه وهوانه على شعبه. أنظر إلى
القذافي في لحظاته الأخيرة وهو يُساق إلى حتفه كالبهائم مِمّن ظنّ طوال عمره أنّهم
يرونه الزّعيم الملهم و "القائد الأممي" الذي لا يأتيه الباطل.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">يخبرنا التاريخ أنّ الطاغية عندما يصل لمرحلة
الطغيان الأعْمَه فإنّه يعيش منعزلاً رغم كثرة عدد و عُدّة من حوله. و لأنّهم
جميعاً مِمّن يجمعهم الطّمع و يفرّقهم الفزع، فإنّ الطّاغية في الحقيقة يعيش وحيداً،
لا يَعي ذلك إلّا في ساعاته الأخيرة عند إنفضاض جموع المنافقين، فلم تنفع شاوشيكو
حينها الجموع الهادرة التى طالما هتفت بإسمه، ولم تَحُلْ لجان القذافي الثوريّة
بينه و بين "العود" و رصاصة القلب و القبر المجهول، و سيذهب المؤتمر
الوطني جفاءاً كالزّبد و يترك "بركاوي" لرحمة شعبٍ طالما آذاه بنَزْقِه
و تجبّرِه و ظلمِه، يموت في عهده الأطفال "سمبلة" بقنابل الأنتنوف و تحت
أنقاض الفصول و في جوف النّيل، بينما يرقص هو على أشلاء وطنٍ مزّقه و
"مرمط" كرامته، و يعدّ نفسه ليحكمنا سنيناّ جديدة و هو قد شارف الثّمانين،
و كأنّه قد ضَمِن الخلد، و كأنّما حواءنا قد عجزت أنْ تُنْجب من يلِي أمرنا ولا
يسومنا سوء العذاب.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">وللطّغيان الأعْمه علامات تُصيب جميع الطّغاة في
كلّ زمانٍ و مكان، فهم كأنّما قد خُلِقوا من طينةٍ واحدة: </span><span style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">الأولى غياب الطّاغية التّام عن ما يجري من حوله،
فهو لا يعلم أو يعلم ولا يعي. يموت النّاس في الطرقات جوعاً فتنصحهم ماري إنطوانيت
أن يأكلوا الكيك، و يثور النّاس لكرامتهم و حريّتهم فيسألهم القذافي "من
أنتم"، و يتقاتل النّاس في صفوف الخبز و البنزين و يموت التلاميذ بلدغات
العقارب و بين أمواج النيل فيبشّرنا "بركاوي" بإستعدادنا لإنقاذ إقتصاد
دولة الجنوب! </span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-bidi-language: AR-YE; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-bidi-language: AR-YE; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">و إذا أردت أنْ ترى
علامة إنفصام الطّاغية عن واقعه حيّة، فابْحث بالّلغة الإنجليزية عن "خطبة
شاوشيسكو الأخيرة" في اليوتيوب، لتندهش من مدى حيرة شاوشسيكو و إستغرابه –
قبل إعدامه بايام- عندما بدأ النّاس يهتفون ضده في لقائه الجماهيري الأخير الذي
أقامه و هو لا يدرى أنّ الأرض قد مادت من تحت أقدامه.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">العلامة الثّانية إعتقاد الطّاغية الجازم بأنّه
المخلّص الذي لولاه لتخطّفت شعبه الطّير و تقاذفته الخطوب. و هذه سمة تلازم الطغاة
جميعاً حتّى القبر، فإمّا هو أو الطوفان، فهو كفرعون ما علم لنا من إلهٍ غيره.
ربما تُفاجأ إذا علمت أنّ صاحبنا – و البلد تحتضر و تنزلق من بين أيدينا إلى
الهاوية- يعتقد جازماً أنّه إذا لم يترشّح في ألفين وعشرين و يحكمنا إلى الأبد فإنّنا
و لا شك سنكون في ضنكٍ و عسفٍ و فوضى تُماثل ما حلّ بسوريا و ليبيا، فهو إذاً هبة
الله لهذا الشعب المسكين! بل أنّنى لا أشك أنّه قد وقع في يقينه أنّه يضحّي من
أجلنا و يمنُّ علينا بوجوده على سُدّة الحكم، فلولاه لا وجود لنا ولا ذكر. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">العلامة الثّالثة هي تناقُص الخُلَصَاء من حول
الطّاغية و بالتالي تكاثر المنافقين، و تناقص الخُلَصَاء يكون إمّا بضيق الطّاغية
بهم و بنصحهم أو بضيقهم هم من ضيق أفقه و صدره، أو بمضايقتهم و إبعادهم عبر من
حوله من المنافقين ممّن يزينون له الباطل و يمدّونه في الغي. الغريب في أمر صاحبنا
أنَّ جلَّ ممّن أتُوا به إلى الحكم من الإسلامويين قد إنفضّوا من حوله واحداً تلو
الآخر، إبتداءاً من كبيرهم و ليس إنتهاءاٍ بغازي و أمين حسن عمر، و هو ما زال يظُن
أنّهم جميعاً على خطأ و أنّه الوحيد الذي أوتِيَ الحكمة وفصل الخطاب.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">العلامة الرّابعة للطّغاة أنّهم " ما طارين
الموت". يعتقد أحدهم أنّه قد مُنِح الخُلد فيتشبّث بالسّلطة حتى لا يعلم من
بعدِ علمٍ شيئاً، و في موقابي و بوتفليقة و صاحبنا خير مثال. ليس هذا فحسب، بل أنّهم
لا يتّعظون مِن مصارع مَن حولهم من أشياع و كأنّ الموت قد سُنّ لغيرهم لا لهم. لم
يُحرّك غرق هذا و إحتراق ذاك في صاحبنا شعرة، فما زالت "نفسه فاتحة"
للحكم بعد ثلاثين سنة يريد أنْ يزيدها خمس.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">العلامة الخامسة أنّ جنون الطاغية يزداد بتقدّم
عمره. فجميعنا يعلم أنّ "بركاوي" لم يكن بهذ القدر من الغرور و التجبّر
عندما أُتِيَ به ليكون واجهة لإنقلاب الجبهة، و لكن ما رآه من تذلّل الإسلاميين له
وبذلهم الغالي و الرّخيص في طلب ودّه و فيهم حملة دكتوراة و تكنوقراط، أوقع في
روعه أنّه الزّعيم الملهم و أنّ ما يراه من أتباع السوء من طاعة عمياء إنما هو
لعبقريّته و قدرته وحده –لا شريك له- على الحكم و القيادة.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">لا أتوقع أن</span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-bidi-language: AR-YE; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">ْ</span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"> تدرك صاحبنا صحوة
مفاجئة فيُصالح شعبه و يُدرك ما صنعه بنا من دمار. سيسير كالأعمى في طريق من سبقه
من طغاه و يستنّ بسنّتهم و ينتهى إلى ما صاروا إليه. و لطبيعة شعبنا و ما جُبِل
عليه من خلقٍ و ما نشأ فيه من حضارة، فإنّى أُرجّح له سيناريو بن علي (الهروب) أو
سيناريو نميري/ولد الطايع (التغيير أثناء الوجود في ما سيكون لاحقاً منفى) أكثر من
السيناريوهات العنيفة: القذّافي (العود/القبر المجهول) أو علي عبد الله صالح
(رصاصة الرأس)، رغم أنّ الرّوح قد بلغت الحلقوم و بلغ السيل الزّبى واقعاً و مثلاً.
<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="background: white; line-height: normal; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";">آسى كثيراً على ثلاثة عقود قد مضت من عمرنا و
عمر هذا الوطن و نحن فيما نحن فيه من تِيه. و لكنّي على يقين من أنّنا في أحلك
ساعات الليل التى تسبق الفجر، و أنّ فرعونَنَا و جُنده قد آن لهم أنْ يعبروا
البحر.</span><span style="color: #222222; font-family: "Arial",sans-serif; font-size: 12.0pt; mso-fareast-font-family: "Times New Roman";"><o:p></o:p></span></div>
<div class="separator" style="clear: both; text-align: right;">
</div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<br /></div>
<span class="text_exposed_show" style="background-color: white; color: #1d2129; display: inline; font-family: "helvetica" , "arial" , sans-serif; text-align: right;"><span style="font-size: 14px;">
</span></span></div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-53961735710824356752018-08-19T16:01:00.000+03:002018-08-19T16:01:07.696+03:00فيديو دبي: أقرَعوا الواقفات<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<span aria-live="polite" class="fbPhotosPhotoCaption" data-ft="{"tn":"K"}" id="fbPhotoSnowliftCaption" style="background-color: white; color: #1d2129; display: inline; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; font-size: 14px; line-height: 18px; outline: none; text-align: left; width: auto;" tabindex="0"><span class="hasCaption" style="font-family: inherit;"></span></span></div>
<div class="_5wj-" dir="rtl" style="font-family: inherit; text-align: right;">
<div class="text_exposed_root text_exposed" id="id_5b7969ab042001292743315" style="display: inline; font-family: inherit;">
<br />"- من أنت ؟<span class="text_exposed_show" style="display: inline; font-family: inherit;"><br />إني آدميَّة -<br />أدري -<br />فلا ترضى البهائمُ أن تكون كجنسنا<br />أو أن تعيش حياتنا<br />أو أن تُفكِّر مرَّةً<br />في الإنحطاط لمُستوى حُكَّامنا<span> </span><br />-أختاهُ<span> </span><br />ماذا تفعلين، إذن، هُنا ؟<br />- لا شيء .. أرتكبُ الزِّنى<br />-أتُفارقين بلادنا<br />لتُهدِّمي شرف العُروبة<br />في بلاد عدُوِّنا ؟!<br />- إني أهدِّمهُ<br />لأبني في بلادي، من حجارة عفتي،<br />بيتًا لنا<span> </span><br />وبكتْ<span> </span><br />فسال الكحلُ في الدمعات .. ليلاً رابعًا<br />فأذابنا<br />وأسالنا "<br />أحزان أصيلة – أحمد مطر<br /><br />عجبت لتعجّبِنا و ثورتنا على فيديو بناتنا في دبي. فبعضنا، ولا أبرئ نفسي، ينتظر تناقل وسائط التواصل للفيديوهات و التّسجيلات و الصور لنملأ الدنيا صياحاً في الإحتجاج على قضايا نعلم وجودها علم اليقين و لكنّا ندفن رؤوسنا في رمال النّكران و نغمض أعيينا رجاءاً أن نفيق فلا أثر لها. ففي زمن هزيمتنا و إنكسارنا، جبُنّا و عجزنا عن مواجهة عدوّنا الأّول الذي أذلنا من بعد عزّة و أفقرنا من بعد غِنى و "بعثرنا في كل وادي"، فما زلنا منذ زمن نطعن "في ضل الفيل".<br /><br />و رغم أنه لا يحق لأحد أن يتخذ الفيديو ذريعة لإصباغ أي تهمة كانت على من فيه، و أنه لا شك أن من نشره قد تغول على خصوصيتهم، فقد جعله الكثير منا ذكرى لما تفعله بعض بناتنا في بعض العواصم العربية مما لا يرضينا.<br />و الذين يبكون على شرفنا المسكوب في أزقّة دبي و القاهرة و غيرهما، يرون القشّة هناك و يعمُون عن الجذع في شوارع الخرطوم و مدننا السودانية. فمنذ أتت لحُكمنا الشياطين في 1989 و أفقرت البلاد و أذلت شعبها، بلغ بؤس العيش في زمن التيه الإنقاذي بالكثيرات مبلغ أن يمارسوا الجنس من أجل المال، و تنامت هذه الظاهرة فشملت كل قطاعات المجتمع من طالبات و عاملات و موظفات، و كان من المحتّم أن يخرج بعض هؤلاء إلى بلاد الدّرهم و الدينار بعد أن أضاق حكامنا عليهم بلادهم بما رحبت.<br /><br />أتاح لي عملي سابقا في برنامج مكافحة الإيدز الإقتراب من هذه الفئة فعلمت عنها ما تشيب له الولدان. نُعامل – مجتمعاً و سلطة – هذه الفئة كالمجرمين في حين أنّهن ضحايا لظروف بالغة التعقيد، و أجزم أنّه من العسير أن تسير إمرأة في هذا الطريق ما لم تكن مجبرة، تسدّ رمق أطفالا جائعين أو حوجة أمِّ عجوز.<br /><br />إقترح الكثيرون تشديد الدولة لضوابط سفر النّساء في ما ظنوا أنّه حل لهذه الظاهرة و إنقاذاً لما تبقّى من سمعتنا في ديار الغربة، و لكن هذا الحل كمن يحمل الماء بملعقة شاي ليطفئ ناراً قد عمت سائر أرجاء البيت. فحل هذه الظاهرة ليس في منافذ المطارات أو في حواري دبي، بل هنا في الخرطوم. فظاهرة عمل بناتنا في تجارة الجنس في السودان و خارجه إنّما هي عرض من أعراض كثيرة للتدهور الحضاري الشامل الذي أوصلنا إليه أصحاب المشروع الحضاري، لا تنفصل عن هجرة الشباب عبر مراكب الموت و عصابات المواتر و "الخرشة" و الطفيليين ممن سرقوا قوت الشعب و انتشروا في كل مكان. إنحطاط الحضارة و الأخلاق يصاحب دوماً الفقر الناتج عن سوء إدارة الإقتصاد الذي يميّز حكومات الإستبداد. و لأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، فلا يمكن فصل الفساد عن الحكومات الدكتاتورية، ففي وجودها يترعرع و ينمو و يزدهر، وفي ظلالها تنمو طبقة الطفيليين و يقابلها إزدياد الفقراء و إختلال موازين المجتمع و قِيَمه.<span> </span><br /><br />ظاهرة هؤلاء البنات في دبي و القاهرة ليست إلا قمة جبل الجليد الرّابض في الخرطوم. فجميعهُن قد بدأن هذا الطريق في الّسودان، و إذا أردنا أن نقضي على هذه الظّاهرة فمنه يجب أن نبدأ، و المسؤولية هنا مشتركة، مسؤولية دولة و مشرِّعين و مجتمع.<br /><br />مسؤولية الدولة ليس في توفير فرص تعليم و عمل و حياة كريمة لأبناء الشعب من الرجال و الّنساء فحسب، بل و في السماح للجهات المختصة و منظمات المجتمع المدني و دعمها للعمل مع فئات النساء من اللائي أضطررن للعمل في تجارة الجنس من غير تجريم أو توصيم لإعادة تأهليهن كأفراد منتجات في المجتمع.<span> </span><br /><br />يأتي بعد ذلك دور المشرِّع – الذى يأتي به الشعب - في تعديل قوانينا الحالية التي تحمل في معظمها عسفاً كبيراً لنسائنا. عندما عملت طبيباً في مستشفى النساء و الولادة في كسلا دخل علينا مرة مجموعة كبيرة من عساكر البوليس دخول المنتصرين و قد إقتادوا إمرأة كسيرة في ملابس النوم طالبين منّا أن نوقع عليه كشف إثبات ممارسة الجنس. سألهم نائب الإختصاصي حينها عن سبب وجود المرأة في ملابس النّوم فقالوا إنّ القانون يحتّم عليهم حمل المتهمين بالزنا في بوكسي الشرطة على الهيئة التي وجدوا عليها و الطّواف بهم في طرقات المدينة و المستشفى و نهايةً إلى مركز الشرطة. طلب منهم زميلنا الفاضل أن يأتوا بملابس المرأة و سترها قبل أيقاع الكشف المطلوب، فتمنّعوا و قالوا أن الملابس في البوكس. أصرّ زميلنا على ستر المرأة المسكينة و قال قولةً ما زال صداها يرن في إذني كلّ حين : " و الله ما تجيبوا ليها هدومها أملص ليها بنطلوني ده". هناك رضخ العساكر و سُتِرت المرأة بعد أن طافت بملابسها الداخلية معظم شوراع كسلا و هي لا زالت بريئة لم تثبت أدانتها.<br /><br />و كما تقدّم، فإنّ مسؤوليتنا كمجتمع في أن نعامل هؤلاء الفتيات كضحايا لا كمجرمات، و أن تعمل المنظمات و الجهات ذات النشاطات المجتمعية على إستيعاب العائدات منهن في مشاريع مدرّة للدخل، و توفير فرص لتأهيلهن للعمل في مهن شريفة و تعلميهن.<br /><br />لقد طال ليل هذه العصابة و أسودّ جانبه، و ما فتئوا طيلة ثلاثة عقود حسوماً يمنوننا بالمنّ و السّلوى و أن نأكل من فوقنا و من تحت أرجلنا إن أصاب عبثهم بالإقتصاد، ناسين أنه لا يمكن أن تتوفر عوامل النّجاح لأي إصلاح إقتصادي من غير إصلاح سياسي. ستظلّ كلّ حين تصدمنا ما يماثل فيديو دبي و المنشية ما دام يحكمنا أسوأنا و أرذلنا و أفسدنا و أكذبنا و أجرأنا على الله ممّن يخدعنا في كل يوم بإسمه العظيم.</span></div>
</div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-1056629519000331062016-12-05T08:55:00.003+03:002016-12-05T08:55:34.527+03:00"آخرة" المشروع الحضاري : يا فيها يا نطفيها<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhf5tV3v4o3lmXb8WDFETCKoz43gpGlK6i0j72EBk5c8jaC_JF5brF19u13m2OMpwEZh5y5S3j7itky2mLlszUUEjHdaQpY5GK38ty76T0PdKMKqpHTOtiiQAffKJ5sJ4tWaq9lIRvU8Mo/s1600/1.gif" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="180" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhf5tV3v4o3lmXb8WDFETCKoz43gpGlK6i0j72EBk5c8jaC_JF5brF19u13m2OMpwEZh5y5S3j7itky2mLlszUUEjHdaQpY5GK38ty76T0PdKMKqpHTOtiiQAffKJ5sJ4tWaq9lIRvU8Mo/s320/1.gif" width="320" /></a></div>
<br />
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
تعجّبت قبل فترة عندما شاهدت متظاهرين في العراق – و لم تسلم بغداد حينها من تفجيرٍ إنتحاريّ يوميّ يقتل العشرات- و قد حملوا لافتة مكتوب عليها أنْ "لا لدارفور أخرى في العراق". و يبدو أنّ الشعوب العربية ترى القشة في عين غيرها و تنسى الجذع في عينها. تذكّرت هذه المفارقة و أبواق النّظام -و قد آلمهم نجاح الشعب في عصيانه الأول -ما فتئوا يحذّروننا من مصير ليبيا و سوريا إنْ تجرّأنا على خلع الإنقاذ.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
و رغم سَخف هذه المقولة، فإنّها تلقى رواجاَ هذه الأيّام بين فئاتٍ منْ غمار النّاس و بعض مثقّفيهم. و العجيب أنّ مروّجي هذا الزّعم من مناصري النّظام و سدنته لا يعلمون أنّهم إنما يُطلقون النّار على أقدامهم و يُؤذون الإنقاذ من حيث أنْ أرادوا إقناع الشعب بالقبول بها. فهي تحمل في ثناياها رسائل عدة، أوّلها الإعتراف الضّمني بدكتاتورية النظام وتشابهه مع صِنْويه في سوريا و ليبيا، و أنّ مساحيق التجميل التي ما زال يبذل فيها المال الوفير ليقنع الناس بحسن ديمقراطيته و نزاهة إنتخاباته وقوميّته لم تفلح في إقناع حتى منتسبيه الذين يعلمون في قرارة أنفسهم الحقيقة التى يعملها الجميع من أنّه نظامٌ قمعيٌ فاسد و مجرم لا فرق بينه و بين الأنظمة التى يحذّروننا من مصيرشعوبها حين إنتفضت عليها.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
الرسالة الأخرى هي أنّ النظام لم يبقْ له ما يدافع به عن نفسه إلّا تخويفنا بما هو أسوأ منه، فقد يئس و يئس مناصروه من تعداد حسناته و إنجازاته بعد أنْ أثبت فشله الذريع طيلة ربع قرن في إدارة البلاد بل و عاد بها القهقري قروناً من الزمان، وأضحى بقاؤه قائماَ على إفتراض إنعدام البديل أو الفوضى التى ستحيق بالبلاد في حال الإطاحة به. كما إنّ تخويفنا من أنْ يؤول مصيرنا إلى ما تعيشه شعوب ليبيا وسوريا من أهوال، إقرارٌ من النظام بسوء حال البلاد و العباد الذى لا سوء بعده الا أنْ نتقاتل في طرقات المدن و نتشرّد في أصقاع الدّنيا و تبتلعنا البحار.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
أمّا الرسالة شديدة الخطورة المضمّنة أيضاً في تحذيرنا من مصير ليبيا و سوريا فهي الإعتراف و التهديد بأنّ النّظام سيقاتل شعبه و لن يسلّم السلطة طواعيّة كما حدث في مصر و تونس، فالنّظام و منسوبوه عندما يحذّروننا من مصير دول الربيع العربي يتناسون عامدين التجربتين المصريّة و التونسيّة التى حدث في كليهما إنتقال سلمي للسلطة واختار الرئيس الحفاظ على شعبه و بلده - هذا بغض النّظر عمّا حدث في مصر بعد ذلك من وأد للثورة عن طريق العسكر- ففي التركيز عن أنْ السودان سيواجه مصير ليبيا و سوريا إنْ هو إنتفض على النّظام رسالة مبطّنة أنّ البشير و زبانيته على إستعدادٍ لتبني منهج بشار/القذافي -أو خيار شمشون الجبار- دون منهج مبارك/بن علي.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
ينسى أو يتناسى المشفقون على ثورتنا من مصير ليبيا و سوريا حقائقاً عديدة في سبيل تخويفنا من المجهول المظلم إنْ نحن خرجنا منْ تيه الإنقاذ. أوّل هذه الحقائق أنّ لكل شعب "خصوصيته السياسيّة" التي تتشكّل من طبيعة الشعب و تراكم تجاربه وإرثه الإجتماعي و الثقافي، لذا فلا يجوز إسقاط نموذج سياسي معين أوتجربة لشعبٍ ما على شعب آخر و إفتراض تشابه المصائر إذا تشابهت الأهداف، خاصة إنْ إختلفت الوسائل. ففي لبنان كان الإغتيال السياسي مثلا طابعاً للحياة السياسيّة هناك لردْحٍ من الزمن، و في فترةٍ ما كان من العسير أنْ يموت سياسي لبناني على فراشه، بينما لم تتبنى هذا النموذج في "التغيير" السياسي شعوب هي أقرب للبنانييّن جغرافياً و تاريخياً و ثقافياً، و لو كانت القوالب السياسيّة في بلدٍ ما "مُعدية" كالأمراض لأصاب الدّاء الّلبناني جيرانه قبل غيرهم.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
الحقيقة الثانية أنّ هذه الشّعوب -التى يستعملونها كفزاعة تُثنينا عن الثورة على نظامٍ فاسدٍ و مستبدٍ- ليس لديها أيّ تجربة سابقة للإنتقال السلمي للسلطة، بل لمْ تحظْ بالعيش تحت ظل أيّ تجربة ديمقراطية حديثة العهد، فالبعْث في سوريا و القذافي في ليبيا منذ الستينات، وقد حَظِي السودان خلال حكم البعث السوري مثلاً بحكومتين ديمقراطيتين جاءتا نتيجة ثورتين شهد التاريخ على عظمتهما و عظمة الشعب الذى قادهما.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
الشعب السوداني إذاً ليس بحديث عهدٍ على الثّورات، وليس بجديد على التغيير الديمقراطي، و مُرَددّو زَعْم غَرَقنا في الفوضى إنْ إنتفضنا على الطغمة الحاكمة يستكثرون علينا أنْ نأتي بتجربة سودانيّة خالصة نعلّم بها الشّعوب و نُدهش بها العالم كما فعلنا في أكتوبر و أبريل، تأتي من رحم هذه البلاد بخصوصيّتها و خصوصيّة شعبها و تفرّده عن غيره.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br /></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
ستأتي ثورتنا مثل إستقلالنا ك "صحن الصيني بلا شق ولا طق"، و لن نُخْرج الدكتاتور من حُفرة و لن نُطارده "بالعود"، فنحن "شعب أُسْطة"، علّم الشعوب كيف تنتفض، و لم يحدث في التّاريخ أنْ فشل المعلم حين إختباره فيما يعلّمه للناس.</div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-7396778497751242112016-11-21T04:15:00.002+03:002016-11-21T04:15:39.647+03:00الجنرال "صَفْرَجَت"<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj1RqXdu-kdi4MvrnAAgfgrZSPoxXPK2Xj7rheie2uy2aqrSwshnwdiNgBubOWDP-cRg0R5wlUFCa14kJmHsLMZDXDT0NRAcRlmpn1vp7390RS5og10p6CMrCl5mhzUAlwse2J02iDTPVI/s1600/15032063_1346934445326421_2405100253226855212_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="297" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj1RqXdu-kdi4MvrnAAgfgrZSPoxXPK2Xj7rheie2uy2aqrSwshnwdiNgBubOWDP-cRg0R5wlUFCa14kJmHsLMZDXDT0NRAcRlmpn1vp7390RS5og10p6CMrCl5mhzUAlwse2J02iDTPVI/s320/15032063_1346934445326421_2405100253226855212_n.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
للجنرال "صفرجت" قصّة مشهورة عن إرتعادِ فرائِصه حينما رأى تاكسي ليلة الثلاثين من يونيو المشؤوم فحَسِبَه العدو. و لم يتحرَّج – بما عُهِد عنه من خراقة- أن يتمثّل ب "الحرامي في راسو ريشة" في مَعرِض تفسيره لخوفِه من التاكسي و صاحبه.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
مخطئٌ من ظنّ أنّ هَوان "صفرجت" و ضِعَتِه و تَلهّفِه لأيِّ إعترافٍ و تقديرٍ كان قد ولّدتها ملاحقته من محكمة الجنايات. القصّة أعلاه تُرينا بجلاء أنّ"صفرجت" يعلم تماماً أنّه قد سرق الحكم و نال ما لا يملكه ولا يستحقه. فهو ما فَتِئَ من تلك اللّحظة يبحث عن من يُلقي في إعتقاده أنّه رئيسٌ شرعي و ليس بسارقٍ و مغتصب، الحقيقة التي جَحَد بها و استيقنتها نفسه وما زال و ما زالت.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
أذكر أنّ "صفرجت" سنةَ إغتصابِه للسّلطة قد شارك في إجتماعٍ ضمّه في ليبيا بالأسد و مبارك والقذافي. و رغم أنّنى كُنت بعد على أعتاب المرحلة المتوسطة، فقد لاحظت بجلاء أنّ صاحبنا لم يكن إلا "تمامة عدد" أتى بها القذافي في اللحظات الأخيرة. فقد جلس الأسد و مبارك و بينهما القذافي في شكل مثلث على كنبتين متجاورتين و قد دَنَت رؤوسُهم في حديثٍ كان من الجَلِي أنّه ثلاثي، بينما تُرِك صاحبَنا صامتاً في طرف الكنبة و هو يحرّك رأسه آلياً بالموافقة. و ما إنسحاب الوزراء العرب عند حديثه قبل حين إلا مظهر آخر من مظاهر هوانه المقيم – والقديم – عليهم.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
عندما أتَي الإسلامويّون بالجنرال "صفرجت" إلى السلطة كواجهة يسرقون من خلفها البلاد و يسترقّون العباد كانوا يعلمون و كان هو أعلمهم بتواضع إمكاناته الذّهنية و قصور قدراته المعرفيّة و المهاريّة، و أنّ خلوه من الكاريزما هو السبب الوحيد الذى جاء به في غفلة من الزمان على قيادة هذه الأمّة العظيمة، فلَبِث بِضع سنين لا يتخطّى دوره المرسوم ك "كومبارس" حتّى تندّر السودانيون عليه حين تلاوته بيان المفاصلة بأنّه قد "إنتقل من كونه سكرتير للترابي إلى مذيع عند على عثمان". إلا أنّ تذلّل كبار الإسلاموييّن من أمثال إبراهيم أحمد عمر و أمين حسن عمر - و غيرهما من حَمَلة الدّكتوراة و ذوي التّاريخ الطّويل في الحركة الإسلامويّة - له و خَطبِهم ودَّه أوقع في روعه أنّه القائد الملهم الذي بعث الله به لإخراج النّاس من الظّلمات إلى النّور، و أصيب بلعنة الطّغاة التى تُوهِمَهم بأنَّ إرتباطهم بالوطن لا فِكاك منه، و أنّ ذهابهم يعني ذهاب الوطن، وأنّ وجودهم قمين ببقاء الوطن وطناً، وأنّه لولاهم لتخطّفنا الطّير وتقاذفتنا الخُطوب. و مع مرور الزّمن و تزايد أعداد حارقي البخور، إعتقد "صفرجت" أنّه فقط، لا شريك له، القادر على حكم هذا الشّعب المسكين الذي لولاه لإكتنفه الضياع.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
و لأنّ "صفرجت" يعلم في عقلِه الباطن قدرَه الحقيقي و هوانه على غير أعوانه، فهو ما فَتِئ يتهافت لأيّ نوع من التقدير الخارجي. و جاءت إدانته كمجرم حرب من محكمة الجنايات الدوليّة و ما تبع ذلك من زيادةٍ في تحقيره من المجتمع الدّولي و شعوبه و قياداته لتزيد من ذلك التهافت. فالجنرال الآن لا يستطيع التّحرك بحريّة، و ينسحب زعماء العالم المحترمون عندما يطلّ عليهم، بل و يأبى بعضهم أنْ يجلس في مقعدٍ يجاوره و يفضّل أنْ يترك له المكان كما فعلت رئيسة الوزراء البرازيليّة.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
لذا، و إزاء تلهّفه ذاك، لم يكُن من المُستغرَب إذاً أنْ يُجَرْ "صفرجت" إلى مواقف مُحرِجة لا تليق به كشخص نصّب من نفسه زعيماً لدولة و يُعرّض بلده و شعبه "للمرمطة" و السخريّة، كفرحه الطفولي بالنصّابة التى أهدته فنيلة "ميسى" و إدّعائه أنّ الّلاعب شخصياً هو من بعثها له وما تَبِع ذلك من فضيحةٍ كبرى عندما نَفَى مكتب الّلاعب الخبر، أو إسراعِه و تنابلة السّلطان لحفلٍ وهميٍّ في إثيوبيا لتنصيبه رَمزاً "للكرامة الأفريقية"، عبر مؤسسة لم تَكُن من قبل ذلك - و لن تكن من بعده - شيئاً مذكوراً، و يبدو أنّ مجموعة من "العَطَالى" قد علمت ظَمَأ صاحبنا المنبوذ من الجميع للإعتراف فقاموا بهذه المسرحيّة الهزليّة و نصَبوا على "صفرجت" ومن معه من ماسحي الجُوخ و نهبوا قدراً غير يسير من مال الشعب السوداني.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
المشكلة أنّ "صفرجت" لم يبذل أيّ مجهود لينال إحترام شعبه ليعوّض فقدان إحترام العالم له. فذات الأسباب التي جعلتْه منبوذاً من العالم المتحضّر أفقدته إحترام شعبه الذى يُدرك سرقته للحكم من غير وجه حق رغم تنصيبه مراراً عبر ما تَلى ذلك من إنتخاباتٍ هزليّة، و إكتشف حقيقة تواضع إمكاناته القياديّة و شغفه المَرَضِي بالكذْب على النّاس منذ عهدٍ بعيد. فالجنرال ليس من غير كاريزما تصلح لأيّ شئ فحسب، بل أبى إلا أن يملأ هذا الخواء بمثالبٍ عديدة كضيق الأفق و ضيق الصّدر و الخُلق، فالجنرال لا يصبر على رأي مُخالفٍ حتى من أقرب النّاس إليه، فانفضّ عنه قلّة من أصحاب الرأي، و بَقي من حوله الدّهماء و المنافقون ممّن لا يَرونه إلا ما يَرى و لا يَهدونه إلا سبيل الخراب. فليس من العجب إذاً أن يكون شخص ك "عبدالرحيم" – الذى صرّح أخيراً أنّه مشغول عن ولاية الخرطوم بعمله كسائق خصوصي للرئيس – من أقرب خلصائه و مستشاريه!</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
و يزيد من تقليل قيمة "صفرجت" عند النّاس كِذبه المستمر و سوقيّته الّلفظية والفعليّة والرّقص الذى أصبح ملازماً له و دالّاً على شخصيته حتى على محرّكات البحث في الشبكة العنكبوتية، يظنُّ فيه تواضعاً و قرباً من النّاس وهو ما قذفه عنهم إلى بعدٍ سحيق، فهو كَمَن يرقص على أوجاعهم و آلامهم التى كان و نظامه و لا زالوا سبباً فيها.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<br />و ربّما كان يُمكن تخفيف مصابنا فيه لو كان صموتاً و رزيناً فالصمت حكم و قليلٌ فاعلُه، لكنّه أبى إلا إيذاء شعبه و إهانته بالكلام السّقيم و الألفاظ السوقيّة ممّا يطلقه كلّ حينٍ على عواهنه، والأمثلة تضج بها اليوتيوب و مثيلاتها، ليس آخرها تصريحه عن كَونَها "صفرجت" و ما سبقه على ذات الشّاكلة من وجوب شُرب معارضيه من البحر.</div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
يعلم الجنرال أنّ وجوده على سدّة السلطة هو الضّمان الوحيد لعدم تسليمه لمحكمة الجنايات، و رغم كذبته البلقاء الموثّقة عن أنّه "لن يكون رئيساً في 2015" فها هو ما زال يجثم على صدورنا حتى حين، يؤذينا بكلامه السّوقي و حمقه و رعونته، يأخذ البلاد رهينةً ليضمن سلامته و يقودها من فشل إلى فشل، يعاونه في ذلك مجموعة من المجرمين ممن بَنُوا قصورَهم و فارِهِ دُورهم على أنقاض الوطن، لكنّهم يعلمون جميعا أنّهم على الجانب الخطأ من حركة التّاريخ، وأنّ يوم الحساب لا محالة قادم، نراه قريبا وإنْ رأوْه بعيداً.</div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-64866917309445846482016-11-21T04:13:00.002+03:002016-11-21T04:13:38.843+03:00حكاية "ماجيستي": رجاءاً ..لا ترُجّونا<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhQ8Mlb6W88cCUTm-ZSZKjMCEsafY3Y1lXLMSDsSwTznqwQRYDNdhpBbDVSSWtK1FTGhyphenhyphenAijsNs1SNiXRpGI7tecwEr8bsU2MH0-2UhTjn8ZlxithdkoyJoA5VRf9WmvAnQYXxpz6oyXs0/s1600/13726648_1239792739373926_7218092433493102541_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhQ8Mlb6W88cCUTm-ZSZKjMCEsafY3Y1lXLMSDsSwTznqwQRYDNdhpBbDVSSWtK1FTGhyphenhyphenAijsNs1SNiXRpGI7tecwEr8bsU2MH0-2UhTjn8ZlxithdkoyJoA5VRf9WmvAnQYXxpz6oyXs0/s320/13726648_1239792739373926_7218092433493102541_n.jpg" width="246" /></a></div>
<br />
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">جمعني لقاء عابر قبل سنوات برجل أعمال خليجي يزور أمريكا. حدّثني في مجمل حديثه عن إمتلاكه منزلاً في بلد عربي آخر يقضي فيه بعضاً من عطلاته. سألته "لماذا إخترت هذا البلد بالذات؟" و لأنّ محدّثي – كما اتّضح - كان من فئة الخليجيين ممّن ظنّ أنّ إمتلاك المال أو النّقاء العرقي المتوهّم قد أعطاهم الحق في بطْر الحق و غمْط الناس فقد أجاب "لأنّه البلد الوحيد الذي إذا عشت فيه أجنبي و عندك فلوس تكون دايس على أهله بجزمتك" - و قبل أن أنصرف لحال سبيلي عنْه و عنْ صَلَفه و جهله و عنصريته تبرّع فأضاف: " أنتم السودانيين لا ترضون أنْ يغلط عليكم أحد.. تقولون له خُد فلوسك و روح .. أنتم عندكم كرامة يا أخي".</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">و لقد صدقني في الأخيرة و هو كذوب. فالخلايجة – لظروف تشتّتنا في بلادهم من عهدٍ بعيد طلباً للرزق و هرباً من بطش حكامنا- قد علموا قبل غيرهم من الشعوب ما نحن و ماذا نكون. علمها بعضهم بالتي هي أحسن و علمها آخرون بالطريقة الصعبة. و ظلّ السودانيون في بلاد الإغتراب عصييّن على ما يمارسه بعض الأعراب من ظلمِ و عسفٍ و إضطهادٍ على شعوبٍ أخرى، و للخلايجة نفسهم مقولة مشهورة: "السوداني متل زجاجة البيبسي .. لا ترُجّه".</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">و تضُجُّ نواحي اليوتيوب و مثيلاتها بعشرات الأمثلة عن إعتزازنا بأنفسنا و أنِفَتِنا و تقديمنا كرامتنا على الغالي و النفيس رغم ضيق حالنا و ضيقنا بضيّيقي الأفق من حكامنا. شاهدت قبل حين سوداني يتناقش مع موظف سعودي صَلِف في معاملة ما أخّرها هذا الأخير. فما كان من الموظف أن قال لصاحبنا أنّه سينهي إقامته – و هي كلمة ظنّها ستلقي به على الأرض باكياً و مستجدياً – و لعلها كانت لو لم يكن من قيلت له سوداني أجابه بكل بساطة و كبرياء أنْ ينهيها.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">عزّة السوداني و كرامته و أنِفَته أوردته في كثيرٍ من الأحيان موارد التهلكة و ألقت به في أتون مشاكلٍ لا حّد لها في وطنه و في بلاد الغربة. و لكنّها تظل واحداً من أهم ما يجمعنا و يعرّفنا كأمّة و يعطينا تميّزنا بين الشعوب.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">بدأت "حكاية ماجيستي" ببوست في نواحي الفيسبوك كتبته شابة سودانية نبيهة و غيورة إسمها سلمى. وجدت سلمى إعلاناً لمطعم سوري في شارع الستين يحمل إسم "ماجيستي". و عندما نقرت على صفحة السوري صاحب الإعلان راعها ما وجدت.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">لم يألْ السيد "إيهاب" جهداً في تحقيرنا و السخرية من بلدنا "القذرة" و أعلن لأصدقائه صراحة أنّ وجوده فيها "غلطة راح تتصلح عن قريب" و كأنّنا قد بعثنا له البعوث و أوفدنا له الرسل تترجّي من مقامه السامي أنْ يحل بيننا، و قد كان دونه البحر المتوسط و مراكبه العديدة. بل و قد وصلت الوقاحة و العنصرية بالسيد "إيهاب" أنْ وضع صورته بين ولدين سودانيين و كتب "آخر صورة للمرحوم".</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">قامت سلمى مشكورة بالتوثيق لهذه الإساءات فهاج الناس و ماجوا. قد تكون بلدنا أقل من بلدانٍ كثيرة في بعضٍ من وجوه الحضارة و لكنّه لالوبنا الذي يعجبنا من دون تمر الناس. نحبّها على ما هي عليه، بنيلها و أرضها و طينها و بأراذل القوم من كيزانها. نختلف فيما بيننا و نقتلع من على ظهرها من كان سبباً في شقائها و لكننا لا نقبل أن يسيئ لها و لشعبها من قبلت ْأن تؤويه معززاً مكرماً مِن دون دول كثيرة "شقيقة" و "صديقة" قفل بعضها بابه و فتحها بعضه للعيش على هامش الحياة و على الرصيف و أبواب المساجد.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">و لأنْ "آخر صورة للمرحوم " قد أطارت النوم من عيني، فقد طرحت في البوست فكرة أنْ نذهب في اليوم التالي لصاحب المحل محتجّين و طالبي إعتذار. و قمت "في ليلي داك" بتصميم ملصقين حَوَيْن صوراً لبوستات إيهاب الفيسبوكية و تعليقات عليها. إستجاب لي مشكوراً الأستاذ وليد.<br />بدأت بمركز شرطة الرياض فوجدت ثلاثة ضباط شباب أطلعتهم على الأوراق و سألت عن إمكانيّة فتح بلاغ. و رغم تعذّر الخيار الأخير لعدم الإختصاص، فقد أثلج صدري تفاعلهم، بل و عندما علموا بنيّتنا التّوجه للمحل للإحتجاج بطريقة حضاريّة أعطاني الضّابط رقمه قائلا "كان عمل مشكلة أضرب لي".</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">ذهبت و وليد للمحل فوجدناه مغلقاً فقد حسب أصحابه صيحات الفيسبوك عليهم العدوَّ فحذِرونا. وضعنا ملصقاتنا على جدران المحل و أخطرْنا أخويْن سوريّين آخريْن توقفا لأخذ صور للملصقات أن يبلغو أصحاب المحل إنْ كانوا يعرفونهم بغضبنا على سلوك إيهاب و عن نيّتنا مواصلة إحتجاجنا، فقال السوري و قد قرأ بوست إيهاب: " يا غريب كن أديب" ! طيب..!<br />ستظل بلادنا كما كانت من قديم الزمان ملجأً و ملاذاً للمحتاجين و المنكوبين .. ليس فقط للسوريين بل و لأشقائنا من الحبشة و لتوائم أرواحنا من جنوبنا الحبيب. بلاد ناساً تكرم الضيف و تشبع الطيور الجائعة "من أطراف تقيها".</span></div>
<div style="background-color: white; color: #1d2129; font-family: Helvetica, Arial, sans-serif; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-size: large;">أقول للإخوة السوريين أنتم على العين و الراس .. فقط: رجاءاً .. لا ترُجّونا.</span></div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-40057791386613599442016-03-17T08:49:00.002+03:002016-03-17T08:50:12.983+03:00قضيّة أطبّاء أم درمان: يا غِرِقْ يا جيت حازِمَها<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjF3jgjwXXSUOFd4xNngGhATMp-fJU7Tg6QJdBmFlWNOeJFlh59KO1__prkDMq7TRyAAHcuk5kAM5NheZ_-35e0Wjac9rIFcsf9vVM0qD9JTkcGHKMQW0hPf2QhhkSKlCQ1OGuuukA-k1M/s1600/12798990_1138884022798132_7305728411479826386_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><img border="0" height="266" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjF3jgjwXXSUOFd4xNngGhATMp-fJU7Tg6QJdBmFlWNOeJFlh59KO1__prkDMq7TRyAAHcuk5kAM5NheZ_-35e0Wjac9rIFcsf9vVM0qD9JTkcGHKMQW0hPf2QhhkSKlCQ1OGuuukA-k1M/s320/12798990_1138884022798132_7305728411479826386_n.jpg" width="320" /></span></a></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">لا يخفى على أحد العداء الذي ناصبته عصابة الجبهة الإسلاميّة للأطبّاء منذ إنقلابها المشؤوم في 1989. فقد تعاملت السّلطة منذ وقت باكر مع الأطبّاء بمبدأ "هم العدو فاحذرهم" و تربّصت بهم الدوائر و جعلت العسف بهم من أوْلى إهتماماتها بشكل لم يحدث مع أيِّ مجموعة مهنيّة أخرى. بدا ذلك واضحاً من القمع المبالغ فيه لإضراب الأطباء في 1989 و ما تلاه من الحكم بالإعدام على نقيب الأطبّاء الدكتور مأمون محمد حسين و تعذيب و إغتيال الدكتور على فضل. لقد بعث ذلك الإضراب برسالة واضحة للسّلطة مفادها أنَّ الأطباء ككيان واعي و متّصل بالشعب و مدرك لآلامه و حامل لتطلعاته سيقف حجر عثرة في طريق مشروعهم الإجرامي، و أنَّ من أولويات تثبيت قواعد حكمهم أنْ يقضوا على أيِّ كيان يجمع الأطباء في ماعون واحد، وأن يعملوا جاهدين على كسر هممهم و تقزيم دورهم.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><br /></span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">كذلك، لم تدّخر السّلطة وسعاً في التنكيل بالأطبّاء و إذلالهم عبر "منسقيّة الكوادر الطبيّة" التابعة للخدمة الوطنيّة سيئة الذكر. و قد تصدّى لهذه المهمة أطبّاء من كوادر السلطة من أمثال "أنورمحمد على" و "الشيخ الصديق بدر"، حيث كان من يتولّى منصب المنسق فرعونا ً صغيراً في التكبّر و الظّلم، فعاملوا زملاءهم الأطبّاء من غير منسوبي السلطة بكثير من الصّلف و كمواطنين من الدرجة الثانية و قذفوا بهم في إلى مناطق الحرب خاصّة من كانوا ينتسبون لتنظيمات معارضة أيام مزاملة هؤلاء في الجامعة، بل و اجتهد هؤلاء في تحرّي إذلال الأطبّاء من غير طائل، فقد قام الأخير مثلاً عند تولّيه منصب المنسق بإلغاء قانون يعفي الأطبّاء ممّن تدرّبوا قبل الجامعة في معسكرات الدفاع الشعبي من التدرّب في معسكرات الخدمة الوطنية مرّة أخرى مجبراً المئات من زملائه على دخول المعسكرات من جديد و التعرض للذل و المهانة بينما هو نفسه قد تجاوز التدريب العسكري بتصنيفه من الفئة (ج).</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><br /></span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">و كي لا يقوم للأطبّاء كيان جامع قد يهدد النظام، فقد قام بحرمان الأطبّاء من ممارسة حقهم النّقابى بسن ما يسمى بقانون نقابة المُنشأة الذى يجعل من النّقابة مجتمع لشتيت متنافر من النّاس الذين لا تجمعهم ذات المصالح والآمال والتطلعات، بدلاً عن القانون القديم الّذى تقوم النّقابة فيه على أساس المهنة. فتكوّنت على أساس هذا القانون ما يسمّى بنقابة المهن الصحيّة، والّتى حشد النظام أنصاره لقيادتها كالعادة، ولم يهتم الأطبّاء بالتمثيل فيها أو الإنضمام أليها بإعتبار إنها أحد صنائع النّظام.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><br /></span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">أما إتّحاد الأطباء فهو هيئة خدميّة أكثر منها مطلبيّة. ورغم سلبيّة هذا الإتّحاد ومحدوديّة دوره إلّا أن النظام لم يألْ جهداً أيضاً فى الدّفع بإنصاره للسيطرة عليه. وقد فشل الإتّحاد المذكور فى تبنّى العديد من قضايا الأطبّاء الملحّة و وقف موقفاً سالباً وعدائياً تجاههم فى بعض الأحيان مما دفع الأطبّاء لتجاهله وتكوين كيانات مخصّصة لتلبية مطالبهم، حيث وقف الإتّحاد موقف المتفرّج لدى مصادرة ميز أطبّاء مستشفى الخرطوم فى التسعينات وتشريدهم، فقامت لجنة الميز المكوّنة آنذاك بالتصدّى للسّلطة و فرض شروطها التّى أدّت لضمان عدم تشريد أىِّ طبيب وبناء الميز الجديد. وقام الأطبّاء بعد ذلك بتكوين لجنة الأطبّاء والنوّاب التى انتزعت من النظام مجموعة من الحقوق الماديّة والمهنيّة فى ظلِّ غيابٍ تام أيضاً للإتّحاد المذكور. بل إنّ مسؤوليه رفضوا السّماح للّجنة بالإجتماع مع قواعد الأطباء فى دار الأطباء فى تصرّف مُشين أدّى لتعميق الفجوة القائمة بين غالبيّة الأطباء والمجموعة القائمة على أمر الإتحاد.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">و قد وصل الصدام بين الأطبّاء و النّظام ذروته عندما إعتقل جهاز الأمن اللجنة التنفيذية للجنة الأطبّاء لمدة طويلة على أمل أن يؤدّي ذلك لكسر شوكة الأطبّاء و ثني عزيمتهم.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><br /></span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">لقد أدّي غياب الصوت النقابي لأطبّاء السودان إلي أن يُصبحوا ضحية للكثير من الإعتداءات و الممارسات غير اللائقة، و تعدّدت حوادث الإعتداء اللفظي و الجسدي على الأطباء خاصة من قبل منسوبي القوات النظامية. و تأتي قضية نواب إختصاصيي الجراحة بمستشفى أم درمان كتتويج لهذا العبث و كمثال لسكوت و ممالأة السّلطة لما يحدث بصورة مستمّرة و ممنهجة من إضّطهاد و إستهداف للأطبّاء.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><br /></span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">تتلخّص القضيّة في أنّ مجموعة من أطبّاء مستشفى أم درمان قد تعاملوا مع حالة مريض مطعون مجهول الهويّة - وجد ملقياً في الشّارع و أُحضِر إلى المُستشفى بواسطة فاعل خير- بما يُملِيه عليهم ضميرهم المهني و إنسانيتهم فأخذوه لغرفة العمليات و قاموا بعمل الّلازم، إلّا أنّ المريض إنتزع أنبوب التصريف من بطنه و هرب من المستشفى و توفّي بعد ساعات في الشارع. رغم مأساوية الحدث، إلا أنه لا يخرج من إطار الممكن، ويحدث كثيراً أنْ يهرب مريض من المستشفى ضد نصيحة الأطبّاء و يُؤدي ذلك إلى تدهور حالته بعد أنْ يفقد العناية الطبيّة الّلازمة. إلا أنّ ما حدث بعد ذلك كان من الغريب و المدهش في آن، تصلح وقائعه لرواية خياليّة من روايات الإثارة، فقد قامت الشرطة بإلقاء القبض على الفريق الذى أجرى الجراحة بتهمة القتل العمد! بل أنّ الأمر تعدّي لمحاكمة الأطبّاء المذكورين بنفس التّهمة بمجمع محاكم أمبدة بناءاً على تقرير لطبيب شرعي يُرجع الوفاة لثُقب في الأمعاء.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><br /></span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">لقد تداعى أطباء السودان و وقفوا كالعهد بهم صفاً واحداً خلف زملائهم ضد هذه المسرحيّة الهزليّة. و لا يراودني شك في أنّ ما يحدث يتم بعلم و مباركة النّظام الّذى لا يكاد يفوّت فرصة للنيّل من الأطبّاء و "تكسير مقاديفهم". إنّ هذه الحادثة المؤسفة تُخبرنا أنّ معركتنا مع النّظام طويلة، و أنّ صمود الأطبّاء و إتّحادهم هوالسبيل الوحيد لإنتزاع حقوقهم للعيش و العمل بكرامة في هذه البلاد. ستكون وقفتنا خلف زملائنا بمجمع محاكم أمبدة رسالة قوية ضد الظّلم و ضد محاولات النّظام "لتصدير"ما إستطاع من الأطباء و تدجين من بقى منهم.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;"><br /></span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
<span style="font-family: Verdana, sans-serif;">و لنْ ننسى أبداً أنّ هناك من الأطبّاء من رَضِى بأن يكون مخلباً في يد النّظام و خان زملاءه و قسم الأطباء و أخلاق المهنة، و قائمة العار هذه طويلة لا تبدأ ببشير إبراهيم مختار و أحمد سيد أحمد الّلذان قررا أنّ الشهيد على فضل قد مات بالملاريا، مروراً بمن إضّطهدوا زملاءهم الأطبّاء من على قيادة منسقيّة الكوادر الطبية، و من الأطباء ممّن إنتسبوا لجهاز الأمن، و من نفّذوا حد القصاص وقطعوا يد مواطن في مستشفى الشرطة، ولا تنتهى بكبيرهم مأمون حميدة.</span></div>
<div style="background-color: white; color: #141823; line-height: 19.32px; margin-bottom: 6px; margin-top: 6px;">
ستبوء محاولات النّظام لكسر شوكة الأطبّاء بالفشل، و ستذهب جهوده لتدجينهم أدراج الرياح. فالخبر الذى لا يُسعد عصابة الإنقاذ أننّا هنا باقون، و سنكون جزءاً أصيلاً و قائداً في التغيير القادم الذى سيقذف بهم إلى حيث يستحقون .. و يعيد للوطن كرامته و لأهله عزّتهم.</div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-16308071046138728142016-01-17T05:54:00.000+03:002016-01-17T09:13:02.431+03:00"شيخ اللّمين" .. أو في مظاهر إنحطاطنا الحضاري<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhQY6RKcSjf5-BLxGiVmDBw_GFx0gIiwF0MrjSHYS-vAdwSsgKAZY5Zr85mc_vghRzZXzisWRd1vRJ34HBcJUGsggXZ3wELeuxOPYAzUrQgAzr4dE6i6zj11mgtaveq_v9xuj0ss-70Czw/s1600/935848_169134519932969_108039477_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="239" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhQY6RKcSjf5-BLxGiVmDBw_GFx0gIiwF0MrjSHYS-vAdwSsgKAZY5Zr85mc_vghRzZXzisWRd1vRJ34HBcJUGsggXZ3wELeuxOPYAzUrQgAzr4dE6i6zj11mgtaveq_v9xuj0ss-70Czw/s320/935848_169134519932969_108039477_n.jpg" width="320" /></a></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<span dir="RTL"></span><br /></div>
<div class="MsoNormal">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">لم أكترث
كثيراً لِلِمُوع نجم "شيخ اللّمين" و إنتشار أخباره وسيرته حتى كادت أن
تسد علينا السكك. فرغم أنّ "شيخ الليمن" ظاهرة تدعو للعجب من ناحية إتّباع
الكثير من صفوة المتعلّمين له رغم وضوح زيفه، إلا أنّني كنت على يقين أنّه – بكل
ما حوله من زخم- ليس إلّا عَرَضٌ يسير و علامةٌ لا تذكر من علامات ما نحن فيه من
بؤس و إنحطاط حضاري تردّينا إليه ولم نزل منذ أن تسلّط علينا "الحاكم بأمر
الله" و طُغمته.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">لا يُمكن
بأي حال فصل ظاهرة "شيخ اللمين" من باقي علامات التردّي المريع الذى
أصاب بلادنا .. فهي متلازمة متعددة الأعراض و الأسباب. "شيخ اللّمين"
مثله مثل "التّدعُّش" و فساد الدولة المصحوب "بقوة عين" و
أطفال المايقوما و إنتشار المخدرات و الأغاني الهابطة .. معالجة أيٍّ من هذه
القضايا بمعزل عن التصدّي لمنظومة الأسباب الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية
التي أفرزتها، يكون كمحاولة القضاء على السرطان بحبّة أسبرين.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">الإنحطاط
الحضاري للأمم و تقهقرها في سلّم الأخلاق الإنسانيّة يأتي دائما كنتيجة للإستبداد.
عندما تُسلَب الحريّة من شعبٍ ما أو أمّة، فإنها لا تتوقف عن الصّعود و الإرتقاء
في شتّى مجالات الإبداع الإنساني و العلمي و الفكري فحسب، بل إنّها تعود إلى الوراء. و تبلغ أقصى درجات هذا السّقوط
في وقتٍ قريب من أوان خلاصها.. فلَيلُ الأمّة إنّما تشتد حِلكته عندما يحين بزوغ
فجرها.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">الإستبداد
المطلق المرتكز على أيدلوجيا تمنحه الشرعيّة و تُكفّر و تُخوّن من يخالفه، يرى في
كلِّ فكرة سلاحاً يصوّب تجاهه. لا يريدنا أبداً
أن نفكّر بحريّة أو أن نُبدع، فهو دوماً لا يُرينا إلا ما يرى ولا يهدينا إلّا
سبيل الرشاد. و لأنّ الوعي هو ما يجعل الشعوب "تري الملك عارياً"، فإنّ
الأنظمة القمعيّة دوماً ما تجعل من الإستنارة و العلم و أدواتهما ألدّ أعدائها،
تبذل في سبيل سحقها كل ما تستطيع، تُدخل شعوبها ظلاماً تجهد ألّا يكون فيه بصيصٌ
من الضوء .. فمن الطبيعي أذاً أن تنمو الكائنات الطفيلية مثل "اللّمين"
في هذا الجو العَطِن المُعتم.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">يعلم
المستبدّون أنّ ليلهم قصير إن هم لم يعمدوا إلى ضرب مراكز الوعي أولاً، و هذا ما
فعله أصحاب المشروع الحضاري عندما عاثوا فساداً في المناهج التعليمية و السلّم
الدراسي و استهدفوا الجامعات و النقابات العمالية و الإتحادات الطلابية و المراكز
الثقافية وشرّدوا قادة الفكر و الرأي و أساتذة الجامعات في أصقاع الأرض. حرص هؤلاء
تماماً على أن ينشأ جيل إنقاذي مشوّه، تقطّعت به السُّبل إلى منافذ الضوء فتخبّط
في الظلام. و في ظلام كهذا تبرز كبدائل زائفة التنظيمات المتطرفة كداعش، و الّلاعبين
بالدين "كشيخ اللمين"، و المخدّرات و عبادة الشيطان و غيرها، و كلّها كمثل
"أبْ لمْبة" الذي يقصده التائهون في ظلام الصحراء حتى إذا أتُوه لم
يجدوا شيئاً بل و أمعنوا في التّيه و الضلال.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">على مرِّ
التاريخ كان الإستبداد مصحوباً بعلامات إنحطاط الأمم الحضاري و تحلّلها الأخلاقي و
إنشغالها بسفاسف الأمور و توافهها عن العطاء الفكري و العلمي و الإنساني. في عهد
الحاكم بأمر الله "أبو علي المنصور" إنشغلت مصر بتحريم الملوخية و الجرجير
و منع خروج النساء، و تنافس النّاس على القفز من أعلى القصر و مات منهم ثلاثون في
مسابقة كانت جائزتها "بصلة"، و في عهد السّيسي إنشغلت مصر ب"أبله
فهيتة" و حروب الجيل الرابع و جهاز تحويل الإيدز إلى كفتة. و كما إدّعى "إبن
حيدرة الفرغاني" أنّ الله قد حل في الحاكم بأمر الله حينذاك، إدّعى "سعد
الدين الهلالي" أن السّيسي و محمد إبراهيم من رسل الله و ادّعت صحيفة أنّ
الغيوم قد رسمت صورة السيسي في سماء القاهرة. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">و إذا أجلنا
نظرنا فاحصاً في التاريخ، سنجد أنّ لكلّ عهد إستبدادٍ وفساد "شيخ لمينه"
أو "شيوخ لمينه" ممن يستغلّون ما يصاحب القمع و الطُّغيان من ظلام معرفي
و تغبيش للوعي فيزدهر دجلهم و إستغلالهم للدين، يرتقون بهما سلم المجد الإجتماعي و يحوزون
السلطة السياسية و الرّفاه الإقتصادي . فكما ظهر "الفرغاني" في عهد
الحاكم بأمر الله، تمدد الرّاهب "راسبوتين" في عهد نيقولا الثاني حتّى
غدا الحاكم الفعلي لروسيا و من أبرز نجوم المجتمع، و ظهر "أبو جميزة" في
عهد الخليفة عبدالله ففُتِن به النّاس و آمنوا بقدرته على صنع المعجزات، و في زمن
محاكم التفتيش في أوربا قضى الآلاف نحبهم تحت مقصلة الكنيسة الكاثوليكية لأن دجّالا
إّدعى أن له قدرات روحيه مكّنته من معرفة "المهرطقين" ضد الكنيسة.
فالقاسم المشترك هنا هو الإستبداد المطلق و الظّلام المعرفي و تغييب العقل و المنطق
لمصلحة نظام حكم يستمد قوّته و إستمراريته من وجود و ديمومة هذا الإنحطاط الحضاري.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">لقد إستطال
ليلُ الإنقاذ فجدبت أرض السّودان و نضبت ينابيع الفكر و المعرفة والإبداع
الإنساني، و لأنّ النبّات "البروس" لا ينمو مع ما ينفع النّاس و يمكث في
الأرض، قَوِي عود أمثال "شيخ اللّمين" ممّن رأت فيهم السّلطة ما يشغل
الشباب عن التفكّر في ظلمها و فسادها و محاولة تغييرها، فالإنقاذ لا تكترث إذا
تدروش الشّباب مع "اللمين" أو تدعّشوا أو تعاطوا "الشّاش" أو
عبدوا الشيطان طالما ظلّوا بعيداً عن تهديد وجودها .. فهي في أحسن الأحوال ساكتة
عن هذه القضايا هذا إذا لم تكن متماهية أو داعمة.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">و كما أنّ
الإنقاذ قد أعملت جُهدها في إفقار الشّعب و أسغابه معرفياً و فكرياً، فهي أيضاً لم
تدّخر وسعاً في تجويعه و إفقاره إقتصادياً حتى غدا منشغلاً عنها وعن مستقبل البلاد
بالّلهث وراء قوت يومه، و استطاعت إختزال أحلام الناس وآمالهم في رغيف خبز وحق
مواصلات ورسوم مدارس. و عندما يقترن الجدب المعرفي و القهر السياسي بضيق الحالة
الإقتصادية و إنسداد الأمل في الخلاص يتّجه الناس للغيبيات و يجد
"الّلمينيون" و أمثالهم أرضاً خصبة تزدهر فيها بضاعتهم. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 107%;">طالما بقي
"حاكمنا بأمر الله" سنظلّ فيما نحن فيه من بُؤس، و ستظلُّ النباتات
الطفيلية تجد لها أرضاَ يباب مات فيها الزّرع النّافع و إكتنفها الظلام. إنّ
"شيخ اللمين" و غيره علامة لمرضٍ عُضال قد أصابنا منذ أن تغطّت بلادنا
بهذا الليل الحالك، و يحدّثنا التاريخ أنّ كلّ أعراض هذا المرض ستفارقها ما أن
تشرق شمسُها من جديد.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal">
<br /></div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-37319840513554673762015-08-25T13:54:00.002+03:002015-08-25T13:55:35.824+03:00حسن إسماعيل: الصعود إلى أسفل<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><strong>لم
أكتب مقالاً و أنا أتجرع هذا القدر من المرارة منذ هبّة سبتمبر و مجزرة شبابها
الغض. مدهشٌ كيف أن خبراً صغيراً كتعيين وزير في حكومة ولائية يمكن أن يقذف بك
بسرعة في سحابة من الحزن و اليأس. <o:p></o:p></strong></span></div>
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><strong>لم يكن حسن إسماعيل أول معارض يلتحق بالإنقاذ و لن يكون آخرهم .. لكن الوجع
الذي رافق فجيعتنا في حسن يتجاوز شخص حسن نفسه ليضعنا وجها لوجه أمام ما كنّا ندفن
رؤسنا منه زمناً طويلاً ..ذلك أن أزمة المبادئ و الأخلاق ليست حكراً على سياسيّي
النظام .. وأنّ الحاكمين و المعارضين هم على حد سواء في الإنتهازية واللا مبدئية و
التشدّق بالشعارات قولاً و النأي عنها في الأفعال. إستوزار حسن سطّر فصلاً جديدا
في فصول خيبتنا و يأسنا من بديل صالح و أملنا في من يخلّصنا من غيابت ما نحن فيه
من جُب.</strong></span><br />
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><strong><span style="font-family: Times New Roman;">
</span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;">ما
حدث لحسن إسماعيل دلالة على أنّنا لبثنا زمنا نحرث في البحر .. و أنّه ليس لدينا
ما نعوّل عليه أو من نعوّل عليه، و أنه ليس ثمة أي ضوء في آخر نفقنا الطويل و ما
من نهاية لليلنا الحالك.<o:p></o:p></span><br />
<span style="font-family: Times New Roman;">
</span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;">ما
يجعل إستوزار حسن و إلتحاقه أخيرا "بالمسيرة القاصدة" أكثر ألماً دون
غيره من المعارضين ممّن باعوا أنفسهم للإنقاذ أن حسناً "واحد منّنا" ..
هو من ذات الجيل الذي شكّل وجدانه ضد النظام بطش كيزان التسعينات و عبثهم في جامعة
الخرطوم وغيرها .. و كان حضورا لإستشهاد محمّد عبد السلام و إحداث أخرى جسام. . لم
يكن حسن حينها متفرجاً بل قائداً للصفوف، عرفناه خطيباً مفوهاً و معارضاً شرساً
أنفقنا زمناً في سماع خطبه و خرجنا على إثر بعضها للشارع نشاركه الهتاف ضد من
يشاركهم الآن الموائد .. كان معنا في الكافتريا و الداخلية و المظاهرة، و ساعة تبدأ
الأركان و ساعة السمر بالليل. </span><br />
</strong></span><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><strong>ما حدث لحسن يجعلنا نتساءل من منّا محصن<span style="mso-spacerun: yes;"> </span>.. و من التالي .. و هل من مناعة بقيت
للمعارضين تمنعهم من اللحاق بالرّكب إذا كان من سد علينا السكك بالشعارت و ملأ
علينا الفضاء بالخطب قد إنتهى إلي هذا المصير؟</strong></span></span></span></div>
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><strong>
</strong><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<strong><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><o:p> </o:p></span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;">سقوط حسن ينسف ثقتنا بالجميع .. فهل كلّ معارضتنا وسيلة لمثل ما أدركه حسن؟
و هل في كلّ معارض منا حسن مستتر ينتظر إهتبال أول فرصة؟</span></strong></div>
<strong>
</strong><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><strong>تقرأ ما خطّه حسن لحين قريب فلا تصدّق لما إنتهى
عليه .. تسمع خطبته في سرادق الشهيد صلاح سنهوري فتستعجب في قدرة الإنسان على
التحوّل هكذا من نقيض لطرفه قبل أن يرتد إليه طرفه ..</strong></span></span></div>
<strong>
</strong><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><strong>لا أدري ما هو الحكم المحلي الذى أستوزر فيه حسن،
لكنّي على يقين أنه لن يكون سوى خشخيشة أخرى في يد النظام سيقذف بها بعيداً بعد
نفاذ أغراضها، و التي من أولها ضرب مصداقية المعارضين و بيان إنتهازية من كان يعد
من أشرسهم .. فلا أظن أنّ إختيار حسن تحديداً قد تم إلا لهذا الغرض.</strong></span></div>
<strong>
</strong><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<strong><span style="font-family: Times New Roman;">
</span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>الغريب أن حسن كرّر نفس أسطوانة من سبقه من
معارضين ممن إلتحقوا بالرّكب قائلا أنه سيستغل موقعه -كوزير منسي في وزراة منسية-
"لنصح" النّظام! فليبشر النظام إذاً بطول خطل منهجه و فساده و إستبداده.
</span></strong></div>
<strong>
</strong><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><o:p><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><strong>محبط أنا و يائس .. و حزين لأسر شهداء سبتمبر الّذين
رأوا من صدح "بكلمة الحق" قبل زمن قريب في سرادق أبنائهم -لا يخشى فيها لومة
لائم- و قد أصبح في زمرة قاتليهم.</strong></span></o:p></span></div>
<strong>
</strong><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span style="font-family: Times New Roman;"><strong>
</strong></span></div>
<strong>
</strong><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span style="font-family: Times New Roman;"></span><strong> </strong></div>
<strong>
</strong><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><strong>
</strong></span></div>
<strong>
</strong></span><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
</div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"></span> </div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
</div>
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
</div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"></span> </div>
</span><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
</div>
</span><div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
</div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"></span></span> </div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"></span></span> </div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%; mso-ansi-language: EN-GB; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: Calibri; mso-fareast-language: EN-US; mso-fareast-theme-font: minor-latin;"></span></span> </div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 8pt; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: 12pt; line-height: 107%;"><o:p></o:p></span> </div>
<span style="font-family: Times New Roman;">
</span></span><br /></div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com2tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-71185983880449856602015-07-29T23:05:00.000+03:002015-07-29T23:05:49.497+03:00ناس الحكومة: ما طارين الموت<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<h4 style="text-align: right;">
<div style="text-align: right;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><br /></span></div>
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><br /><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">رغم مصارعهم الشنيعة تتري واحداً تلو الآخر،</span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">
</span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">فإنّي علي يقين أنّ
مشكلة أهل الحكم الحقيقية أنهم ما طارين الموت .. يظلُّ الموت بالنسبة إليهم شيئاً
يحدث لجارهم المُسن في الحلة او لجندي تعس قذفوا به في أتون حروباتهم التي لا تنتهي.
إذا كانوا طارين الموت ..فقل لي بالله عليك ...لماذا ما زالوا - وكلهم قد جاوز
الستين - يكنزون ذهب الشعب و فضّته؟ و لماذا ما زالوا يتطاولون في البنيان بينما
تقصر آجالنا بالسقم و المسغبة؟ و لماذا ما فتئوا يتّخذون من النّساء مثني وثلاث و
رباع بينما يتّخذ بعض رعاياهم الجبال
بيوتاً و سكناً خشية حمم السماء تصُبّها أنتنوفهم؟</span></span></h4>
<h4 style="text-align: right;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">أحتار أنا كيف ينام خليفتنا في الأرض و قد أحلّ زبانيته
دم المسلمين في بلادنا فقتلوا النّاس قبايل العيد و أخفوا قبورهم؟ كيف يضحك ملئ
شدقيه وقد دفنت قنابله النّاس في جنوب كرفان فلا بواكي لهم ولا قبور تُزار؟ كيف
يطرب و يرقص أمام النّاس و قد أثكل في سبتمبر مائتي أمٍّ، لا يخشي أن يصيبه دعاء إحداهن
في جوف الليل؟<br /> </span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;"><br /></span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">طال أمد حكمهم فقست قلوبهم .. و ما تزال تقسو ما إستطال
بهم ليلنا. نسوا الله و قد رفعوا إسمه زوراً شعاراً لحكمهم فأنساهم أنفسهم. كان
إخوانهم في بادئ الأمر ينشدون أن من جماجمهم تُرسي زواياه، فانتهي الأمر بأصحابهم
أن أرسوا طريقاً-لهم لا لله- من جماجمنا. و سيظل بنيانهم الذي بنوا من دم شعبهم،
دوماً ريبةً في قلوبهم، فهم يخشون حساب الشعب يوم أن يكشف الناس ما قدّموا، و
ينسون يوم الحساب الاكبر. يحسبون كل صيحةٍ عليهم من رعيتهم هم العدو فيريقون في
سبيل إسكاتها الدّم الذي حرم الله.</span></span></h4>
<h4 style="text-align: right;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">منذ أن جاءونا قبل ربع قرن، ما زالوا في كل يوم يخادعوننا
و يخادعون الله و ما يخدعون إلّاأنفسهم. يدّعون أنّهم مايريدون إلا الإصلاح ما
استطاعوا و يسلكون عمداً سبل الإفساد و الفساد. يهتفون أن هي لله في كلِّ حينٍ و
تعلم أنفسهم أن هي إلّا لهم سلكوا في سبيل إغتنامها كلّ طريق و داسوا علي كل مقدس.
لا يستحي هامانهم أن يخرج علي الناس بعد ربع قرن من إسغاب الشّعب و سحقه باسم الله
فيقول أنّهم ليسوا بمطعمي الناس من جوع و
إنما مقصدهم أسمي و أجل .. يكذب ساكن الرياض ذلك الذي لم يبت الطّوي مرّةً ولم
يبكي عياله من الجوع و المرض أبداً و يتحرّي الكذب، ويظن أن النّاس ما زالوا يصدّقون
هراءه و أصحابه .. كذب النّاس منذ أمدٍ بعيد بدجل أهل السّلطة و استيقنت أنفسهم أنّهم
ما جاءوا لمقصدٍ جليل، و علموا أنهم يقولون مالايفعلون و يبدّلون دين الناس كما
يشتهون و يُظهرون في الارض الفساد.</span></span></h4>
<h4 style="text-align: right;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">مذ أن جاءوا و إدّعوا الإصلاح ما برحوا ينقُضون غزل
الوطن من بعد قوةٍ أنكاثاً لينسجوا غزل ما جمعوا من سحت .. فضاعت سودانير و مشروع
الجزيرة و النّقل النهري و باعوا ماسبيو و غيرها بأبخس الأثمان و قبضوا العمولات
فهدموا ما بنى من قبلهم و جلسوا على تلةٍ من خراب.<br /> </span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;"><br /></span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 107%;">و
قد كان أهل الحكم أولى من غيرهم بالإعتبار مما يصيب رهطهم، فقد غرق منهم من أغرق
قلب أمّ مجدي بالأحزان و عينيها بالدموع، و أحترق من حرق جوف أمهات و أبناء شهداء
رمضان .. أصابتهم دعوة مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فأصبحوا أثراً بعد عين ..
لم تنبئ مصارعهم السيئة تلك جماعتهم بأن يرعووا فيتّقوا من يمهل ولا يهمل و دعوات
من ظلموا و أثكلوا وشردوا.</span></span></h4>
<h4 style="text-align: right;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="line-height: 107%;">و لما كانوا لا يزالون في ضلالهم القديم بأنهم جندٌ
للقرآن فما فتئوا يقتبسون جلّ حديثهم منه، يلبسون الحق بالباطل، فقد جاريناهم في
هذه المقالة، فهذه بضاعتهم ردّت إليهم. عسي ربنا أن يفتتح بيننا وبين أراذل قومنا
هؤلاء بالحق وهو خير الفاتحين.</span></span></h4>
<div style="text-align: right;">
</div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-63503440199564151352015-06-20T16:42:00.000+03:002015-06-20T20:47:53.799+03:00"لييته" ما علينا .. في ألعاب زمننا الجميل<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgIIBbuu6O6lc53LHESeYaLQw5zmXCTSJW4YC6S83aMpsYf7RVRk1lhBP7PIs8ahwIfMUljPotKFC6NieOP1HPXpfbTypH9rRfWVdB1H4ZdKIaQ4SuytK8rAsuNKGYqfvyrGNU6CcJbHGY/s1600/65742_175540092465868_3007035_n+%25282%2529.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><img border="0" height="225" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgIIBbuu6O6lc53LHESeYaLQw5zmXCTSJW4YC6S83aMpsYf7RVRk1lhBP7PIs8ahwIfMUljPotKFC6NieOP1HPXpfbTypH9rRfWVdB1H4ZdKIaQ4SuytK8rAsuNKGYqfvyrGNU6CcJbHGY/s320/65742_175540092465868_3007035_n+%25282%2529.jpg" width="320" /></span></a></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><span dir="RTL"></span><br /></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><o:p></o:p></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">"لتعلم أنّ هذا الجيل في أزمة .. إسأل نفسك متى كانت
آخر مرة رأيت فيها كورة شرّاب" - مفكر
سوداني مجهول!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<div align="right" class="MsoNormal" style="background-color: white; background-position: initial initial; background-repeat: initial initial; line-height: 20.25pt; margin-bottom: 0.0001pt;">
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL" lang="AR-YE" style="color: #333333;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>"ليييته
ما علينا" .. عندما يهتف يها أحدنا جذلاً ماطّاً حروفها ما شاء الله له أن
يمط، يضيف إليها أحيانا "لا رجوع"، كانت إشارة على حدثٍ مهم، وهو إكمال
فريق الصّائح رصّ عمود علب الصلصة قبل "موتهم" أجمعين .. تبدأ الحكاية بكرة
الشراب و قد أصابت العمود المكوّن من عِلب الصلصة الصغيرة الحمراء فمزّقته شرّ
ممزق و بعثرته في كلِّ مكان .. يتفرّق بعدها أعضاء فريق الضّارب و ينتشرون في الأرض قدر ما تسمح به مساحة الزقاق المنحصر بين حيطة بيت جدي البدري وبيت ناس
دكساوي، و يحاول أعضاء الفريق الخصم إصطيادهم بكرة الشّراب الواحد تلو الآخر
قبل إكمالهم رصّ العليبات ..لذا كان كلّ فريق حين تحضُرنا القسمة يحرص على أن
يعضّد صفوفه بمن إشتهروا بأنهم نيّاشين .. لا تملك أن تفلت من أن تصيبك كرة شراب
يقذف يها أحدهم في إتجاهك مهما راوغت و جريت.. يرسلها كالصاروخ في إتجاهك فتصيبك
في ظهرك و تُقذف بك خارج المنافسة ..</span><span style="color: #333333;"><o:p></o:p></span></span></div>
</div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">و "ليته"، نقولها إختصارا ل
"كومبليته" –غالباً من complete -واحدة
من ألعاب عدّة شكّلت وجدان طفولتنا في الثمانينات ..نجتمع بعد الغداء في زقاقنا أو
في غيره -فهم كثر- يوم ما زال الأطفال يتّخذون الشارع ملعباً و منشطاً و مكاناً للسمر
و أحياناً للمذاكرة .. نجلب كور الشرّاب المصنوعة من شرابات أهلنا الموظفين بالدولة
و المحشوة بالدلاقين و كلّ ما كان في متناول يد صانعها، ففي زمننا لم يكن من السّهل
أن تجد شراباً قديماً في الكوشة .. فقد كان لجيلنا الفضل الكبير في "إعادة تدوير"
الشرّابات و عِلب الصلصة و حجارة البطًارية و كل ما وقع في إعتقادنا صلاحه في ألعابنا
.. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">و لم تكن "ليته" وحدها مما نلعبه بكرة الشرّاب
و عِلب الصلصة، نساهم بها في نظافة الحلة و إعادة إستهلاك قمامتها، فبكرة الشرّاب
لعبنا "الصبّة"، و قد برع فيها محمد حسن و بلغ فيها شأواً جعله لا يُغلب
ولا يُنافس .. فقد كان "لقّافاً" لكرة الشراب حين كونه
"العولاق" .. و العولاق في لعبة "الصبّة" يكون في منتصف
لاعبين يقذفانه بكرة الشرّاب .. فإذا أصابه أحدهما فقد مات .. و إن "صبّ"
الكرة أي لقفها فد منح "روحاً" جديدة تتيح له الإستمرار في اللعبة .. و
قد كان لبعضنا كمحمد إبراهيم و سيف دكساوي ضربة يتحاشاها الأشاوس ..تلقاك في ظهرك
مدبراً غير مقبل "فتموت" و تخرج و يبقى الألم لساعات ..
"فميتةٌ" هي و خرابُ قميصٍ و ألمٌ في الظهر ..<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">أما "روندسة" فقد جلبها لنا النّضيف السّر من
عطبرة .. و كان جلبُها فتحاً مبيناً لما فيها من إختلاف عن نمط ألعابنا السائد حينئذ
.. و أزعم أنّها تقليدٌ للرجبي أو كرة القدم الأمريكية، ينقسم فيها الناس لفريقين
.. يلقي لاعبان من الفريق الأول كرة الشرّاب لضرّاب الفريق الثاني فيضربها بكل قوته في
إتجاه الميدان "حوش الشوش" .. فإن لقفها لاعبو الفريق الأول يموت لاعبو الفريق الثاني المنتشرون على الخط المصنوع من الرماد أو حَفر الأرجل .. و إن
سقطت يجتهد لاعبو الفريق الثاني في الجري لإدراك "الميس" قبل أن يجلبها
المنافسون لمنطقة الضرّاب ..<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">و بعض ألعاب جيلنا – ذلك الجيل الّلاحق لجيل
"شليل"- كانت محض إجتهادات يأتي بها بعضنا و نطوّرها فتنال حظّها من
التجريب و النّجاح أو تمضي فلا يأسى لها أحد .. و لمحمد حسن الفضل في إتحافنا بلعبة
"البيضة" و تخليص الشعديناب من حجارة البطّارية القديمة أولا بأول ..
فبعد رسم ميدان كرة قدم صغير بالجير أو الرماد أو أصابعنا – حسب ما إتّفق- نقوم
"برَص" حجارة البطّارية الحمراء "إفرريدي" في أماكن اللاعبين في
منتصف الميدان .. و الظّهرية "نسيت إسمها" في الميدان الآخر .. و نحرّك كرة
البنق بونق "هذه المرة ليست كرة شراب .. فهي للأسف أكبر من الّلازم" بأصابعنا
و بعون الّلاعبين الصغار "حجارة البطارية" في إتّجاه مرمى الخصم ..<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">و قد برع محمد حسن في تطوير هذه اللعبة فصنع لنا عرّاضات
من الأسلاك بل و كساها بشبكة صغيرة لا أدري من أين أتى بها حتى لا تهرب منّا الكرة
عند إحراز الهدف .. و غنيٌّ عن القول أن محمداً كان "أحرفنا" في لعبة
البيضة .. كيف وهو عرّابها الأول ..<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">و قد بلغ شغفنا بلعبة "البيضة" أننا قد عكفنا
عليها طيلة أيام الجمع .."ندُكّ" لها صلاة الجمعة و لا نترك لها فطورها
..و كانت الجمعة حينئذ إجازتنا الوحيدة ..نجلس أمام بيت "بت رمضان"
حفظها الله بالسّاعات .. لا نخاف إلّا أن يمرّ علينا أستاذ "بدوي"- حفظه الله- في طريقة
للجمعة أو قادما منها ..و لأن محمد حسن كان أشطرنا و "أشفتنا" و أعلمنا
ببواطن الأمور، فقد جاء لنا بخطّة تقينا غضب أستاذ بدوي على عكوفنا على اللعب و
تركنا صلاة الجمعة .. فجمع لنا من ورق الفلوسكاب و أقلام الشيني ما شاء الله له أن
يجمع، ثم جلسنا و شرعنا في عمل جريدة حائطية و من ثم أخفينا ما تمّ منها في زاوية
في ورشة خاله فيصل، و تناوبنا في الوقوف ك"ديدبان" نواحي دكان حمزة، فإن تمّ رصد
المصلّين وقد قفلوا راجعين من مسجد الشّعديناب "تحت" (و كان الوحيد وقتها) أشار إلينا
فأخفينا الحجارة و العرّاضات و أخرجنا الجريدة نعكف على تحريرها في همّة و كأنّنا
لبثنا في ذلك ساعات! و قد وقع المحظور و مرّ علينا أستاذ بدوي مرّة فرآنا منهمكين في
كتابة "كلمة العدد" و تدبيج الصّور و تلوين الأعمدة .. فقال لنا إن
عملنا طيّب و لكن لا ينبغي أن نترك له صلاة الجمعة! ولو علم ما نعلم لجلَدَنا في
الطّابور صبيحة السّبت جزاءا على ما اقترفت إيدينا وفاقا.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">بسيطةٌ كانت حياتنا و جميلة .. لم يُفسد صفوها الأتاري و
البلي ستيشن و لم نقع حينها أسارى للشّاشات و الّلوحات صغرت أم كبرت .. تجمعنا
الرُّوندسة و لعبة البيضة و "ليته" ويفرقنا آذان المغرب .. نقرأ "تختخ" و
"رجل المستحيل" سرّاً في المذاكرة و نأكل الفول عند "حريقة"
ليلاً.. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><br /></span></div>
<span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;"><br /></span>
<br />
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-YE" style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-language: AR-YE; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"><span style="font-family: Arial, Helvetica, sans-serif;">مستعدٌّ لدفع أغلى ما أملك في سبيل أن تجمعني
"لييته" مرة أخرى في زقاقنا بالشعديناب مع سيف دكساوي، محمد إبراهيم،
محمد حسن، بكري قمر الدين، و الصادق ود الكبير .. سلام الله يغشاهم أين ما كانوا ..
شلة الزمن الجميل ..</span><o:p></o:p></span></div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-18447875083947856572014-08-02T14:08:00.000+03:002014-08-02T14:08:08.546+03:00الإنقاذ وجامعة الخرطوم: حشف. . . وسوء كيل !<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgDTnRgdeBSzah_YgD8KlS_oPcjJ7YQP0zHpp0MquBdzJR4ybni_kETqT2bnoFgcKzKThHBvciCp1TxZZd2YIuTlj2lH17dAcrY96fa1GhzGRMuoRVNDExCeuSDkklwcTo7YTmPAqhOv08/s1600/1497767_701104853242720_1894946209_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><span style="font-size: large;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgDTnRgdeBSzah_YgD8KlS_oPcjJ7YQP0zHpp0MquBdzJR4ybni_kETqT2bnoFgcKzKThHBvciCp1TxZZd2YIuTlj2lH17dAcrY96fa1GhzGRMuoRVNDExCeuSDkklwcTo7YTmPAqhOv08/s1600/1497767_701104853242720_1894946209_n.jpg" height="320" width="320" /></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">كثيرون
دهشوا لما تناقلته بعض الصحف فى الأيام السابقة تعليقا على خبر احتلال جامعة
الخرطوم للمركز الثالث والأربعين أفريقيا فى تصنيف جامعة شنغهاى جياو تون الصينية ،
وبكى أستاذنا جعفر عباس على ما آل إليه حال الجامعة فى زاويته ودعا إلى حملة
لإنقاذها. .إلا أننى ، وكثيرون من طلاب وخريجى الجامعة فى حقبة الإنقاذ ، قد دهشنا
لدهشة هؤلاء، بل ودهشنا أكثر لأن الجامعة - بعد كل الصفعات التى تعرضت لها من
أصحاب المشروع الحضارى – ما زالت تدخل التصنيفات العالمية ، وقد كان ظننا أننا قد
فارقناها منذ أمد بعيد! <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">لابد
أن نقر إبتداءا أن التدهور الذى أصاب
الجامعة لم يبدأ فى عهد الإنقاذ ، وإنما بدأت إرهاصاته منذ الديمقراطية الثالثة ،
لكن ، بينما كانت أسبابه قبل 1989 ترجع للإهمال و اللامبالاة ، ميز القصد
والإستهداف المتعمد من بعض القائمين على الأمر ما حدث وما زال يحدث للجامعة بعد
ذلك التاريخ. ويمكننا تلخيص العديد من مظاهر استهداف النظام وأنصاره للجامعة قديما
وحديثا فى ما يلى :<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">الخطاب
الإنقاذى الإعلامى تجاه الجامعة :<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">رغم
أن معظم منظرى وقيادات النظام من خريجى الجامعة، إلا أن إعلام الإنقاذ قد صنف
الجامعة باكرا كعدو محتمل يقف عثرة فى سبيل التمكين لدولة المشروع الحضارى ، ودأب
على تهييج الغوغاء واستعدائهم عليها ،
ربما لأن الجامعة كانت أحد معاقل الوعى البارزة التى مثلت معارضة مهمة لسياسة
التغييب وتكميم الأفواه التى مارسها النظام منذ إنطلاقته ، ومثلت الرئة
الديمقراطية الوحيدة التى تتنفس بها البلاد وسط سياسة التهييج والهتافية التى عمت
البلاد فى مطلع التسعينات ورفعت شعار (مع الرحمن أو مع الأمريكان ) وكفرت كل من
وقف ضد أطروحات الإنقاذ تكفيرا سياسيا وفكريا. فمثلا :<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">*
فى عام 1993كتب أحد منسوبى النظام فى إحدى الصحف اليومية – الإنقاذ الوطنى على ما
أذكر- مقالا بعنوان (جامعة الغردون) ، هاجم فيه الجامعة واتهمها بالعلمانية
والولاء للإستعمار الذى هى صنيعته وطالب بإلغائها خاصة وأنها تمثل حجر عثرة أمام
تقدم المشروع الحضارى ! كان ذلك عقب المظاهرات العنيفة التى انطلقت من الجامعة فى
نفس العام.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">*
فى إحدى حلقات برنامج فى ساحات الفداء قال مقدم البرنامج عن أحد الشهداء فى معرض
الحديث عن مناقبه (ولما حالت لوائح جامعة الخرطوم بينه وبين أشواقه للجهاد تحول
إلى جامعة السودان) ولا أدرى كيف ينتقد تلفزيون الدولة لوائح جامعة مملوكة للدولة بدعوى أن لوائحها
تحول بين الناس والجهاد ! وأظن أن المقصود أن جامعة الخرطوم لم توافق على البدعة
المسماة ( إمتحانات المجاهدين) التى تتيح لبعض طلاب الجامعات الأخرى إمتحانات خاصة
إذا فاتهم حضور الامتحانات الأساسية أو
إمتحانات البديل والملاحق المعروفة فى النظم الجامعية المتبعة فى كل مكان.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">*
فى حلقة أخرى من البرنامج المذكور فى أعقاب ما يسمى بإنتفاضة الرغيف
أواخر1996، والتى قادها طلاب الثانويات
وجامعة الخرطوم ، تعرض معد البرنامج (لمثيرى الشغب) و (أذيال المعارضة) وعقد
مقارنة بينهم وزملائهم المجاهدين الذين فارقوا مقاعد الدراسة ليوفروا الأمن
لهؤلاء.وختم البرنامج بعبارة موحية :(هؤلاء الذين ذهبوا طلبا للشهادة فى الجنوب ما
أسعدهم لو وجدوها فى الخرطوم) !<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">*
تداولت الصحف اليومية فى أواخر عام 1994 خبرا يتحدث عن (جامعة حكومية عريقة تدور
المشاورات هذه الأيام لتحويل إسمها لجامعة الشهيد ) ، وقد علل كاتب الخبر ذلك
بالعدد الكبير من الشهداء الذين قدمتهم هذه الجامعة، ولم يكن الأمر يحتاج لذكاء
كبير للتكهن بماهية هذه ( الجامعة الحكومية العريقة )، وأظن أن هذه بالفعل كانت نية بعض متطرفى النظام ، وأن عقلاءه
وقفوا ضدها ، إذ كان تطبيقها يعنى القبر الفعلى للجامعة بكل تاريخها وحاضرها
ومستقبلها . <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">الحصار
الإقتصادى للجامعة :<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">حجمت
السلطة من ميزانيات تمويل الجامعة بصورة واضحة ربما لصالح الجامعات الجديدة أو
ربما لشئ فى نفس يعقوب ، حتى أن إنفاق الدولة على الجامعة لم يتعد فى أحيان كثيرة
الفصل الأول، وقد ذكر لنا عميد سابق لكلية الطب أن ميزانية التسيير الممنوخة
لجامعة الخرطوم فى أحد الأعوام تقل عن ميزاينة أحد المعاهد الجامعية العليا ! بل وقد
وصل الفقر بالجامعة للحد الذى عجزت فيه عن دفع فواتير الكهرباء والإتصالات ، وما
زلت أذكر ذلك اليوم فى صيف 1996 الذى قطعت فيه إدارة الكهرباء الإمداد الكهربائى
عن الجامعة بسبب المديونية الضخمة. وقد أدت الحاجة المادية الملحة بإدارة الجامعة
الى إتخاذ جملة من الإجراءات لتوفير المال اللازم لتسيير الجامعة التى واجهت شبح
الإنهيار:<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">*
قامت الجامعة ببيع مجموعة من ممتلكات الجامعة الإستثمارية مثل مزرعة الجامعة (
الجزء الشرقى ).<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;">*
قامت الجامعة بسن قانون القبول الخاص الذى أدخل لأول مرة المال كمعيار للإنتساب
للجامعة المشهورة بدقة معاييرها الأكاديمية منذ تأسيسها ، وفتح الباب لدخول فئات
أخرى غير مستوفية لشرط الكفاءة الأكاديمية تحت مسمى القبول الخاص ، مثل الدبابين
وأقارب الشهداء الذين منحوا تخفيضا مقداره 7% من نسب الدخول لأى كلية .</span><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>*
أدخلت الجامعة لأول مرة فى تاريخها نظام الدبلومات الذى يتيح بعض الموارد المالية
، وابتدعت بعض الكليات كورسات وبرامج تعليمية خاصة بها بالتعاون أحيانا مع بعض
المؤسسات من خارج الجامعة.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">*
سنت الجامعة قانون جامعة الخرطوم الخاصة الذى يتيح للجامعة إنشاء كليات طب وهندسة
وصيدلة موازية للموجودة حاليا ، وخاصة كليا ، وهو ما عرف حينها بالقبول الموازى ،
ورغم إجازة القانون من مجلس الجامعة،إلا إن وقفة الطلاب القوية ضد القرار ، أدت
إلى إلغائه بعد تدخل السيد/ على عثمان محمد طه .<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">هنا
، لابد أن نذكر أن تقييم جامعة شانغهاى
آنف الذكر قد إستند على عدة نقاط منها البحث العلمى الذى يعد ترفا فى جامعة
تبيع أرضها ومعاييرها الأكاديمية الدقيقة من أجل تسيير نشاطها العادى ودفع فاتورة
الكهرباء!<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">لقد
أدى حصار الجامعة إقتصاديا إلى وقف البعثات العلمية الخارجية ،والرحلات الأكاديمية
، وغياب الجامعة من المؤتمرات والمحافل العالمية ، وتوقفت الدوريات والمطبوعات عن
الصدور عن الجامعة أو الورود إليها لعجزها عن دفع الإشتراكات ، وتجمدت خطط ومشاريع
التطوير والتحديث بل و حتى تزويد المكتبات بالمراجع والكتب الجديدة ، وأصبح الهم الأكبر فى إيفاء نفقات التسيير
اليومية ! <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">التضييق
على الأساتذة:<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">تعرض
أساتذة جامعة الخرطوم من غير الموالين للنظام للتضييق فى الأرزاق ، ومصادرة
الحريات والحقوق النقابية ، وكان معيار الولاء للنظام هو الأول فى تعيين قيادات
الجامعة ، مما أدى لهروب عدد كبير جدا من طاقم الجامعة إلى الخارج ، بحثا عن خيار
أفضل ماديا فى كثير من الأحيان ، بعد أن غدا ما تقدمه الجامعة لا يفى بالحاجات
الأساسية ، أو بحثا عن مساحة من الحرية لم تتح فى ظل نظام يصر على تنفيذ أجندته
الخاصة داخل الجامعة.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">أدى
نزيف العقول ألى تدهور فى الأداء الأكاديمى حيث إعتمدت الجامعة – خاصة فى الكليات
النظرية على طاقم أكاديمى أقل خبرة وأحدث تجربة .<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">تشريد
الطلاب ومصادرة حقوقهم النقابية :<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">استهلت
الإنقاذ عهدها بمصادرة داخليات جامعة الخرطوم وإلغاء نظام الإعاشة مما أدى إلى
تشريد الكثير من الطلاب الفقراء الذين ترك بعضهم الدراسة بسبب عدم القدرة على
الإيفاء بمتطلبات الحياة اليومية.أما ما يسمى بالصندوق القومى لدعم الطلاب الذى
أنشأته الدولة فقد فشل فى تقديم بديل لما كانت تقوم به عمادة الطلاب من إسكان
الطلاب ورعايتهم وحل مشاكلهم ، بل وتحول إلى أداة جباية تفرض رسوما على الطلاب
للسكن فى داخليات جامعتهم ، مما أدى إلى توتر العلاقة بين الطلاب والصندوق بصورة
دائمة ، ساعد على ذلك مجموعة من المشرفين ضيقى الأفق والجاهلين بكيفية التعامل مع
الطلاب والذين استعان بهم الصندوق لإدارة الداخليات بدلا عن مشرفى عمادة الطلاب ،
كما عمدت إدارة الصندوق إلى الإستعانة بالقوة العسكرية دوما لحل مشاكلها مع الطلاب
، الشئ الذى بلغ ذروته عام 1999 عندما أدى إقتحام قوات الأمن للداخليات إلى
إستشهاد محمد عبد السلام الطالب بكلية القانون آنذاك.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">لقد
جعلت هذه السياسة من بعض طلاب جامعة الخرطوم فى شغل دائم بأمر مصاريفهم الدراسية
ومأكلهم ومرقدهم ، الشئ الذى أثر على الزمن المخصص للتحصيل الأكاديمى المتميز
والإبداع الإنسانى الفريد الذى ميز دوما طلاب هذه الجامعة.فاقم من ذلك لجوء النظام
ألى تعطيل إتحاد الطلاب لفترات زمنية طويلة ، إذ كانت إستراتيجية الدولة تجاه
إتحاد طلاب جامعة الخرطوم تقوم على إتحاد يخضع لسيطرتها أو لا إتحاد. بنفس هذه
النظرة الأنانية الضيقة عطل النظام قيام الروابط الطلابية والجمعيات الأكاديمية
التى كان واثقا من عدم قدرة طلابه على الإستحواذ عليها وذلك لأكثر من ثلاثة عشر
عاما.ولم يقتصر تأثير ذلك على إفتقاد الجامعة والطلاب لنشاط هذه الجمعيات والروابط
الأكاديمى والثقافى المهم وتخرج أجيال عديدة من الجامعة بدون أن تحظى بهذه الأنشطة
فحسب ، بل أدى أيضا إلى نشوء أجيال أخرى لا تعلم شيئا عن التراث الثر والتاريخ
المشرف لهذه الكيانات ، وقد عانى الطلاب كثيرا لإعادتها إلى الحياة بعد تولى
التحالف لقيادة الإتحاد، بعد أن فقدت الدساتير والوثائق وحتى الدور.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">ويبدو
هنا تقديم المصلحة الحزبية الضيقة على مصلحة الطلاب والجامعة واضحا ، إذ أنه ورغم
أن تنظيم السلطة قد قاد الإتحاد عامى 93 و 94 ، إلا أنه تجاهل عن عمد إرجاع هذه
الكيانات لعدم قدرته للسيطرة عليها كما ذكرنا آنفا. <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">التعريب
:<o:p></o:p></span></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">جاء
قرار تعريب المناهج الدراسية بالجامعات متسرعا ولم تصاحبه دراسة متأنية لما قد
يؤدى إليه من آثار سالبة ولم يصاحب تنفيذه تدرج منهجى يتيح للمختصين تعيين ما يمكن
تعريبه و توفير مناهج معربة مناسبة لحاجات البلاد ، بل قصد منه الكسب السياسى فى
المقام الأول ، وضح ذلك فى المناهج التى قامت وزارة التعليم العالى بجلبها على عجل
من بعض الدول العربية والتى اتضح عدم صلاحيتها للطالب السودانى خاصة فى العلوم
الطبية والهندسية ،وفى سياسة الإرهاب التى اتبعها النظام تجاه الأساتذة الرافضين
لقرار التعريب.ورغم إن مجالس بعض الكليات – ككلية الطب- قد اتخذت قرارا بعدم
الإستمرار فى سياسة التعريب ،فإن طلاب الكليات التى سايرت القرار وهى معظم الكليات
النظرية قد تضرروا جراء الجهل باللغة الإنجليزية اللازمة للدراسات العليا والمهمة
فى سوق العمل ، ولم تجد مناهج اللغة الإنجليزية المصاحبة- والتى فرضتها إدارة
الجامعة من بعد لتدارك هذا الخطأ التاريخى – فى تحسين مستوى اللغة الإنجليزية
لخريجى جامعة اشتهرت دوما بالتميز فى هذا المجال. <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;">لقد
غدت الجامعة فى الأعوام السابقة كريما على موائد اللئام ، وسلبت منها مقومات
البقاء والوجود ، ولولا وقفة عدد من أبنائها المخلصين من بعد عناية الله لأصبحت
أثرا من بعد عين.وهى إذ تحاول الآن القيام من عثرتها ، لهى فى أشد الحاجة للمزيد
من جهود أبناء اوطن ، لتعود إلى سابق ألقها ،جميلة ومستحيلة ، قلعة للديمقراطية ومنارة
للفكر.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<br /></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Traditional Arabic', serif;"><span style="font-size: large;"> <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<br /></div>
<br />
<div class="MsoNormal">
<br /></div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-59673613640508117542013-10-02T10:31:00.000+03:002013-10-02T17:05:29.991+03:00من يأكل لنا منسأة النظام؟<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5ijGAXTyeeAm8isjzQDi1YLY8WHXfwqJIEwtavwO76KLv_V5vwjmqW9wgGXEmnbXCjXsMoTmHGNZx0xZ0bIl9tIg2ZeQFMuPl-n-Q6xGUfYFbFwvxPOelxhgOaAtW8rixxnQRbc3Ho90/s1600/1383720_541568055920699_396990557_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="247" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5ijGAXTyeeAm8isjzQDi1YLY8WHXfwqJIEwtavwO76KLv_V5vwjmqW9wgGXEmnbXCjXsMoTmHGNZx0xZ0bIl9tIg2ZeQFMuPl-n-Q6xGUfYFbFwvxPOelxhgOaAtW8rixxnQRbc3Ho90/s320/1383720_541568055920699_396990557_n.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<br />
<div align="right" class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; text-align: left; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">لو لم يكن لثورة ٢٣ سبتمبر المجيدة من فضل علينا إلا كشفها عن موت النظام لكفاها. ولأنّ الطغاة يقرأون من كتاب واحد، فقد جاءت الثورة لتُرينا في عصابة الإنقاذ ذات العلامات ممّا يقصه التاريخ دوما عن الإستبداد حين زواله وأنظمة الطغاة حين إحتضارها، وهي قصر النظر و إستمراء الكذب وبطش الخائفين.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span style="font-size: large;"><span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;">تعمد الأنظمة الدكتاتورية حين تنتفض عليها شعوبها إلي إنكار ما يراه الجميع جلياً كضوء الشمس وتُسمّيه بغير أسمائه. يقع في إعتقاد الطّغاة كلما تطاول أمدهم في الحكم أن </span><span lang="AR-EG" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;">وجودهم فيه ليس لتقاصر همم شعوبهم وعجزها عن الإتيان بغيرهم أو لبطشهم بهذه الشعوب عند أي بادرة للحراك، وإنما لأنّهم أحقّ الناس به وأنّهم ،لا شريك لهم، من يُبدي في مصائر البلاد ويُعيد. وإنّهم إذ تصوّر لهم أذهانهم صدق هذا الخطل، يعمدون إلي تغليفه بأسماء تزين قبحه، فهو "الشرعية الثورية" حيناً و "حماية البلاد" حينا آخر أو، في حالتنا أخيراً، "عبادة"!، حتى إذا جاء أمر الله وفار تنّور الشعب وأزال عنه الغلاف، عاد إلي ما هو عليه من قبح.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span style="font-size: large;"><span lang="AR-EG" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;">الغريب أن </span><span class="apple-converted-space"><span lang="AR-SA" style="color: #333333; font-family: Arial, sans-serif;"> </span></span><span lang="AR-SA" style="color: #333333; font-family: Arial, sans-serif;">كلّ الطغاة يربطون أنفسهم بالوطن رباطاً لا فكاك منه، يقع في إعتقادهم أن ذهابهم يعني ذهاب الوطن، وأنّ وجودهم قمين ببقاء الوطن وطناً، وأنّه لولاهم لتخطّفنا الطير وتقاذفتنا الخطوب. يربط بين الأنظمة الدكتاتورية في كل مكان الإعتقاد الجازم بأنها الوحيدة القادرة على تولي مسؤولية الحكم، وأن جميع من سواها قاصر وعاجز. يعتقد الطاغية مع مرور الزمن أنه فقط، لا شريك له، القادر على حكم هذا الشعب المسكين الذي لولاه لإكتنفه الضياع. الغريب أن هذا الإفتراض أثبت التاريخ مرارا خطله، فالقبور والسجون مليئة بمن ظنوا أنهم لا غنى لشعوبهم عنهم، فذهبوا وبقيت الشعوب.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-EG" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">لقد كشفت لنا هبّة سبتمبر أن النظام -بكل جبروته وآلته الأمنية التى عكف على بنائها من قوت شعبه على مدار ربع قرن- خائف. بل أنه يرتجف رعبا. ولم أره طيلة سنين عكوفه في الحكم بهذا الإرتباك والطيش، يقابل صدور الشباب اليفّع، ممّن "لم يكن في فمهم أكثر من هتاف ولم يكن في يدهم أكثر من حجر" بالكلاش والدوشكا، ثم يكذب في تفسير ذلك كذباً أبلق.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">النظام خائف لأنه قد علم أن الشعب ما عادت تخدّره شعارات الدولة الإسلامية والمشروع الحضاري والصبر على مكاره الإنقاذ لأنها تدفع فاتورة "تطبيقها لشرع الله" و "إستهدافها من أعداء الله" .. هذا الهراء لم يعد يقنع حتى منسوبي النظام فكفّوا عن ترديده. لقد عرف الشّعب النظام على حقيقته منذ أمد ليس بالقريب: عصابة ممن يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع، لا يجمعهم سوى نهب هذا الشعب ومص دمائه بعد أن قذفوا بالأيدلوجيا إلي مزبلة التاريخ.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">وممّا زاد رعب النظام أنه قد أيقن أن الشعب قد ودّع الجبن والإستكانة إلي غير رجعة .. هال منسوبو النظام هبّة أولئك الشباب الصغار ممن نشأوا في عهد التّيه وتصديهم لآلات القتل بصدورهم العارية، فرأى نهايته تلوح في الأفق القريب، فأراد تأجيلها بالمزيد من البطش.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">ويعلم النظام أن سُمّاره قد إنفضّوا من حوله، أولئك الذين قد أتوا به وجمعتهم حوله الفكرة والتنظيم، وقدّم الكثير منهم أرواحهم في سبيله في أحراش الجنوب، بل وكانوا على إستعداد لتقديم هذه الأرواح في الخرطوم لإعتقادهم حينها أنهم إنما يحمون الفكرة في شكل الدولة وانه إنّما "من جماجمهم ترسى زواياها".<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">أذكر إنني كنت أشاهد حلقة من (في ساحات الفداء) إبان هبّة لطلاب جامعة الخرطوم في منتصف التسعينات، وقد عمد المخرج فيها على المقارنة بين صور للطلاب "المجاهدين" في أحراش الجنوب و" المخرّبين" في جامعة الخرطوم، وختم البرنامج بجملة ذات دلالات وإيحاءات أن "هؤلاء الذين ذهبوا طلبا للشهادة في الجنوب، ما أسعدهم لو وجدوها في الخرطوم".<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">النظام إذاً في هم عظيم لأنه قد علم أن أولئك الذين كانوا سيطلبون الشهادة في الخرطوم قد فارقوا فسطاطه لغير رجعة، لأنهم علموا كما علمنا أن قادتهم قد ودّعوا الفكرة منذ حين طويل، وعملوا للدنيا فاتّخذوا القصور فارهين ومن النساء مثنى وثلاث ورباع، وأن الطّريق قد أضحى ليس لمن سبق أو من صدق، بل لمن نافق وسرق.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"><span style="font-size: large;">يعلم النظام أن من بقى حوله ليس سوى مجموعة من المنتفعين، لن يجدهم عند الشدائد، يرى مآلاتهم في شواهد التاريخ القريب، في عضوية الحزب الوطني المصري "المليونية"، وجماهير اللجان الشعبية "الثائرة" و جموع الحزب الدستوري (حزب بن علي) "الهادرة". ويعلم أن النّهاية المحتومة قد إقتربت، وأن المنية قد أنشبت أظفارها ولن تنفعه حينها التمائم.<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" dir="rtl" style="background-color: white; direction: rtl; margin-bottom: 0pt; unicode-bidi: embed;">
<span style="font-size: large;"><span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;">الفرق بيننا وبين جِنّة نبي الله سليمان عليه السلام أننا نعلم بأن النظام </span><span lang="AR-EG" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;">قد</span><span lang="AR-EG" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;"> </span><span lang="AR-SA" style="color: #222222; font-family: Arial, sans-serif;">مات، وأن شعبنا لن يلبث بعده في العذاب المهين.<o:p></o:p></span></span></div>
<br />
<div class="MsoNormal">
<br /></div>
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-1218988880954006502013-02-20T12:50:00.001+03:002013-02-20T13:16:16.148+03:00ملائكة رحمة .. لا جلاوزة عذاب!<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTh6EeQ1SpOQJGmGn3DaUhk4svVmEHAZUnsx-W6dBZnHACat4XcN0Ys56b1T5PXOk3KZ9_2Ai7hqjZDuGtwQe4NwhZkVHPKj8qUKKTFKG3P_227iXf00nTJ-L_0j5Bn7zZuI1J-0grGZo/s1600/HippocraticOath.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTh6EeQ1SpOQJGmGn3DaUhk4svVmEHAZUnsx-W6dBZnHACat4XcN0Ys56b1T5PXOk3KZ9_2Ai7hqjZDuGtwQe4NwhZkVHPKj8qUKKTFKG3P_227iXf00nTJ-L_0j5Bn7zZuI1J-0grGZo/s320/HippocraticOath.jpg" width="226" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">قسم أبقراط</td></tr>
</tbody></table>
<br />
<br />
<div class="MsoNormal">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA"><span style="font-family: inherit; font-size: large;"><b>"<span style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial;">وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله،
باذلًا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، الصالح والطالح، والصديق والعدو. وأن أثابر
على طلب العلم، أسخِّره لنفع الإنسان لا لأذاه" (القسم الطبي). <o:p></o:p></span></b></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial;"><span style="font-family: inherit; font-size: large;"><b>صُعقت كغيري من أطبّاء السودان أو ما بقي منهم بالخبر الذى حملته الصحافة
قبل أيّام من أن أطباءاً بمستشفى الرباط قد قاموا بقطع يد ورجل متهم بجريمة قطع
الطريق تنفيذاً لحد الحرابة. وقالت صحيفة (السوداني) الصادرة في 15 فبراير
"الأطباء نفذوا عقوبة القطع من خلاف على مدان في جريمة حرابة، بعدإستنفاذ
كافة مراحل التقاضي".<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial;"><span style="font-family: inherit; font-size: large;"><b>وحتى لا يختلط الأمر على الناس، فلست هنا بصدد مناقشة الحكم ووجوب تنفيذه
أو ما أستند عليه من حيثيات أو قوانين، فلذاك أهله، بل من قام بتنفيذ الحكم من زملاء ردّدوا ذات يوم
" أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي. وأن أصون حياة الإنسان في كافة
أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلًا وسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم
والقلق" ووُسموا منذ الأزل ب"بملائكة الرحمة".<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial;"><span style="font-family: inherit; font-size: large;"><b>ولم أكن لأتصور- بعد مرور قرابة القرن من الزمان على تأسيس أول كلية طب في
السودان- أنّنا سنحتاج لتعريف واجبات الطبيب، وأنّنا سنُضّطر أن نُقّدم قسم الطبيب
الذى تقدّم والذي يعلمه الأطباء بداهةً كدليلٍ بين يدي دعوانا، غير أن الخبر الذى
فَزَعنا فيه بآمالنا إلي الكذب حتى لم يدع لنا صدقه أملا، ألجأنا إلي أن نعيد
تقرير حقائق معروفة للعالمين، وبديهيات معلومة بالضرورة، من أن قطع الأيدي والأرجل
وتنفيذ أحكام القضاء ليس من واجبات عمل الطبيب، ولا يندرج تحت صون حياة الإنسان
وإستنقاذها من الألم، بل يتعداه ليصبح جريمةً في حق المهنة، خرق ممارسوها قسمهم
ببذل الرعاية الطبية "للصالح والطالح والصديق والعدو"، وخانوا العلم
الذى تعلموه في وضعه في غير موضعه وتسخيره في أذى الإنسان لا نفعه.<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial;"><span style="font-family: inherit; font-size: large;"><b>وقد تمهّلت قبل كتابة هذا المقال آملاَ أن يصدر تكذيب من مستشفى الرباط أو
أطبائه، وعيل صبري في توقّع توضيح على شاكلة أن الأطباء المذكورين إنحصر دورهم في
تقديم العناية الطبيّة والجراحية للرّجُل بعد أن قام الجلادون بتنفيذ الحكم، ولكن
خاب ظنّي، وجاءت الأخبار تترى بأن الأطباء المذكورين قد خلعوا لباس الرحمة
وإمتشقوا سيف الجلاد وقاموا بنفسهم ببتر يده ورجله. وقد تساءل زميلٌ لنا عن ما قد
تفتّقت عنه أذهان هؤلاء عندما عمدوا إلي ملء خانة (الدواعي والأسباب) حين كتابة
تقرير العملية، فشرحهم ذاك لا بد وسيكون سابقة في تاريخ العمليات الجراحية منذ
عهود إبن سينا وأبقراط.<o:p></o:p></b></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial;"><span style="font-family: inherit; font-size: large;"><b> وقد لا يَستعجب البعض مما حدث
قياسا لما خبرناه مِن قَبْل من منسوبي النظام من الأطباء مما ظّننا وما لم نظن
قدرتهم على الإتيان به. ولن إستغرب إذا علمت أن الجرّاحين الذين قاموا بتنفيذ
الحكم قد هلّلوا وكّبروا في غرفة العمليات وقد وقع في ظنّهم أنهم إنّما يتقربون
إلي الله زلفى ويمكنون لدولة الإسلام التي جاء بها تنظيمهم في 1989. فبإسم المشروع
الحضاري والتمكين، قام بعض أطباء النظام بالإشراف على تعذيب الناس في بيوت الأشباح
وبعضهم زميل مهنة ودراسة، بل وإمتشق بعضهم السلاح جندياً يسلب الناس ذات الروح
التى سخّره الله للحفاظ عليها وصونها "للقريب والبعيد، الصالح والطالح،
والصديق والعدو". وبإسم ذات المشروع الحضاري والولاء للتنظيم، سام بعض أطبّاء
النظام زملاءهم سوء العذاب عندما تحكّموا في مفاصل الخدمة الإلزامية ووزارة الصحة
وإدارات المستشفيات، فقذفوا بمن لا يحبّون ومن لم يجاري خطّهم السياسي أيام الطّلَب
إلي غياهب الجنوب وأبعدوهم من فرص التعيين والإبتعاث وخصوا بها أصفياءهم المنظمين،
حتى أن أصبح "الجهاد" في الجنوب ذات حين معياراً للحظو بوظيفة في مستشفى
الخرطوم حين صار الرقم الوظيفي للطبيب العمومي أمنع من عقاب الجو حتى في أقاصي
البلاد، فضاق الوطن على سعته على الأطباء عندما إختزله زملاؤهم
"الرّساليون" في "الحزب القائد"، فقوّضوا خيامهم عن أرض
يهانون بها ويمّموا مشارق الأرض ومغاربها.<o:p></o:p></b></span></span></div>
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;"><span style="font-family: inherit; font-size: large;"><b>أتمنى أن يطل علينا الزملاء ممّن نُسبت إليهم هذه الفعلة– وقد تناقل البعض
أسماءهم- ليدفعوا عن أنفسهم تلك التهمة
الشنيعة، وإلا فليس لهم من قبيلة الأطّباء إلا العَزل والمقاطعة، فهم ليسوا مثالاً
لما عليه مهنة الطب في السودان بأيّ حال، وستظل جموع الأطباء في السودان هم
"الحكماء" الذين طالما عرفهم الناس، يواسون جروحهم ويزيلون آلامهم،
ملائكة للرحمة ورُسل للإنسانيّة.</b></span></span><!--EndFragment-->
</div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-53592508197184021312012-10-23T12:27:00.000+03:002012-10-23T12:31:28.233+03:00هل أصبحت كلية الطب خيار الأغبياء؟!<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<br />
<div style="background-color: white; color: #333333; font-family: 'lucida grande', tahoma, verdana, arial, sans-serif; line-height: 16px; text-align: left;">
</div>
<div align="right" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial; background-position: initial initial; background-repeat: initial initial; font-size: 11px; line-height: 12pt; margin-bottom: 0.0001pt; margin-left: 0in; margin-right: 0in; margin-top: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-font-family: "Times New Roman"; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">في صيف
2005 وبعد إنتهائي من الإمتياز والخدمة، كنت عاطلا عن العمل في إنتظار وظيفة لم
تأت ومفلساً وفي غاية القرف. كتبت هذا المقال مخاطباً طلاب كلية الطب جامعة
الخرطوم وعلقته في أرجاء الكلية. أعيد نشره لأن الحال في حالو بل وأزفت.</span><span style="font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-font-family: "Times New Roman"; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial; background-position: initial initial; background-repeat: initial initial; font-size: 11px; line-height: 12pt; margin-bottom: 0.0001pt; margin-left: 0in; margin-right: 0in; margin-top: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-font-family: "Times New Roman"; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الرجاء
عند قراءة المقال مراعاة فروق الوقت !<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial; background-position: initial initial; background-repeat: initial initial; font-size: 11px; line-height: 12pt; margin-bottom: 0.0001pt; margin-left: 0in; margin-right: 0in; margin-top: 0in; text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-font-family: "Times New Roman"; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg9LQDhZLadQgVXrcmBR7R_vyn9V1apFzDaRxUFnfpmyXw1F4HQ606uOw2eX7o8yG8qVKtbICtpNNAMZa-YWr4Frl-DPtv2qsbrULHYh2N1zgYIrZynopEdSxOUqEkscB83-WK1BHQS74E/s1600/269564_500677733285434_1178918579_n.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" height="199" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg9LQDhZLadQgVXrcmBR7R_vyn9V1apFzDaRxUFnfpmyXw1F4HQ606uOw2eX7o8yG8qVKtbICtpNNAMZa-YWr4Frl-DPtv2qsbrULHYh2N1zgYIrZynopEdSxOUqEkscB83-WK1BHQS74E/s320/269564_500677733285434_1178918579_n.jpg" width="320" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;"><span style="color: #333333; font-size: 11px; line-height: 16px; text-align: left;">الأطباء يتقاتلون على شباك المهية</span>
<!--EndFragment--></td></tr>
</tbody></table>
<div align="right" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial; line-height: 12pt; margin-bottom: 0.0001pt; margin-left: 0in; margin-right: 0in; margin-top: 0in; text-align: right;">
<span style="font-size: 15px;"><br /></span></div>
<!--EndFragment--><br />
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<br /></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أشُد على أياديكم <o:p></o:p></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">فمأساتي التي أحيا ..<o:p></o:p></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">نصيبي من مآسيكم !</span></b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 12.0pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 16.0pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 12.0pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">(كلام كان يكتبه د. لؤي حيدر يومياً على سبورة قاعة أنيس أيام
المذاكرة، ولم أدرك عمقه إلا مؤخراً)<o:p></o:p></span></b></div>
<div align="center" class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; font-size: 12.0pt; line-height: 115%; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">دهش صديقي د. خالد طوكر عندما إكتشف أن سائق الركشة التي إستأجرها لتقل
أمه من السوق الشعبي طبيب نائب إختصاصي حاصل على الجزء الأول من زمالة الكلية
الملكية البريطانية لأمراض النساء والتوليد</span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">MRCOG </span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>. النائب المذكور علل
لخالد عمله بالركشة لقلة الحيلة وإنعدام وظائف النواب والأطباء العموميين، ودافع
عن وضعه بأنه مؤقت أملته ظروف العطالة والحاجة لجمع مال ييسر له إكمال الجزء
الثاني من الزمالة ببريطانيا.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">في ظل هذا الوضع
الشاذ، وجلوس مئات الأطباء العموميين والنواب في قوائم الإنتظار الطويلة وتسكعهم
بين شبابيك وزارة الصحة، وفي ظل الوضع المزري لممارسي الطب في هذه البلاد، يطل
سؤال برأسه وما زال الكثير من طلاب الشهادة السودانية يضعون دخول كليات الطب نصب
أعينهم: هل مازالت لدراسة الطب ذات البريق الأول؟ وهل مازالت أمنية الكثير من
الأسر أن يتخرج أحد أبنائها طبيبا لرفع مستوى الأسرة إجتماعيا ومادياً؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أنا شخصياً
أصبحت أنظر بعين الأسى لكل الإخوة الصغار الذين مازالوا في السنين المختلفة لكليات
الطب. زقد بلغ تطرفي في ذلك حداً جعلني أرثى لأي تلميذ متفوق في الأساس أو الثانوي
أرى أن تفوقه ربما أودى به لدخول كلية الطب!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">لماذا يدخل
الإنسان كلية الطب؟<o:p></o:p></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">تختلف أهداف
الناس من دخول هذه الكلية، إلا أننا سنحاول أن نضع إطاراً عاماً ربما شمل جل، إن
لم يكن كل، هذه الأهداف:<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الهدف الأول:</span></b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> لأن
الطب مهنة إنسانية ومزاولته خدمة للوطن و و و ... إلخ من هذا الهراء الذي أصبح لا
يقنع أحداً. تتلاشى كل هذه الأفكار الوردية بمجرد خروجك من عتبة هذه الكلية أو تلك
لممارسة الطب الإنساني في مستشفيات السودان اللا إنسانية. يدرسوننا أنبوبة إيقاف
النزف المعوي في الجراحة، ومن كثرة التكرار تظن أنها بلاشك ستكون بالدستة في جيب
أي طبيب في اي مستشفى، لتكتشف أن مستشفى الخرطوم به واحدة معطوبة، وأن مستشفيات
عظيمة كإبراهيم مالك وجميع مستشفيات الولايات لم تحظ بهذه المعطوبة! <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="text-align: right;">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">تخرج لممارسة
الإنسانية في محيط عمل لا يؤمن بها، ونظم إدارية وقوانين تقتل المريض الذي لا يملك
ثمن حقنة أو عملية. نصف فترة الإمتياز ستقضيها (شحذة) لدواء المريض الفلاني أو لم
(شير) لمريض آخر.</span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">بالمناسبة:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> رغم إنني لا أحب كليات الطب الخاصة إلا أنني إكتشفت مؤخراً أنها قد
تكون نعمة من الله على عباده المساكين. أ\كر، أثناء سعينا، في لجنة الأطباء
والنواب لزيادة المرتبات، أننى قد داعبت زميلة من الأحفاد قائلاً: "أنتم بلا
شك في غير حاجة لزيادة المرتب وأنتم قد درستم بآلاف الدولارات" فردت بلهجة
تقريرية " هو المرتب لينا؟ ما لل </span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">patients </span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> ! <o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">مستشفياتنا الإنسانية تسرح فيها الكدائس وتعج بالفئران. قد توبخ من ال
</span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">Boss</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> أو تطرد من ال </span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">shift</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> لأن كديسة لئيمة قد سرقت
في حين غفلة منك عينة جراحية أُخذت من مريض وأُعدت لترسل لمعمل الأنسجة المريضة. وإن أنس لا أنسى منظر كديسة رأيتها تلحس بإستمتاع بصاق مريض من الطشت المجاور
لسريره. ولما لم أستطع إكمال المنظر فقد أغمضت عيني وصرخت في عبدالله الجنيد أن
ينهر هذه الكديسة!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">حكاية كديسية أخرى:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> كانت لدي مريضة إجهاض في مستشفى
كسلا. وجن جنوني عندما رأيت كديسة في ركن غرفة الولادة وهي منهمكة في إلتهام ما
بدا لي من بعيد جنيناً آدمياً، فرحت أطاردها كالمجنون في الردهات علّي أن أستنقذ
منها بقاياه، إلى أن جاءتني الداية مسرعة لتخبرني أن ما إلتهمته القطة جنينها الذى
أنجبته في غرفة الولادة أسوة بالبشر وأن مريضتنا لم تجهض بعد!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وقد كان عندنا فأر مشهور في مكتب وحدة جراحة الجامعة يأكل عشاءنا
ويخيف زميلاتنا ويمشي فوق وجه أحد الزملاء وهو نائم. وقد أعلنت يوماً وأنا نوبتجي
بالمكتب أنه "يا أنا يا الفار" وأن لا نجوت إن نجا. فطردته أول الليل
وسددت كل المنافذ ووضعت بقربي كل الأسلحة. وقد علم الجميع صبيحة اليوم التالي من
عيوني المحمرة والفوضى التي تعن الغرفة أن النصر كان لل...فأر!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ذهبت إنسانية الطب مع كبار جعلوا تذركة الدخول لمريضهم مايربو عن
المائة ألف جنيه، وآخرين شيدوا للطب صروحا لا تدخلها إلا بجيب ممتلئ وحساب بنكي
متخم وإلا قذف بك ناس الهدف خارجاً، وآخرين جعلوا للقادرين تذكرة دخول مستعجلة
تضاعف تذكرة الدخول العادية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">هَب أنك ستسمو فوق كل هذا الواقع وستمارس الإنسانية، كيف وانت ملطوع
في كشف الإمتياز شهوراً عدداً؟ كيف وأنت ضمن مجموعة كبيرة من النواب والأطباء
العموميين ممن هرموا في إنتظار الوظائف؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">س: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ماهي أكبر المنظمات الطبية في السودان من حيث العضوية والإنتشار
الجغرافي في كل الولايات؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">ج:</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> لا تفكر كثيراً، هي بالطبع منظمة: <b>أطباء بلا نقود!<o:p></o:p></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><b><br /></b></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الهدف الثاني: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">دخول كلية الطب لتحقيق ذاتيتك وطموحك الشخصي لأنها أعلى الكليات في
السودان، وهذا في رأيي هدف معقول، لولا إنه لا ينطبق إلا على هذه الكلية (الخرطوم) دون غيرها من كليات الطب الأخرى. ثم إن كلية الهندسة الكهربية قد أخذت منا هذا
الشرف مؤخراً!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الهدف الثالث</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">: أن تفتخر بأك قد درست في كلية خرجت كل هؤلاء العمالقة من أمثال
بروفسير داؤود وبروفيسر التجاني الماحي وغيرهم من النجوم التي أضاءت سماء هذه
البلاد. وهذا للأسف لا ينطبق إلا على هذه الكلية وإلى حد كبير كليتّي طب الجزيرة
وجوبا, هذا ايضاً هدف ممتاز، ولكن هل هو كافي لتجلب على نفسك كل هذه التعاسة
المرتبطة بالعمل كطبيب في السودان؟<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الهدف الرابع: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أن تطمح لأن تتتلمذ على أيدي أميز صفوة أكاديمية في السودان من أساتذتنا
الأجلاء، وهذا أيضاً لا ينطبق إلا على هذه الكلية والكليات القديمة وربما بعض
الكليات العاصمية، فبعض كليات الطب الأخرى لا يرى طلابها أسماء عملاقة مثل بروفيسر
نصرالدين وبروفيسر سكر إلا في غلاف ال </span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">Concise</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span>، ولا يسمعون صوت عمالقة
آخرين مثل بروفيسر الضو مختار وبروفيسر الكدرو إلا من خلال، طيب الذكر، برنامج صحة
وعافية.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">الهدف الخامس: </span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أن تنضم إلى صفوة الطلاب المميّزين أكاديمياً: </span><span dir="LTR" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">Cream of the
cream</span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> الذين يدرسون الطب، وما أبأسه من هدف!! كان هذا زمااان في عهود ما
قبل (الفتح!). في السودات الآن 26 كلية طب عاملة وثلاثة قيد (الفتح!)، وهو ما
يساوي 25% من كليات الطب في العالم العربي.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">بالمناسبة: عدد كليات الطب في <b>بريطانيا العظمى</b>
(إنجلترا+ويلز+سكوتلندا+إيرلندا) = 27 كلية طب<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">شبه القارة الأسترالية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">: 10 كليات<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">كندا</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">: 16 كلية. أي أننا، أخيراً، قد تفوقنا على دول الإستكبار!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">وينتفي هذا الهدف تماماً إذا علمنا أن كليات الطب الخاصة تتساهل
كثيراً في نسب القبول، ولا يهم ما تنتجه في النهاية، بسكويتاً كان أم طبيباً! فالحكاية كلها إستثمار، وليس من مشكلة ما دامت الدولارات تأتي كل عام!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">هل تعلم أن بعض زملائنا المستقبليين في ممارسة المهنة يدرسون الطب
بالسودان بنسبة دخول معلنة 50%؟ وما خفى كان أعظم!<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أظن كفاية!<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">تعازي أخشى ألا تخدعكم:<o:p></o:p></span></b></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">قال الشافعي: العلم علمان، علم الفقه للأديان <b>وعلم الطب للأبدان</b>
وما وراء ذلك بلغة مجلس.<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">قال شاعر: قل لمن بصروف الدهر عيّرنا هل عاند الدهر ألا من له خطر<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> ألم تر البحر
تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى
قعره الدرر<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"> وفي السماء نجوم غير
ذي عدد وليس يخسف إلا الشمس
والقمر<o:p></o:p></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;"><br /></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: right; unicode-bidi: embed;">
<b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Times New Roman","serif"; mso-ascii-theme-font: major-bidi; mso-bidi-theme-font: major-bidi; mso-hansi-theme-font: major-bidi;">أخيراً: هي محاولة للسخرية من واقع بائس، أعذروني إن قسوت عليكم
قليلاً!<o:p></o:p></span></b></div>
<!--EndFragment--><br />
<!--EndFragment--></div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-69660781612609274322012-09-25T13:55:00.000+03:002012-09-25T13:57:51.233+03:00أولاد شلتنا (6) - خالد صديق<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEihI-aB2kG77m3fg1h4eyuFQK8ly8Nbx65mLmfRwMnRSLIyavL-7dKaIjaoeCYh1DQvWqd4vcTCr3VCZO6k8nCt_bmFfug55SdpB9pK-BRPPD0NkBWtP6dmZcwiA4BaAluD4kCA-YjbAoc/s1600/wafa,khalid,wala1.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="241" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEihI-aB2kG77m3fg1h4eyuFQK8ly8Nbx65mLmfRwMnRSLIyavL-7dKaIjaoeCYh1DQvWqd4vcTCr3VCZO6k8nCt_bmFfug55SdpB9pK-BRPPD0NkBWtP6dmZcwiA4BaAluD4kCA-YjbAoc/s320/wafa,khalid,wala1.jpg" width="320" /></a></div>
<br />
<br />
<div style="text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><br />
</span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">زهاء ثلاث
سنوات مضين بعد آخر "ولد شلتنا"، وها نحن من جديد نبدأ من حيث إنتهى بنا
الحديث، خالد صديق، خالد نيالا سابقا..<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وقد كنت
قد عزمت على أن أقُل في خالد ما قاله وما لم يقله مالك في الخمر وأن "أدّيلو بالحتة
الفيها الحديدة" لكنّي نكصت عن عزمي طمعاً لا خوفاً، فخالد قد "تبوّأ"
الآن منصباً كبيرا في اليونسيف، ولما كانت الأخيرة من المنظمات التي يتوق من هم
على شاكلتنا من ناس الكمونيّة للعمل بها فلم يكن من الحكمة إذا ألّا "أقدم
السبت" طمعاً في "أحد" خالد!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">الطريف
أن خالداً نفسه قد ذكّرني أن "القصة دي واقفة فوقو" وأن من الأفضل
لراؤول، الذى كان قد ذكر حتة "لغاويسه" في جلسة جمعتنا قبل شهرين
بالخرطوم، أن يتجنب تذكيري بها خشية أن يقع المحظور وأتملّك – كالجيش السوداني-
زمام المبادرة من جديد! <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"> عرفنا خالد منذ السنة الأولى، وإن شئت الدقة
فلتقل أنه لم يكن لدينا خيار سوى أن نعرف خالد! فقد كان خالد سياسياً ناشطاً منذ
بواكير حياته في المدرسة الثانوية، ولعل خالد من القلائل ممن جاءوا إلي الجامعة
برؤية واضحة ومسار محدد، عكس الكثيرين ممن بحثوا عن ملاذات فكرية وسياسية بعد
إحتكاكهم بالجو السياسي في الجامعة، فمنهم من وجد بغيته ومنهم ومن ينتظر..<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">جئنا إلى
الجامعة وقد وقع معظمنا أسيراً "للبروباقندا" الإنقاذية التى جعلت من
الحزب الشيوعي منظمة أقرب للمافيا ومن الشيوعيين كائنات سافكة للدماء وآكلة للبشر.
نجح خالد وشباب الجبهة الديمقراطية الآخرين من أولاد دفعتنا في عكس صورة مشرقة
للشيوعي وأحبّهم الجميع بمختلف إنتماءاتهم السياسية والدينية. وربما ذلك يرجع لأن
المنتمين للجبهة الديمقراطية في دفعتنا كانوا من صفوة القوم، وكنا محظوظين بوجود
شباب مثلهم زي الورد، تجدهم في السراء والضراء ويسندون قفاك حين الملمّات. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">والغريب
أن خالداً، رغم شخصيته المرحة وعلاقاته الإجتماعية اللامحدودة، قد نجح في إحاطة
إنتمائه للجبهة الديمقراطية بكثير من السريّة، فحتى الآن لا نعرف على وجه الدقة
نحن ما كان يفعله خالد في الجبهة الديمقراطية، فنحن نعلم مثلا أن الشيخ كان كادراً
خطابياً مفوهاً لا يشق له غبار، و لابد أن سيف كان مسؤولا عن الجريدة (غالباً
معاهو ميادة، أمسك الخشب، هذه أسرار تنشر لأول مرة!)، أما خالد فلا أعتقد أنه كان
"كادر عنف" –إن وجد هذا المسمّى- مثلاً!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">يحفظ لخالد أنّه كان حريصاً على تطبيق الفكر التقدمي
وتوجيهات التنظيم حتى على مستوى حياته الخاصة، كان شخصي شاهداً على حادثة طريفة..
فقد كنا متحلّقين في مدخل كافتريا طب ومعنا خالد، فإذا بأحد الكيزان المشهورين
(ووجه شهرته أنه كان "بيحوم" بالكاكي في الجامعة) وقد يمم صوب شلّتنا
ماداً يده بالسلام، فحدجه خالد بنظرة نارية أربكته فسحب يده المدودة بالسلام وولّى
هاربا صوب دكان أمين ولم يعقب! كان ذلك في أوج تداعيات إستشهاد محمد عبدالسلام
والمقاطعة الإجتماعية للكيزان والتي أجزم بأن خالد كان دقيقاً لأبعد الحدود في
تطبيقها!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">الحادثة
الثانية كانت أيام أن شكّل بعض أبناء الجنوب عصابات صغيرة جابت الأزقّة المجاورة
لكمبوني وبنك الخرطوم، إتخذت هذه العصابات أسلوب نهب واحد: يحتك بك أحد أفرادها
ويختلق مشكلة من العدم، فيهرع بقية أفراد العصابة ويتحلقوا حولك مُرغين ومزبدين،
وبعد أن ينجلي الموقف تكتشف فقدان جزلانك والموبايل. وقد (إتزنق) صديقنا شريف ذات
ليلة مع مجموعة من هؤلاء قبالة بنك الخرطوم، أحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم وضاقت
عليه الأرض بما رحبت. لكن شريف إتّبع إستراتيجية ناجعة، فأثناء إحتداد النقاش إتخذ
هو وضعا قتالياً أوهم مهاجميه أنه سيقاتل فإبتعدوا قليلا ليستعدوا للموقف الجديد
ويتحرّفوا للقتال، فانتهز هو الفرصة وأطلق ساقيه للريح تجاه حسيب والرازي!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">المهم أن
خالد ومجموعة من الصحاب كانوا سائرين ليلا قرب ملاعب كمبوني فاصطدم أحدهم بخالد و
إتهم خالد بأنه قد صدمه متعمداً. وأثناء النقاش بدرت من المهاجم كلمة بمعنى أن
خالد قد صدمه من باب "حقارة أولاد العرب" فأضاف بذلك "بعداً جديداً
للصراع"! <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">أخبرني
الصحاب أن خالد بعد ذلك نسي الموضوع برمته ومسك في الحتة الأخيرة دي، وما فتئ
(ينقنق) من مكانهم ذاك حتى وصولهم مكان المواصلات أن كيف يتهمه هذا بهكذا تهمة وهو
قد أنفق عمره منافحاً عن مبادئ تقف ضد هذه السلوكيات وصائناً لها.<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">ورغم إنّ
خالد يعطيك الإحساس أحياناً بأنه (ما جادّي) إلا إنه على النقيض تماما، فقد أفلح
في رسم مسار محدّد لحياته نجح في إنجازه وما زال، في وقت ما زال فيه كثير من
رفقائنا يتلمسون خطاهم الأكاديمية والحياتية. فخالد لا يضع السيف في موضع الندى
أبدا،ً وللحلم عنده أوقاتاً وللهظار والشلة مثلها، لذا كان خالد أوّل من بدأ
التخصص من شلتنا وأول من إقتنى حديدة (وقد كانت فعلا حديدة!) في الإمتياز وأوّل من تزوج وكون أسرة. ولنا مع
حديدة خالد الأولى تلك ذكريات طريفة، منها قصة إكتشفت منها أن لخالد حصيلة لا بأس
بها من الأحاديث الشريفة! ذلك أن خالد كان مبتدءاً في السواقة وكنا معه في مشوار
ما في شارع محمد نجيب، فمر من أمامه مشاة وطلبوا منه الإنتظار لحظة ريثما يقطع
آخرهم الشارع، فتوقف خالد بعد لأي وجهد (لعاملين: "كعكعة" العربية، و"كعكعة"
سواقة خالد)، فنظر إليهم شذراً وقال "والله لوتعلمون ما أعلم"!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وقد كان
خالد أول من يمم شطر الكميونيتي من دفعتنا، وكما ذكرت في (في تقريظ الكمونية
وناسها) فإنّنا تمنينا دوما أن تُعَز الكمونيّة بأحد الخالدين الشيوعيين: خالد
صديق أو خالد طوكر. وكنت دائما أقول أن الكميونيتي من أفرع الطب التى لا يصلح فيها
ولا يبرز إلا أناس بكاريزما معينة، وأنّ وجود جيل جديد من الأطباء المؤمنين بها العالمين
بعلومها والمكرسين وقتهم وجهدهم لها كخالد
صديق قمين برفعها من وهدتها في السودان. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وقد يمّم
خالد شطر الجامعة الأمريكية في بيروت ومكث عامين أو زهاؤهما ينهل من علوم
الكميونيتي برفقة الماء والخضرة وغيرهما! وكما ذكرت من قبل، فلمّا كان خالد الأسمر
الوحيد في الجامعة فقد خشينا أن يجعل ذلك منه محطاً لأنظار الصبايا! ولعل ذلك قد
كان حتى أنقذه الشيخ- الأسمر والسنقل في آن!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;"> وأيّام لبنان نصبت لخالد مقلبا ًمحكماً أفلت منه
بنجاح منقطع النظير. فقد طلبت من إحدى زميلاتنا اللبنانيات (أيّام أمريكا) أن تتصل
بخالد في لبنان:<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">زميلتنا:
هلا خاااالد إيش لووو ونك<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">خالد في
الإسبيكر: أهلاً (بكون كان مطيّر عيونو في اللحظة ديك)<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">زميلتنا:
معك ريتّا. مالك ماعام تظهر، إشتئنالك!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">خالد:
أو.. أو؟ (صوت إستفهامي يصدر من الحلق)<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">زمليتنا:
الشلة الليلة حيتلاؤو، حنشووووفاااااك؟<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">خالد:
آآآ؟ (صوت إستنكاري يصدر من الحلق .. أيضاً)<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">المفيد
أن خالد لم ينبس ببنت شفة طيلة الحوار، ولكني على يقين أنه لم يستشف أن وراء
المكالمة مقلباً ما فالبنية كانت بارعة في التمثيل ، ولعله أراد أن يشوف
"نهاية البت دي شنو"!<o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "Arial","sans-serif"; font-size: large; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وكما
تقدم، خالد الآن زول كبير في اليونسيف، كسرنا له من التلج في هذا المقال ما شاء
الله لنا أن نكسر، عسى أن يرمقنا "بالعين الخالية من التنشين" –التعبير لعبدالله
الجنيد- ويشملنا بعطفه! وهو كذلك أبو ريل
والتي ورثت جبهة خالد صديق المميزة، وسمرة (دبورتين يعني)، ومازال يخصص وقتاً
للشلة، فأمسياتنا لا تسقيم إن لم تبدأ
بسلام خالد المميز (والذي لا ينصح به أطباء السلسلة الفقرية) وونسته العذبة. <o:p></o:p></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<br /></div>
<!--EndFragment--></div>
عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-67148971809883045202012-07-27T00:42:00.001+03:002012-07-27T12:48:20.300+03:00غرب دارفور: بطلان خرافة "لا بديل للإنقاذ"<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<table align="center" cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="margin-left: auto; margin-right: auto; text-align: center;"><tbody>
<tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMq4FKh5PAV7ODGx5r9GaAmlyGh9PvLqUWcOjujkJkPz97BLn5Uj3fT5O20_ZLlCCMR0mrDwubuA9TGIA5jHau9BOTGnqFZqNN8nH64icSqbpB-LtmFEa0Xq39M-ju8StzKRgGKTCwSFw/s1600/180.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" height="239" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjMq4FKh5PAV7ODGx5r9GaAmlyGh9PvLqUWcOjujkJkPz97BLn5Uj3fT5O20_ZLlCCMR0mrDwubuA9TGIA5jHau9BOTGnqFZqNN8nH64icSqbpB-LtmFEa0Xq39M-ju8StzKRgGKTCwSFw/s320/180.JPG" width="320" /></a></td></tr>
<tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">حيدر جلو كما وأحمد إسحق</td></tr>
</tbody></table>
<br />
<div style="text-align: center;">
<br /></div>
<div class="MsoNormal" style="text-align: center;">
<span style="font-size: x-small;"><br /></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">تذكرني الإنقاذ في إستمرائها كذبتها البلقاء أن "لا بديل لها إلا
الفوضى" بأشعب عندما أراد شغل الصبيان عنه ببعثهم إلى مكان وليمة زعمه،
وعندما إنطلق أولئك إلي المكان الذى وصفه صدق كذبته فلحق بهم فلم يجد شيئا !<o:p></o:p></span></span></div>
<div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed;">
<span lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">جعلت الإنقاذ من همّ البديل بعبعا ما
زالت تخوف به الناس ممن جربوا بؤس الأحزاب حاكمة كانت أو معارضة، وكأن البلد قد
عقمت أن تنجب غيرها والأحزاب التقليدية والسياسيين المعروفين ممن خاب رجاؤنا فيهم.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span style="font-size: large;"><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="background-attachment: initial; background-clip: initial; background-color: white; background-image: initial; background-origin: initial; font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"> ولأن كل الطغاة يربطون أنفسهم بالوطن
رباطا لا فكاك منه، يقع في إعتقادهم أن ذهابهم يعني ذهاب الوطن، وأن وجودهم قمين
ببقاء الوطن وطنا، وأنه لولاهم لتخطفنا الطير وتقاذفتنا الخطوب. يربط بين الأنظمة
الدكتاتورية في كل مكان الإعتقاد الجازم بأنها الوحيدة القادرة على تولي مسؤولية
الحكم، وأن جميع من سواها قاصر وعاجز. يعتقد الطاغية مع مرور الزمن أنه فقط، لا
شريك له، القادر على حكم هذا الشعب المسكين الذي لولاه لإكتنفه الضياع. الغريب أن
هذا الإفتراض أثبت التاريخ مرارا خطله، فالقبور والسجون مليئة بمن ظنوا أنهم لا
غنى لشعوبهم عنهم، فذهبوا وبقيت الشعوب</span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;">.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">وينسى البعض منا ممن تقاعس عن طلب الفكاك من فساد الكيزان وبطشهم
مخافة البديل المجهول، أن العديد من القوى الجديدة ذات الرؤى والخطابات المختلفة
قد نشأت أو قوي عودها في زمن التيه الإنقاذي. <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">هذه القوى، ونتيجة لسيطرة الإنقاذ على مفاصل الدولة لربع قرن، لم توضع
أفكارها وأجنداتها في الإختبار، ولم يجرب الشعب ما قد تقدمه عناصرها من تجربة
مختلفة و (طريق ثالث) في الحكم، بعيدا عن تعس الإنقاذ وخيبة رجاء الأحزاب. <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">وبطبيعة الحال لا تألو الإنقاذ جهدا في إبقاء هذه القوى بعيدا عن
تجربة الحكم والإدارة، ليقينها بفشل تجربتها الذريع والبائن، ولعلمها بقدرة غيرها
على تقديم أفكار جديدة وخطاب مختلف وربما حكم رشيد وجيل جديد من الساسة الوطنيين
الملتزمين، إلا أن تضطر لذلك إضطرارا للإستيفاء بمستحقات إتفاقيات السلام كما بعد
نيفاشا.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">ورغم إن الحركة الشعبية قد إستطاعت آنذاك أن تدفع بمجموعة من كوادرها
إلى مواقع الحكم المختلفة كان يرجى منها الكثير، بل وإستطاع بعضهم تقديم نمط مختلف
وواعد في الإدارة والحكم، إلا أن الإنقاذ لم تدخر وسعا لإفشال هذه التجربة إما
بإستمالة كوادر الحركة لصفها أو بوضع العراقيل أمامهم وسلب إختصاصاتهم التنفيذية
ليكونوا مجرد ديكور .. ويقف وزير الصحة الأسبق عبدالله تية خير مثال على هذا
السلوك.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">وجدير بالإهتمام تجربة حركة التحرير والعدالة في ولاية غرب دارفور،
فقد أثبتت الحركة بما لا يدع مجالا للشك أن هناك من بنى السودان، سواءا ممن لا
زالوا يجالدون الإنقاذ داخله أو ممن تفرقوا في أصقاع الأرض المختلفة، من هو أهل
للحكم والإدارة، وممن يملك القدرة والعلم والكاريزما والوطنية والإلتزام ليقدم
تجربة جديدة بعيدا عن شنشنة الإحزاب التي
نعرفها وسوء الإنقاذ الذي نعانيه.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">قدمت الحركة، عبر محاصصة سياسية لإستيفاء إتفاق الدوحة، مجموعة من
الكوادر السياسية غير المألوفة نسبيا لأذن المتلقي السياسي السوداني، لمراكز
حكومية مختلفة، غير إن ما أثار إهتمامي أكثر هو تجربتها في الحكم في ولاية غرب
دارفور نظرا لحصولها هناك على منصب الوالي وبعض الوزارات الأخرى.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">ورغم إن تجربة عناصر التحرير والعدالة قصيرة جدا في تولي مقاليد
الأمور بولاية غرب دارفور، ورغم إن الإنقاذ مارست ديدنها في وضع العراقيل أمامها
إما عن طريق عناصرها أو عن طريق حجب أو إنقاص ميزانيات التسيير من المركز، إلا أن
مسؤولي الحركة إستطاعوا تقديم خطاب مختلف وصادق وشفاف، بعيدا عن النفاق الذى ألفه
الناس من الإنقاذ طيلة ربع قرن، وعن الوعود الكاذبة التى ما فتر سياسيو الإنقاذ عن
إطلاقها. خطاب تلمس منه أن مطلقيه ذوي إلتزام لا محدود تجاه شعبهم، وأنهم أسياد
قرارهم وأفكارهم لا يخافون لومة لائم إن لم تتماهى مع ما يريد المؤتمر الوطني. <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">والي الولاية مثلا، حيدر قلو كما، شاب ثلاثيني من جيلنا، مثقف وذو
كاريزما لا تخطئها العين. ملتزم تماما تجاه شعب ولايته وقضاياه. أكاد أجزم بقدرته
على صنع تغيير واضح إن إمتلك الأدوات وصبرت الإنقاذ عليه. <o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">أما وزير الصحة، السيد أحمد إسحق، فمثال للمهني السوداني المؤهل علما
وتجربة، فقد جاء للوزارة بعد حياة مهنية طويلة في مفوضية الإمم المتحدة للاجئين،
وربما هو وزير الصحة الوحيد في السودان المؤهل علميا وعمليا للمنصب والذي تلمس منه
إلتزاما سياسيا ووعيا فائقا بقضايا الصحة.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;">ما أريد قوله، أنه سواء نجحت تجربة التحرير والعدالة في غرب دارفور،
فشلت أو أفشلت، فهي</span></span><span style="background-color: white; direction: rtl; font-family: 'Times New Roman', serif; font-size: large; line-height: 115%;"> دليل واضح أن حواءنا السودانية لم تعقم أن تلد غير
الكيزان وممن هرم من قادة الأحزاب في إنتظار اللحظة التاريخية، وأن هناك من أمثال
عناصر التحرير والعدالة من أبناء السودان الوطنيين والملتزمين كثر، منظمين أو غير
منظمين، في العدل والمساواة (كزعيمها الذي يجبرك على إحترامه، الدكتور جبريل)، وفي
غيرها من الحركات والمنظمات المدنية والأحزاب والقوى الحديثة كحركة حق والحزب
الليبرالي بل وشباب شرارة وقرفنا والتغيير. أناس قادرون على صنع فارق كبير إن هم
أعطوا الفرصة، وإن ما تهددنا به الإنقاذ من ويل وثبور إن هي ذهبت أو أذهبت لهو محض
هراء.</span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;"> ستذهب الإنقاذ طال الزمن أو
قصر، وسيثبت السودانيون أنهم قادرون على تقديم نفر من أنفسهم ينشلون هذه الأمة من
وهدتها الطويلة ومن غياهب جبها، أناس لم تترهل بطونهم من أكل مال الشعب، ولم تسود
صحائف أعمالهم من سوء ولايتهم عليه.<o:p></o:p></span></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: 'Times New Roman', serif; line-height: 115%;"><span style="font-size: large;"> قد إستبان الضوء في آخر هذا
النفق الطويل، ومن مشى علي الدرب وصل. </span><span style="font-size: small;"><o:p></o:p></span></span></div>
</div>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-3665807226085764412012-06-22T00:53:00.000+03:002012-06-22T12:37:08.180+03:00وحسب (البطاقة) أن تكون أمانيا !<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj7gBblovGsmSiKO1bj8UoRZqabWA1qCtOMt7n7hIriPhEXxRbnbcAYXpz01xclFJ0wl7WhBI5lIAQKQwU0H_DE17dnRgQm2uzgPTWZr7vI33ut73lSNf5MjZ0k_8Z1e7N8T08AZL0qgew/s1600/photo.JPG" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="240" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj7gBblovGsmSiKO1bj8UoRZqabWA1qCtOMt7n7hIriPhEXxRbnbcAYXpz01xclFJ0wl7WhBI5lIAQKQwU0H_DE17dnRgQm2uzgPTWZr7vI33ut73lSNf5MjZ0k_8Z1e7N8T08AZL0qgew/s320/photo.JPG" width="320" /></a></div>
<br />
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b><br /></b></span><br />
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>مدهش كيف
أنه- عندما تكون في السودان- تتقازم أحلامك أحيانا لتبلغ حدا لا يتسق و الكلمة
نفسها، وتنحصر تطلعاتك جميعا في قضاء أمر ما يعده الناس من توافه الأمور أو في
الحصول على غرض ما ربما عددته أنت نفسك في ظرف غير ذات الظرف من سقط المتاع.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>طيلة
الأسبوعين المنصرمين إنحصر همي وتدنت تطلعاتي وأشواقي – زي ما بقولو الكيزان- في إستخراج
بطاقة شخصية. على أمل إمتلاكها نمت وصحوت، علمت وعملت من القول والعمل ما لم أعلم
من قبلها وما لم أعمل، وداعبني طيف خيال ذلك المستطيل البلاستيكي في أحلامي يقظة
ومناما!<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>ذلك
أنني، بفضل الله، قد فارقت الحكومة فراق غير وامق، و"رقوني" فصرت
باشكاتب في إحدي المنطمات بمدينة بالغرب الأقصى، وقد إستتبع ذاك بطبيعة الحال
"زيادة الراتب". وهنا مربط الفرس. الراتب لا ينزل إلا في بنك معين، وناس
البنك المعين هؤلاء بلغ من "عكلتتهم" أن نظروا في أوراق السودانيين الثبوتية جميعا فلم
يختاروا شرطا لفتح الحساب إلا الشئ الوحيد الذي لا أملكه: البطاقة الشخصية. صورت
الجواز فلم يجيزوني، دفعت برخصتي فأرخصوها، وأعلنوها واضحة: البطاقة الشخصية أو
حالة الفلس الأبدية. وهنا بدأت حجوة أم ضبيبينة. <o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>لكي
أستخرج البطاقة لا بد من الرقم الوطني. وكنت قد قدمت لإستخراج الأخير في يناير
الفائت بدار الأطباء. ومنذ ذلك الحين قعدنا ننتظر اللجنة الموقرة القادمة من السجل
المدني لإستخراج الرقم الوطني للأطباء وأسرهم. المهم، بعد إنتظار دام ستة أشهر فقط
حضرت اللجنة وبقيت ثلاثة أيام بالدار وكنت من المحظوظين الذين تحصلوا علي الرقم
الوطني يوم 11 يونيو، ولما كانت طائرتي لغرب السودان تقلع اليوم التالي فقد قررت
إستخراج البطاقة هناك، ولو كنت أعلم الغيب لما مسني السوء!<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>بخطى
واثقة دخلت على المقدم بمبنى الجوازات وأخبرته عن رغبتي في إستخراج بطاقة مشفعا
ذلك بأوراقي الثبوتية. ضحك المقدم ومن معه حتى شككت أنني قد ألقيت نكته فاتني أنا
الوحيد مغزاها. <o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>"يا
دكتور لينا شهرين ما طلعنا بطاقة لي زول. طبعا الكهرباء بتاعة الحكومة هنا بتجي من
7 مساءا ل7 صباحا، وجنريترنا خسران ليهو شهرين".<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>طيب
والحل؟<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b> "والله لو عندك سفرة غادي-قاصد الخرطوم-أحسن تتطلعها هناك".<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>ولا يفوت
على "فطنة القارئ" أن بطاقة مافي = ماهية مافي.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>بعد
أسبوع قررت القيام بزيارة أخرى للجوازات من باب إلقاء السلام وتحصيل الحاصل، لكن
يبدو أنني كنت محظوظا. في ذلك اليوم بالذات شعر الجماعة بالخجل وقرروا البدء
بإستخراج البطاقات. لا تكن متفائلا فتظن أن الكهرباء الحكومية إتصلحت أو أن الجنريتر
إشتغل. العسكرية تصرف طبعا، ورغم أن هذا التصرف-إنتداب عسكري لإصدار بطاقات بعد
السابعة مساء- جاء متأخرا إلا إنه وفي ذلك الظرف كانت "كتير منهم". كان
علي أن أهرع لأكمل أوراقي لأدرك العدد المحدد، ثلاثين شخص لا غير.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;">شهادة
السكن؟ الزول في الفطور بيجي الساعة إطناشر ونص. نصور بطاقة الشاهد؟ الكهرباء
قاطعة أمشو لفلان داك عندو جنريتر. قضيت سحابة اليوم في إكمال الأوراق ولكني كنت
محظوظا فحصلت الثلاثين- أسميتهم فيما بعد الثلاثين المبشرين بالبطاقة- ولكن يبدو
أن حظي كمل "جت" عند تلك النقطة بالذات. </span><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span><span lang="AR-SA"><span dir="LTR"></span><span dir="LTR"></span> </span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><span dir="RTL"></span><span dir="RTL"></span> <o:p></o:p></span></b></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>حضرت في
تمام السادسة والنصف مساءا وقد بدأت أحلم بالماهية وقسمتها شرقا وغربا. قابلت خلقا
كثيرا إهترأت فوائل بعضهم من القدم ونعال آخرين من المساسقة من أجل البطاقة. صدقت
الحكومة وعدها فجاءت الكهرباء في تمام السابعة ولم يصدق العسكري فجاء بعدها بربع
ساعة وأنفق ثلاث ارباع ساعة أخرى "يعافر" في الأجهزة وسلوك ووصلات لا
أول لها ولا آخر.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>عند
الثامنة كان هناك شخصين فقط من الثلاثين المبشرين قد تم تصويرهم. في الثامنة
والنصف هب شوية همبريب فوقع في روع ناس الكهرباء أن المطرة جاية فقطعوها شر قطعة. لم يصدق العسكري فطلب منا الحضور في السابعة من مساء الغد.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>المحظوظون ممن إستلموا بطاقات في ذلك اليوم قابلهم الحضور بالتهليل والتصفيق ورفعوا هم
البطاقات عاليا ككأس العالم وطلب بعض المنتظرين لمس البطاقات للتبرك وأظن أن بعضهم
قام بشمها.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>تاني
يوم؟ الحمدلله، وجدنا الكهرباء، وتكرم العسكري فجاء مبكرا، لكن ... الشبكة قطعت.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>تالت
يوم؟ جاءت الكهرباء في السابعة، لم تصب الأمطار، وتم إصلاح عطب الشبكة. جنابو حسن،
الوحيد البيعرف للهندسة النووية دي، إتضح إنو أمبارح كان سادي خدمة والليلة في
الراحة.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>قلت
للجماعة المنتظرين لمن "نقنقت" وطلب مني أحدهم الصبر، أن
"كوتة" الصبر التي تمنح للسوداني "بتكمل" في زمن ما وهو بعد في
المرحلة الإبتدائية. علينا أن نكمل ما بقي من عمرنا من بعد كيفما إتفق.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>المهم،
اليوم إستخرجت البطاقة. إستقبلني المنتظرين بالتهاني وصافحني جمع غفير وأصر عدد
كبير منهم علي لمس البطاقة بأيديهم وبأيمانهم. طفقت أنا كل حين وآخر، وأنا في طريق
العودة، على إستخراج البطاقة وتحسسها لأتأكد إنها حقيقية وموجودة وملموسة ومشمومة. يمكن لي الآن أن أتطلع للمستقبل العريض وأخطط للزواج والدكتوراة وباقي أحلامي
المؤجلة في سبيل .. بطاقة.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>دوما ما يختلط
عند شعوب العالم الثالث ممن أذلتها الدكتاتوريات ما هو من حق المواطن واجب على
الدولة توفيره وماهو رفاهية تمنها عليه أعطته أو منعته. يفرح عندنا الناس بمقعد في
المواصلات بعد طول إنتظار أو مدافسه وتلهج ألسنتهم بالشكر عند عودة الكهرباء أو
سريان الماء أنصاص الليالي بدفرة الموتور. خذ مثلا تدافع الأطباء قبل أسابيع
للحصول على مرتباتهم حتى كاد يقتل بعضهم بعضا على شبابيك الوزارة، والغبطة الشديدة
التى أصابت من"فاز" منهم بإحدى الحسنيين المرتب أو منحة الرئيس، وكأن
المرتب هو منة تتفضل بها عليهم الدولة وليس حق لهم عليها يكون من أوجب واجباتها
إيصاله إليهم لا إيصالهم إليه.<o:p></o:p></b></span></div>
<div align="right" class="MsoNormal">
<span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: Arial, sans-serif;"><b>بقيت
الإتقاذ طويلا لا لأنها قوية ولا لأن المعارضة خائبة الرجاء. بقيت لأنها إستطاعت
إختزال أحلام الناس وآمالهم في رغيف خبز وحق مواصلات ورسوم المدارس. نجحت بقدرة
قادر في جعل الشعب يلهج بشكرها إن هي قدمت عشر ما له عليها من حقوق في مقابل أخذها
كل ما عليه من واجبات، وفي تحويل أساسيات الحياة المتفق عليها بين شعوب الأرض إلى عناصر
رفاهية تحسد الشعب عليها وتمن عليه إن حصل على بعض منها. سينتظر الناس طويلا لتشغر
في خزائن أحلامهم الملأى بالرغيف واللبن والماهية أماكن لمفاهيم مثل "الحرية" والديمقراطية". عندها فقط سنلحق بالربيع العربي. </b><o:p></o:p></span></div>
</div>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-89957069877041640602012-06-04T12:51:00.003+03:002012-06-04T12:58:57.458+03:00لا يخافك ولا يرحمنا<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">
<div class="separator" style="clear: both; color: black; text-align: center;">
<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEixWZCkTHHyzPCqS4jvYzT7wIVk75fZMOp7vL9GCJaLf8IS1hZjM7w6DGVh1MeZdR5xAva8GI9hfkK9uoWAtBKvzDCXfhLrLLOutkiA7FkFssncgn8-ke0Gi5pc_hKIJBMs9XRytNu2Ao4/s1600/images.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEixWZCkTHHyzPCqS4jvYzT7wIVk75fZMOp7vL9GCJaLf8IS1hZjM7w6DGVh1MeZdR5xAva8GI9hfkK9uoWAtBKvzDCXfhLrLLOutkiA7FkFssncgn8-ke0Gi5pc_hKIJBMs9XRytNu2Ao4/s1600/images.jpg" /></a></div>
<span id="goog_881019450" style="color: black;"></span><a href="http://www.blogger.com/goog_881019449" style="color: black;"><span id="goog_881019445"></span></a><br />
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_881019449"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">بعد زهاء خمس سنوات قضيتها خارج البلاد لا أجد مثلا أصف به ما وجدت
عليه حال حكومتنا مذ أن تركتها أوفق من "الحمير في طينو"، وتقرأ
"الحمير" –تصغير دارجي للحمار- بكسر الحاء وفتح الميم وتشديد الياء
وكسرها. يطلق هذا المثل على من قصرت همته على مفارقة سوء حاله وترك المكارم
والمعالي ولم يعمل لنيلها.</span></b></span><span id="goog_881019442"></span><span id="goog_881019443"></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">مازالت حكومتنا كما تركتها، تجيد الجعجعة من غير طحن، تمارس الحكم
بسياسة رزق اليوم باليوم، وتقبع رفاهية شعبها في ذيل أولوياتها إن كان لها أولويات
أصلا. </span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">يحكى أن المعتمد بن عباد، آخر ملوك الطوائف بالأندلس، كان له جارية
تسمي الرميكية قد شغفها حبا، أطلت من شرفة القصر ذات يوم فرأت الجواري يمشين في
الطين فاشتهت أن تمشي فيه. فأمر بالطيوب فسحقت وذرت في ساحة القصر حتى عمته، ثم
عجنت بماء الورد حتى حاكت الطين فخاضت فيه هي وجواريها وكان يوما مشهودا. ذات
المعتمد كان عاجزا عن دفع رواتب جنده ومدنه تتساقط الواحدة تلو الأخرى في يد
الفرنجة.</span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">لم أجد على مر الزمان من فاق المعتمد في ضيق الأفق و إختلاط الأولويات
إلا أهل "الإنقاذ". بعد عقدين ونيف في التشبث بالسلطة لم يستطع هؤلاء
توفير مياه للشرب لسكان عاصمة بلاد يشقها النيل العظيم وترقد على مخزون هائل من
المياه الجوفية. تلاميذ المدارس عندنا
يجلسون على الأرض في فصول من رواكيب، ويموت الناس بسوء التغذية والإهمال. لكن،
المغرضون من أمثالنا ممن باعوا أنفسهم "للإمبريالية العالمية"و دول
"العمالة والإرتزاق" هم فقط من ينظرون إلى سوءات الإتقاذ ويهملون أنها
حفظت لنا الوطن من كيد الأعداء والمتربصين. تقف الصروح الشاهقة لوزارة الدفاع خير
شاهد على أننا "شعب لا يرضى الضيم ويرضى أن يهلك جوعا ومرضا على أن تنتهك
حرماته"، أو كما قال وزير المالية الأسبق "حمدي" في معرض تقديمه
لميزانية سنة ما أمام مجلس وطني ما مبررا تخصيص جل الميزانية لأغراض الدفاع.</span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">فعزاء المواطن الوحيد، على صبره علي الجوع والعطش والمرض والجهل، أننا
شيدنا مبنى لقواتنا البرية في شكل سفينة ولقواتنا الجوية في شكل طائرة، وأننا نملك
يختا رئاسيا "يطول رقبتنا" أمام زوارنا من قادة العالم. ما عليك، إن
أحسست بتقصير الدولة تجاهك في مأكل أو مشرب أو علاج، إلا أن تقف أمام سفينة
عبدالرحيم وتلتقط صورة تذكارية، يمكنك فيما بعد مقايضتها بالماء والخبز أو
إستعمالها كتذكرة دخول للطبيب.</span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">ومايزيد من غمنا، أن هذا المال الذي تبخل به الحكومة على شعبها، فتخصص
منه أكثر من سبعين بالمائة للدفاع و
شؤونه، مقابل أقل من سبعة بالمائة للصحة والتعليم مجتمعين، أريتو كان جاب "لبن!"
تامزين. لم يشهد السودان على مر تاريخه أن
إحتلت اراضيه من ثلاث دول مختلفه، إحداها أحدث دولة في العالم، وقاد طبيب مجموعة
من القوات غير النظامية المسلحة تسليحا خفيفا لمشارف القصر الجمهوري، وجعلت منا
إسرائيل أضحوكة وقد صارت أجوائنا لطيرانها آمن من أجواء فلسطين المحتلة. </span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">مشكلة الأنظمة الدكتاتورية عموما، أنها عندما تأتي، تلعن سنسفيل من
سبقوها ممن قصروا في حقوق الشعب وأجاعوه وأسغبوه وأذلوه، وتطلب من ذات الشعب أن
يلهج لسانه بالشكر لأنها جاءت في الوقت المناسب لنشله من وهدته وإطعامه من جوع
وإيمانه من خوف. ثم لا يلبث للنظام الدكتاتاتوري أن "يروح له الدرب في
الموية"، وتتغير أولوياته من رفاهية الشعب إلي رفاهية منسوبيه، ومن تأمين
الشعب إلي تأمين نفسه من الشعب. الغريب أن جميع هذه الأنظمة تنفق جل ميزانياتها
على الأمن والدفاع بدعوى حماية الوطن من الأخطار الخارجية بينما هي في حقيقة الأمر
تحمي فسادها وسوء حكمها وحكامها من الشعب، وهي في سبيل ذاك تتقمص روح الوطن وتدعي
أنها الوطن وأن الوطن هي، فتسحق في طريقها كل من يقف أمامها بدعاوي التخوين
والعمالة واللاوطنية، فهي جميعا لا ترينا إلا ما ترى ولا تهدينا إلا سبيل الرشاد. </span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">جميع الحكومات الرشيدة في العالم تضع رفاهية شعوبها في قمة أولوياتها،
ولا تصل حكومة لسدة الحكم إلا بعد تمحيص من الرأي العام لجدية وعودها في ما يليه
من تعليم وصحة ومواصلات وغيره. ذات الرأي العام الذي يمتلك حق تغيير الحكومة إن هي
نكثت بوعودها في أقرب إنتخابات. هذه للأسف نعمة لا تملكها الدول التي يحكمها
"المختارون" ممن إختارهم الرب لا الشعب لحكم شعوبهم. </span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">ولأن كل الطغاة يربطون أنفسهم بالوطن رباطا لا فكاك منه، يقع في
إعتقادهم أن ذهابهم يعني ذهاب الوطن، وأن وجودهم قمين ببقاء الوطن وطنا، وأنه
لولاهم لتخطفنا الطير وتقاذفتنا الخطوب. يربط بين الأنظمة الدكتاتورية في كل مكان
الإعتقاد الجازم بأنها الوحيدة القادرة على تولي مسؤولية الحكم، وأن جميع من سواها
قاصر وعاجز. يعتقد الطاغية مع مرور الزمن أنه فقط، لا شريك له، القادر على حكم هذا
الشعب المسكين الذي لولاه لإكتنفه الضياع. الغريب أن هذا الإفتراض أثبت التاريخ
مرارا خطله، فالقبور مليئة بمن ظنوا أنهم لا غنى لشعوبهم عنهم، فذهبوا وبقيت
الشعوب.</span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_561890779"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<div align="right" class="MsoNormal" style="color: black; font-family: Times,"Times New Roman",serif; text-align: right;">
<span style="font-size: large;"><b><span dir="RTL" lang="AR-SA" style="line-height: 115%;">لكن الطغاة لا يقرأون التاريخ!</span></b></span></div>
<div style="color: black;">
<a href="http://www.blogger.com/goog_881019449"><span style="font-family: Times,"Times New Roman",serif; font-size: large;"><b>
</b></span></a></div>
<a href="http://www.blogger.com/" style="color: black;"><span id="goog_881019446"><span id="goog_881019447"></span><span id="goog_881019448"></span></span></a><span id="goog_881019451" style="color: black;"><span id="goog_881019452"></span><span id="goog_881019453"></span><a href="http://www.blogger.com/"></a></span></div>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-61714276059689808562011-07-10T04:39:00.000+03:002011-07-10T20:45:25.246+03:00في تقريظ (الكمونية) وناسها<p class="MsoNormal" align="center" style="text-align:center"><span class="Apple-style-span"><b><br /></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="font-family:"Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font: minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font:minor-bidi"><b>والكمونية هنا الكميونتي ميديسن وليس أكلتنا السودانية الشهية، وأنوي في هذه العجالة تقريظها لا (تقريضها). وقد طفق لفيف من ال clinicians علي تسميته بالكمونية تحقيرا لشأنه ولشأن ناسه، جهلا منهم بدوره المفصلي فيما يمارسونه ولا يمارسونه من ألوان الطب، وكما أن الكمونية في الحيوان هي مصنع ومبدأ كل ما يحتاجه ليحيا وتستقيم حياته، فإن منزل الكمونية في الطب مشابه، فعلى علومها المختلفة تقوم كل أركان الطب المختلفة وإن جهل أو تجاهل الممارسون.<o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="font-family:"Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font: minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font:minor-bidi"><b>وقد أفرد أستاذنا (Gordis) في سفره العظيم (Epidemiology) بابا تحدث فيه عن أهمية هذا العلم وكيف أن أركان الطب تقوم عليه، فبطرقه التجريبية يعلم الclinicians الrisk factors وال differential diagnoses وأحسن طرق العلاج والprognoses ومآلات المرض المختلفة، ولولا الإبديميولوجي وناس الكمونية لما وجد الكلينشيان شيئا يبنون عليه ممارستهم للطب ولصار ضربا آخر من التنجيم.<o:p></o:p></b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>ولقد أتي علي الكمونية حين من الدهر لم تكن في السودان شيئا مذكورا، إذ لم يدخر القائمون علي أمرها حينئذ وسعا-بقصد أو بغير- علي تنفير الناس منها فعلا في الfields وقولا في قاعات المحاضرات، وزاد ذلك من نبذ الأطباء لها وجعل بعضهم يعتقد أنها مجال يقصده ممن تقطعت بهم سبل الطب وعجزوا أو كسلوا عن إدراك غيرها كالرجال (المحمولين) والنساء (الحوامل)! وقد زاد من سوء ظن الناس بالكمونية أن منح مجلس التخصصات الطبية في أولى سنينه ال (MD in community medicine) للفيف من وزراء الصحة الولائيين هكذا ضربة لازب، بلا إمتحانات أو rotation أو يحزنون، في وقت كان فيه الحصول علي ذات الMD في ضروب الطب الأخرى دونه خرط القتاد، فأودى ذلك بكثير من إحترام الناس للكمونية، وزاد سمعتها ضغثا على إبالة.</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>غير أنني أعترف أنني كنت جاهلا بمكانة الكمونية في الكلية، فدككت محاضراتها شر دك، وفضلت عليها مزاملة خالد السر كأستاذ كيمياء في إحدي المدارس الثانوية ومتابعة الأركان وتسطير (لافتات) التي إزدهرت في سنة خامسة، ولم يكن القليل الذي حضرته من محاضرات مشجعا أو محمسا إذ أنني لم افهم شيئا وقتلني الملل، لأجد نفسي والإمتحان على الأبواب أحملق في مجموعة ضخمة من الأوراق المصورة لا أعرف لها صرفا من عدلا. وأذكر أننا إستعنا علي حفظ ذلك الكلام الممل- الذي سأكتشف بعد زمن أن لا علاقة له بالكمونية الحقيقية- بكلمات وجمل إخترعناها يحمل كل حرف منها بداية لجملة. وعندما إستعصت علينا إحداها جاءنا مأمون بجملة تذكيرية إجتهد في تلفيقها، وهي (eido ibn koku mat) ! وعندما وجد مأمون إحدي حسان الدفعة وقد وقفت حائرة أمام هذا الموضوع المعقد تطوع بإعطائها الجملة السحرية. المشكلة أن الجمل السحرية نفسها كانت معرضة للنسيان، إلا إن مأمون قال للحسناء ليساعدها علي التذكر:(إيدو إبن كوكو مات، إتخيلي إنو في واحد إسمو" إيدو"وأبوهو إسمو "كوكو" قام مات)! ومن نافلة القول أن طريقة مأمون كانت ناجعة، فهأنذا لا زلت أذكر الجملة رغم مضي 11 عاما علي الواقعة، وربما ساعد علي ذلك أن الحسناء ما أن خرجت من قاعة الإمتحان ورأت مأمون حتي هتفت بصوت عذب ( "إيدو إبن كوكو مات" ما جابوها)!</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>وأثناء إنهماكي في فك ألغاز أوراق الكمونية قبيل الإمتحان إكتشفت أن أوراقي تنقص موضوعا ما، فقصدت مجموعة من شباب الدفعة كانوا يستعدون للإمتحان سويا وسألتهم عما إذا كانت لديهم أوراق (البتاع داك) وحاولت وصفه بقليل المعلومات التي أعلمها. ولما لم يحر أحدهم جوابا نظر إليهم أمين عمر قائلا "الزول ده بيكون قاصد المعاطة" ! والمعاطة كما "لن يغيب عن فطنة القارئ" هي ال Alma Ata declaration !</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>هكذا إذا كانت تجربتنا ومعظم طلاب الطب مع الكمونية في الجامعة، فلا غرو إذا نبذها الناس بعد التخرج. ولولا أن قيض الله للكمونية نفر من أمضى شباب الأطباء وألمعهم فأقاموها من عثرتها لظلت في السودان نسيا منسيا. إعتنق الكمونية مجموعة من شباب كليتنا والكليات الأخرى ممن آمنوا بدورها العظيم خاصة في بلد كالسودان ينوء كاهله بعلل لا تداويها حقنة الأطباء ومشاكل لا يزيلها مبضع الجراح. قال لي عمار صالح مرة وقد شكوت له من عدم تقييم الناس لنا كناس كمونية : "جيلنا ده هو الحيغير فهم الناس للكمونية لمن نكبر ونكتر".</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>وأزعم أن الكمونية من دون أفرع الطب الأخرى تحتاج لأناس بكاريزما خاصة ولا ينجح فيها ويبرز إلا هؤلاء. لذلك تجد أن أنجح الناس فيها من كانوا "ريسين هوس" في الجامعة وأصحاب الأنشطة غير الأكديمية كالسياسيين ومن لف لفهم (من لف لفهم ديل نحنا). وقد ضحكت كثيرا عندما ذكر بكري بشير معددا مناقب منظمة أطباء بلا حدود "أنها تذكره بالجبهة الديمقراطية" !</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>وقد كنت أتمنى دوما أن يعز الله الكمونية بأحد الخالدين الشيوعيين: خالد طوكر وخالد صديق. وبينما رأيت في إعتناق خالد صديق للكمونية فتحا لها في السودان لا زلت (أستكتر) خالد طوكر على الجراحة، فبكاريزمته المميزة سيكون طوكر، كما كان سميه، إضافة مميزة للكمونية في السودان.</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>وقد رمت كليات الطب في السودان الكمونية بفلذات أكبادها فاستقوت بهم من بعض ضعف وسمت بهم من بعد ضعة، وصار الإنتماء إلي هذه الكوكبة ضرب من الشرف. أناس أذكياء و broad minded تستمتع بالعمل معهم والتتلمذ علي أياديهم، كان لبعضهم فضل لا ينكر في حياتنا العملية، كمحمد صديق الذي آواني وأخرين في برنامج الإيدز وأتاح لنا فرصة إبراز مقدراتنا ك future public health professionals وعيسى حمودة الذي كان خير معين في البرنامج بتميزة العلمي والعملي وآخرين زاملناهم كالدومة (ووجوده في الكميونتي نصر من الله وفتح قريب) وحامد وفاطمة بابكر وجيتر وماجد والصادق وحسن عوض الله. ثم إستقوت الكمونية في السودان بمجموعة من الشباب المتميزيين كسيف عبدالله وبكري بشير والشيخ وبشير ومها حمدي ومن الجامعات الأخرى هبة بت الجزيرة وأماني بت جوبا، وهي من أوائل الذين كشفوا لي الطريق عندما إلتقيتها أثناء أدائي للخدمة الإلزامية بمستشفي كسلا السعودي وكنت حينها أظن ظنا آثما أنني سأتخصص في ال Obs، كما لا أنكر أن لقائي بدكتور الواثق مدير برنامج الإيدز السابق وأمين الشؤون الإنسانية بحركة العدل والمساواة في ورشة عمل بكسلا قد حبب إلي الكميونيتي أكثر فهو ذو أسلوب مميز وكاريزما لا تخطئها العين.</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>أزعم كذلك أن لشخصي الضعيف الفضل في رفد الكمونية بكنزين ثمينين. في ذات صباح توجهت لمحمد صديق وأخبرته عن زميلة لي أود إلحاقها ببرنامج الإيدز، وكان محمد كالعادة على قدر الرجاء وأكثر. والغريب أنني لم أخبر هذه الزميلة بمسعاي إلا بعد أن تكلل بالنجاح، وهكذا دلفت أمل صلاح، مدير إدارة تعزيز الصحة الإتحادية ، إلي رحاب الكميونتي. </b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>ثم نمى إلي علمي أن الصادق كرم الله إمتحن كميونتي وقاعد عاطل، فإستأذنت محمد صديق في رفد SNAP به وقد كان. </b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>وقد أعزت الكمونية بإثنين من أبناء صالح (ووجود أي منهم في أي مكان قمين بتشريفه) فوضع عمار بصمات لا تنكر في الدرن و معمل علم الأوبئة، وسررت عندما علمت أن عابدة (التي تصر أن إسمها عابدة) قد سلكت ذات الطريق.</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b>ولما في التنصيص قصة طريفة لا علاقة لها بالكمونية ولكن لا بأس من أن نحيد عن الموضوع قليلا، فقد قابلت عابدة وهي برلومة لنج في سنة أولي وقد خرجت لتوها -زعلانة- من مكتب خولة مسؤولة العمادة بمجمع طب (ومن لا يعرف خولة !) سألت عابدة عن سبب زعلها فأخبرتني أن خولة بعثتها لتراجع أوراقها بالجامعة وأرتني ما كتبه لها علي الورق: ( الأخوة بمكتب التسجيل، الطالبة المذكورة أعلاه مقيدة لدينا بإسم عايدة و"هي تصر" على أن إسمها عابدة)! وما كان لعابدة أن "تغالط" خولة في إسمها الذى ولدت به "هو في حد بيعرف أحسن من الحكومة"!</b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><b>أود ختاما أن أستعير عنوان كتاب الصادق المهدي "الديمقراطية عائدة وراجحة" لأقول ان الكمونية عائدة وراجحة، بإزدهارها يزدهر الوطن وبقوتها يقوى ولا يموت. يمكن للجراح أن ينقذ نفسا أو نفسين بمبضعه، ولل clinician أن يبعد الموت عن قلة من الناس بعقاقيره، ولكن التأثير الأكبر والأشمل يظل لناس الكمونية، وليس أصدق من شعار كليتنا ، Hopkins School of Public health الخالد ما خلدت:</b></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><b>"Protecting Health, Saving Lives-Millions at a Time" </b></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b><br /></b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><br /></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"> </span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"> </span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="font-family:"Arial","sans-serif";mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin;mso-hansi-font-family:Calibri;mso-hansi-theme-font: minor-latin;mso-bidi-font-family:Arial;mso-bidi-theme-font:minor-bidi"><o:p> </o:p></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><o:p> </o:p></p> <p class="MsoNormal"><o:p> </o:p></p>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-30615810952573682232011-02-17T07:25:00.000+03:002011-02-17T07:32:59.542+03:00نعم أستاذي مصطفي إدريس: سيمضي الرئيس وتبقى الجامعة !<span class="Apple-style-span"><b><a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhnjCGiRSHlsLw0SHjrDN1Bekx2fK_Yxr0f65qWXDSx2HSP1Qnt6-XmE1ZME8IvrLXFLZixTErczCXwaSQXgItJPg48jiWJd-OiuKIu0PqXpaYryyB-JY7d7p3g0xnShkxBbZBmcNvZ418/s1600/186618_100000296357765_7034156_n.jpg"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 180px; height: 135px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhnjCGiRSHlsLw0SHjrDN1Bekx2fK_Yxr0f65qWXDSx2HSP1Qnt6-XmE1ZME8IvrLXFLZixTErczCXwaSQXgItJPg48jiWJd-OiuKIu0PqXpaYryyB-JY7d7p3g0xnShkxBbZBmcNvZ418/s320/186618_100000296357765_7034156_n.jpg" border="0" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5574510166471158930" /></a><br /></b></span><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>تألمت أشد الألم عندما نمي إلي نبأ إقالة أستاذي د. مصطفي إدريس من إدارة جامعة الخرطوم. كنت – عند تعيينه- قد حمدت الله علي أن أهل الإنقاذ ورئيسها قد أصابهم الرشد أخيرا فوضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب، فدكتور مصطفي إدريس من أبناء الجامعة المخلصين ومن أحدب الناس عليها، كما عرف عنه قربه من طلابه وتواضعه وعلمه الجم وعمله الدؤوب، فعندما كان في شعبة الكيمياء الحيوية كان الأستاذ الوحيد الذي نراه في الجامعة معتكفا في مكتبه ومعمله إلي ساعات متأخرة من الليل.<o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b><span> </span>قبل زمن كنت قد عرضت علي أستاذتي بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية حيث أدرس، وهي في ذات الوقت مديرة لمؤسسة خيرية كبيرة تعني بصحة الأم والطفل، مشروعا لإنشاء مركز متخصص في جامعة الخرطوم ، مولت مؤسستها شبيه له في دولة أفريقية،علي أن ينشأ بعد رفع العقوبات. كنت أعول كثيرا علي وجود د. مصطفي علي إدارة الجامعة في إنجاح هذا المشروع،<span> </span>لعلمي برجاحة عقله وبعد نظره.<span> </span>عندما علمت بنبأ الإقالة، بعثت إليها برسالة مفادها أن رئيسنا الهمام قد قرر فجأة إقالة مدير الجامعة الذي كنا نعول عليه في مشروعنا ذاك . قالت وقد ألجمتها المفاجأة (يا إلهي! تخيل لو أن ذلك حدث هنا. لن يكون بمقدور أي من الأساتذة العمل في ظل مفاجأة مزرية كهذه. لكنها أيضا علامة جيدة لكي لا نستثمر في بنية تحتية لبرامج يمكن أن تنهي بهذه الفجائية).<o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; ">وهكذا، كعادته، يبرهن السيد الرئيس للعالم مدي الفوضي وعدم الإتزان الذي تدار بهما أمة عظيمة كالسودان. وقد كنت قرأت مقالات أستاذي د. مصطفي التي خاطب بها الرئيس، وحزنت جدا لعلمي أنه إنما ينفخ (في قربة مقدودة). فالسيد الرئيس الذي يحكمنا منذ أن كان شخصي بالمدرسة الإبتدائية- لا يرينا إلا مايرى ولا يهدينا إلا سبيل الرشاد.</span></b></span></p><p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span class="Apple-style-span"><b><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "> يقول الدكتور مصطفي في أحد مقالاته (</span><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; ">.... فهل صحيح أنك الآن بعد أكثر من عشرين سنة في السلطة يصعب نصحك أو التصريح برأي مخالف أمامك، وهل صحيح أنه يستحيل أن تغير رأياً أو قراراً بعد اتخاذه إذا لم تتم التهيئة لذلك عدة شهور). وهنا يلخص د. مصطفي بصورة دقيقة شخصية الرجل الذي أمسك بتلابيب هذه الوطن أكثر من عشرين عاما. فلو كان الرجل يستمع لآراء الآخرين، كمستشاريه كثيري العدد والعدة، لما صارت البلاد إلي ما صيرها إليه من بؤس، ولما جعل منا أضحوكة بما يأتيه من أقوال وأفعال علي شاشات التلفاز، يبدأ فيها التهديد والوعيد والرغي والزبد وإطلاق الكلام علي عواهنه، ويختمها بالرقص علي أنغام الأناشيد، حتي صرنا نتوارى خجلا إذا أطل رئيسنا علي شاشة من شاشات المحطات العالمية لئلا نسأل السؤال الذي يخطر علي بال كل عاقل : (لماذا يفعل رئيسكم ذلك؟) . وقد لازمتني حيرة طويلة حول هذا الأمر، إذ أنني وجدت من الغريب ألا يقوم أحد من بقي من العقلاء في هذا النظام بالإسرار إلي الرئيس أن ما يفعله لا يليق بوقار وهيبة الدولة، ولكن زالت حيرتي بعد قراءتي لما أضافه د. مصطفي حول ضيق صدر الرئيس إلي ما نعلمه سلفا من ضيق أفقه.<o:p></o:p></span></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>وقد أشار د. مصطفي لإختيار الإسلاميين للسيد الرئيس لأسباب ذكرها ومنعه أدبه الجم من ذكر السبب الأول، وهو أن عراب النظام قد آنس في شخصية السيد الرئيس ضعفا واضحا في الكاريزما القيادية والحصيلة المعرفية والحنكة السياسية، فقدمه ليسهل عليه توجيهه من بعد، وقد وصفه من زمن بعيد بأنه (هدية من السماء). ولا أدري ماذا يسميه الآن بعد أن قذفته هدية السماء إلي جوف كوبر عدة مرات.<span> </span><o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>ولو كنت مكان الرئيس- بما نراه من ضعف بين فيما قسمه الله له في الكاريزما والقدرات- لأصبحت من القلائل الذين يلزمون القول المأثور (الصمت حكم وقليل فاعله)، فهو ليس المحجوب أو الصادق المهدي ليصر ذاك الإصرار الغريب علي إرتجال الخطب والقرارت، والتي دائما ما يأتينا فيها بالعجائب، وللزمت نصح مستشاري لا أحيد عنه قيد أنمله. فقد رزئت البلاد بما يكفي من القرارات الإرتجالية وإلقاء الكلام علي عواهنه أمام العالم. كنت في السنة الثانية بكلية الطب عندما خرج إلينا الرئيس ليلة قصف (الشفاء) ليخبر العالم كله أن الصورايخ التي ضربت المصنع كانت من طراز (مية وإلفن). أما عن العبارات السوقية و(الدراريب) فحدث ولكن بكثير من الحرج. فناس المحكمة الجنائية<span> </span>مثلا (سيبلعوا قرارهم ناشف) و (كديس ما بنسلموا لأكامبو) و (القرار موصوهو وأشربو مويتو) وغير ذلك كثير. ولعل السيد الرئيس لايدري أن العالم يتابع و يسجل ويحلل ويبني وجهات نظره علي مايراه ويسمعه من (حلايف) علي الهواء الطلق وقرارت أمام الغوغاء يتم التراجع عنها بعد حين، وكلام علي شاكلة (بعد أنفصال الجنوب مافي كلام خارم بارم بتاع تعددية ثقافية) أو شئ من هذا القبيل، وأراهن علي أن السيد الرئيس لا يفهم معني التعددية ولا يعي أن كلامه هذا سيجر علي البلاد فتن كقطع الليل المظلم.<o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>ولم أستغرب حديث الدكتور مصطفي عن قرارات الرئيس المجحفة فيما يخص جامعة الخرطوم، فهو لم يكن الأول ولن يكون الأخير. وقد كتبت مقالا في صحيفة الصحافة قبل سنين بعنوان (الإنقاذ وجامعة الخرطوم- حشف وسوء كيل) عددت فيه من الشواهد التاريخية ما لا يحصي عن إستهداف النظام للجامعة عن عمد، حتي أنهم كادوا،وقد قرأت ذلك بصحيفة الإنقاذ الوطني وأنا بالمدرسة الثانوية، أن يحولوا إسمها لجامعة (الشهيد). وأصابني يومها غم عظيم، فقد ظننت أن الجامعة التي جعلت من دخولها أمنية حياتي ستتلاشي من الوجود.<span> </span><o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>يكشف لك ما يتخذه الرئيس من قرارات وما جاء في مقالات د. مصطفي عن السبهللية التي تصدر بها القرارت الجمهورية وكيف أن السودان للأسف الشديد علي بعد سنين ضوئية من دولة المؤسسات، وأنه يدار بمزاج الرئيس الذي يصدر القرارات بناءا علي إعتبارات شخصية وعلاقات مع إشخاص يوعزون له بها لخدمة أهداف أبعد ماتكون عن مصلحة الوطن، والأنكي من ذلك أن هذه القرارت العشوائية لا يتم التراجع عنها لأن الرئيس صعب المراس ولا يحب أن يراجع في قراراته حتي من قبل أقرب الناس (راجع مقالات د. مصطفي)، وكأنه يدير زريبة بهائم او مزرعة خاصة به ورثها عن أجداده وليس دولة عظيمة حكمها من قبل رجال بقامة الأزهري والمحجوب. وقد علم الكثيرون من أصحاب المصالح هذه النقطة فأتبعوا مؤسساتهم لرئاسة الجمهورية وإستصدروا من القرارات ما تغولوا به علي حقوق البلاد والعباد، وصندوق دعم الطلاب ليس ببعيد.<o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>ولعل د. مصطفي يذكر كيف أن السيد الرئيس قد ألغي بجرة قلم التخصصات الطبية بجامعة الخرطوم لصالح مجلس التخصصات الذي أفلح القائمون عليه آنذاك في كسب الرئيس إلي صفهم وأتبعوا مجلسهم إليه مباشرة قافزين علي وزراتي التعليم العالي والصحة. وعندما صدر هذا القرار الكارثي الذي وأد مجاهدات رجال عظماء من أساتذة جامعة الخرطوم ممن أفنوا عمرهم لتطوير التخصصات الطبية وإستطاعوا أن يجلبوا لها الإعتراف الإقليمي والدولي، تدخل الكثيرون لإثناء الرئيس عن قراره بلا طائل، وقد حكي لي أحد أساتذتنا في كلية الطب أن وفدا رفيعا من أساتذة الكلية الأجلاء قد إجتمع بالرئيس لمحاولة إثنائه عن القرار. وبعد أن تحدثوا مليا عن القيمة التاريخية و الأكاديمية لها ذكروا أن هذه التخصصات الطبية معترف بها من الكليات الملكية في إنجلترا. فقال الرئيس- وكان هذا اللقاء في التسعينات- (هم الإنجليز حكومتي ذاتها ما معترفين بيها، يعني شنو لو ما اعترفوا بي تخصصاتكم دي؟) ألم أقل لك أستاذي مصطفي إدريس أن القربة مقدودة؟<o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>كنت أتمني أن يتعظ السيد الرئيس بما حدث لبن علي ومبارك، وأن يدرك أنه قد مكث في كرسي الرئاسة زمنا طويلا وقد آن له أن يترجل، ولكن تبارى أهل النظام بما فيهم الرئيس نفسه في كشف مساوئ مبارك من نهب للمال العام وتفشي المحسوبية وتفننوا في إقناعنا بإختلاف نظامهم كليا عن نظام مبارك، وكيف أن الحرية متاحة للجميع وأنهم لن يهربون إن ثار الشعب بل سيخرجون له ليرجمهم بالحجارة، وغيره من الكلام المضحك المبكي الذي يثبت أن السيد الرئيس وأركان حكمه يعيشون في جزيرة معزولة لا يقرأون الصحف ولا يشاهدون التلفاز ولا يمرون بطرقات المدينة أو إنهم يكذبون ويتحرون ذلك الكذب ويصدقونه من بعد.<o:p></o:p></b></span></p> <p class="MsoNormal" align="right" style="text-align:right"><span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b><span> </span>أن ما فعله الرئيس مع مدير جامعة الخرطوم لهو غيض من فيض الطريقة الرعناء التي ما زال يدير بها البلاد منذ حين، وأعتقد أنه قد آن الأوان له أن يذهب، فهويزيدنا يقينا كل يوم أنه ليس بقامة هذا الوطن، وإن ما قسمه الله له من مقدرات يقصر بكثير عن ما ساقته الأقدار إليه من مسؤولية.<o:p></o:p></b></span></p> <span lang="AR-SA" dir="RTL" style="line-height: 115%; "><b>سيعود أستاذي مصطفي إدريس إلي تدريس الكيمياء الحيوية لطلابه الذين أحبهم وأحبوه، وسيعود لمتابعة أبحاثه في معمل (دانيدا) بما ينفع الناس ويمكث في الأرض. وآجلا أو عاجلا، سيذهب الرئيس كما ذهب من قبله ممن ظنوا أنهم أكبر من جامعة الخرطوم، وستبقي هي كما كانت دوما، منارة للعلم وقلعة للديمقراطية والنور، وشوكة في خاصرة الطغاة الزائلين.</b></span>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-37968179089020044012011-01-30T07:52:00.000+03:002011-01-30T07:55:27.007+03:00الكلية (3)- العاملين و الأساتذة<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhyZcU6nY5Xz6vxQgWDUIC_1-_iZ9FGX57ZBF21WpejoKLzgxIGMmSdnEno0nhqBsJZ5RZu4vG4F_OlB9Y_iPJ-P4FbYUqCLpNBV2ttaPdaU_qb9UjNDkzkub4L3nclNRBx5X7Hj_6KycQ/s1600/DSC01712.JPG"><span class="Apple-style-span" ><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 320px; height: 240px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhyZcU6nY5Xz6vxQgWDUIC_1-_iZ9FGX57ZBF21WpejoKLzgxIGMmSdnEno0nhqBsJZ5RZu4vG4F_OlB9Y_iPJ-P4FbYUqCLpNBV2ttaPdaU_qb9UjNDkzkub4L3nclNRBx5X7Hj_6KycQ/s320/DSC01712.JPG" border="0" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5567837832363144402" /></span></a><span class="Apple-style-span" style="color: rgb(51, 51, 51); line-height: 16px; "><b><span class="Apple-style-span" ><br />والمقصود هنا الأماكن لا الشخوص .<br />تناول الطعام فى الكلية يتجاوز مجرد كونه إشباع لغريزة الجوع . للأكل فى الكلية طقوسا مقدسة تبدأ بالتنادى ولا تنتهى بأكل الخشاف وشرب الشاى .<br />كنت برلوما فى السنة الأولى عندما أخذنى د.( أحمد حسبو) ل(أبو العباس) ناصحا لى أن أعض عليه بالنواجذ وأن أبقى على (عشرته الكرام) عشرة. إستغللت معرفتى المبكرة نوعا ب(أبو العباس) لأسجل نقطة على الشلة وأستولى على تخصص (عزو) فى إطعامنا لوهلة لم تدم طويلا آخذا إياهم فى أول أيامنا بالسنة الثانية إلى هناك. وعلى مر أيامنا فى الكلية كان (أبو العباس) – رغم تعدد الخيارات بعد زمن – فوالنا المفضل نختلف إليه صباحا مرات قلية إذا ما كان فى الوقت متسع وأحيانا كثيرة مساءا . إلتقينا د/ مصطفى إدريس مرة فى ذات عودة من (أبو العباس) ، فأحسن بنا الظن سائلا (جايين من الحوادث ؟) وعندما لاحظ إبتساماتنا الماكرة ضحك مردفا : (ولا حوادث (أبو العباس) ! )<br />وقد كان (أبو العباس) هناك ماكانت الكلية أو يكاد . ذكرته لخالتى التى تخرجت فى أوائل الثمانينات فتذكرته مع أشياء عدة كبوستة الكلية وجدول سنة ثانية الذى لم يتغير من عقود.<br />وقد وقع فى ظننا دائما أن الحناكيش قد حرموا أنفسهم أيما حرمان بمجافاتهم للفول فى مواقعه المحتفلة وتفضيلهم للشاورمة وغيرها من (الجغاور) – كلمة كان يستخدمها جدى البدرى لوصف مالا يروقه من أكل.<br />وقد سألت أحدهم ذات مرة إن كان يعرف (أبو العباس) فأجاب بثقة أن (أيوة ، بنجيب منو السندوتشات للرحلات ).<br />وقد (ضبطت) ذات مساء حنكوشتين من أسنان (رفقيتاها لآية الفلسطينية) وقد وقفتا على بعد متر من (أبو العباس) وقد بدا عليهما التردد ، وكنت قد فرغت والشلة لتونا من إهدار قدر لا بأس به من ثروة البلاد من البقوليات والبيض الخالى من (الديوكسين) ، فسألتهما فى وجل ظانا أنهما قطعا قد ضلتا الطريق : (إنتو متأكدين إنكم دايرين تاكلو من هنا ؟) ، فأجابتا انهما قد أتين لشراء سندوتشات (من باب التجربة طبعا ، كالذهاب إلى سفارى أفريقيا لرؤية الأسود) ، فساعدتهما فى مهمتهما الإنتحارية ممنيا نفسى بسبق صحفى على (لافتات).<br />إلا إن بريق (أبو العباس) لدينا قد خبا – خاصة فى الصباح – بعد إكتشافنا للسكة حديد ، نقطع إليها شارع الزلط المقابل لأسنان ، ننعم بفولها المزبوط بطبقة الدمعة الظاهرة على أعلاه وشايها الأسطورى .عيبها الوحيد صعوبة إرتياد المكان المكشوف فى الشتاء . وقد شهد مأمون كيف أن رياح أمشير القوية قد عصفت مرة بصحن أحد أعمامك الملئ بالعدس من أمامه بعيدا تاركة أياه مندهشا والعدس قد (لحق اللسان ما لحق المصران).<br />ولم تلبث أقدامنا بعد هنيهة أن قادتنا إلى جنة عمك حسن أو العاملين . وعشقك لهذه العاملين سوف لن ينتهى أبدا بالتخرج أو غيره ، ستطوف بالآفاق وتعود لتقنع من الغنيمة بخشاف العاملين .ولا زال من بقى من الشلة هناك وفيا للعاملين وخشافها.<br />وقد عرفنا عمك حسن وصادقنا فصارت عندنا لديه حظوة ومكانة . وعندما كتبت فى ذات مقال فى لافتات بعد ذكر(الذى منه) من لعن الأوضاع وسنسفيل الحكومة أنه ما زال هناك بعض من جمال فى تلك العتمة وهى أن (خشاف العاملين مازال لذيذا) ، ولعل أن فاعل خير ما نقلها إليه فازدادت حظوتنا لديه وإزدادت معها (كمش) طلبات الخشاف خاصتنا.<br />قال لى برلوم مرة وقد رآنى أشترى ساندوتش فول من العاملين سحرا وكنت أيامها طبيبا : (معقولة بس ؟ يعنى أنا بعد كم سنة من التخرج حأجى أقيف هنا أشترى سانوتش فول ؟) ولعل البرلوم قد ظن ظنا آثما أن الناس بعد التخرج تنأى بهم حياة الدعة والراحة والراتب الجزيل عن أكل الفول.<br />ولعل من حق (التانين) علينا هنا أن نذكر مطاعمهم ايضا . ولن يعلم معظم البرالمة أن كافتريا طب هذه قد تغيرت تغيرا هائلا فى فترة وجيزة مع الغزو (الحنكوشى) للكلية . فى سابق الأيام لم تكن هناك ثلاجة عرض واحدة ، وكان (البارد) يوضع فى صندوق صفيح قمئ ويطمر بالثلج (السايح) ، فإذا ما طلبت (بيبسى) أدخل عمك (صديق) يده وصال بها وجال داخل الصندوق ليظفر لك ب(ميرندا) .وإذا طلبت عصير منقة ملأ لك عمك نصف الكوب ثلجا . وقد إستجرأ مأمون مرة فطلب المنقة من غير ثلج فقال له عمك (فى لحمة ببيعوها من غير عضام ؟!).<br />الغريبة أن هذه الكافتريا البائسة بسندوتشات الطعمية والجبن سيئة الذكر كانت خيارا للبعض من غير الفوليين وبطبيعة الحال (للبنات).أما من كرهوا الكافتريا والفول من (أولاد الراحات) فقد إتخذوا من كافتريا (الأساتذة) مطعما ومخلطا ، وربما لجأ بعضهم إلى بعض كافتريات شارع القصر .<br />ومرتادو كافتريا الأساتذة – كما قال الطيب مصطفى – لا يعلمون شيئا عن كافتريا (العاملين) والعكس صحيح. فالأولى تحتاج لدخولها محفظة مثخنة بالمال والأخيرة لا تتطلب أحيانا إلا شهامة الأخوان !<br />كنت وعبدالله الجنيد فى شغف مجنون بمسلسل (زينب والعرش) بتاع (سهير رمزى) نقطع مذاكرتنا فى الثامنة مساء كل ليلة لنهرع إلى تلفزيون الكافتريا . وقد قادنا هذا الشغف عندما قطعت الكهرباء من الكافتريا ذات ليلة إلى كافتريا الأساتذة ، فطلبنا كوبين من عصير المنقة من باب اللياقة ولنصرف عنا الجرسون الذى يمم شطر مجلسنا ما أن قعدنا.<br />والحق يقال أننى لم استمتع بطعم المنقة ولم أفقه مما دار فى المسلسل شيئا ، فبعد أن رأيت الجميع من حولنا (يحاسبون) الجرسون بأوراق نقدية كبيرة دخل فى روعى ان ما لدينا من نقود لن يكفى وسنحرج غاية الحرج .<br />جمعنا ما لدينا من مال وتشجع (جندى) فذهب وسال عن الحساب ، وماهى إلا لحظات حتى جاءنى من هناك متهلل الاسارير مشيرا بعلامة النصر فتنفست الصعداء . ولم نعقب بعدها لذلك المكان إلا من بعد أن أصبح مكتبا للعميد . دفعنا ألف جنيه ثمنا لكوب المنقة الواحد عندما كان ذات الكوب يساوى 250 جنيه أو نحوها فى الكافتريا !<br />وإن أنس لا أنس (رقعة معاوية) ، فهى خيارنا إن كنا مستعجلين ، نأكل فيها فول وكبدة وبيض عمك الضى ، ومنها خرجت أول شرارة ضد القبول الموازى عندما أحضر (عزو) الجريدة التى حوت الخبر ونحن متحلقين حول صحن فول هناك ـ فقمنا من فورنا للقاعات فأغلقناها وللداخلية فإرتجلنا مخاطبة وأعلنا إعتصاما فى اليوم التالى مما ذكرته بالتفصيل فى أولاد شلتنا .<br />سأعود أن بقى فى العمر بقية إالى العاملين وخشافها ، (أبو العباس) وفوله وربما كوراعه . فالأمر ليس مجرد طعام ، وإنما إجترار لذاكرة أيام تنوى أن تدفع كل ما لديك لكى تعود.</span><br /></b></span>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-5304388005983812552011-01-21T02:53:00.001+03:002011-01-21T02:55:48.650+03:00الكلية (2) - مجالس القهوة<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgk06aqkDijPa4l8NRog-xfwuZYuaPjDGget_bGWki3033raCAWPTClk-2yK2mrwP_mgOf44SjOjnQaqXS2_WeXg667WqC5cPcq9xNZD3IxJRZDeLZc1RtHEy4OKdRybEhEaonfeJlEGNg/s1600/Mary.jpg"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 320px; height: 240px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgk06aqkDijPa4l8NRog-xfwuZYuaPjDGget_bGWki3033raCAWPTClk-2yK2mrwP_mgOf44SjOjnQaqXS2_WeXg667WqC5cPcq9xNZD3IxJRZDeLZc1RtHEy4OKdRybEhEaonfeJlEGNg/s320/Mary.jpg" border="0" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5564420646184254322" /></a><span class="Apple-style-span"><br /><span class="Apple-style-span" style="color: rgb(51, 51, 51); line-height: 16px; "><b>قهوة الكلية ، عند ميرى شربتها او خديجة ، ترتبط وجدانيا بالمكان وتصبح طقسا لابد من إكماله إذا ما مررت من هناك متعجلا - إذا كنت زائرا أو متمهلا فى حالة كنت من أبناء الكلية . نقص القادرين على التمام أن تمر من هناك ولا تجلس قبالة ال (كول بوكس) أو ورائه ممليا نظرك فى حسان المين ، تناقش (أمورا شتى) مع (فردك) ، ترتشف كباية قهوة على مهل متمنيا أن لا تنتهى ، فقهوة الكلية من الأشياء التى قال مأمون عبدالله عنها ذات تجلى (عيبها الوحيد أنها بتكمل) . .<br /><br />وعبارة (تناقش أمورا شتى) ربما تسمعونها من الجنيد ايضا ، إختلسناها من الرواية الفذة للغيطانى (الزينى بركات) ، والتى ذكرت فى (أولاد شلتنا) أنها صارت حبل أنس لا ينقضى بينى وبين عبدالله ، نحفظ الكثير من عباراتها ونحشرها فى حوراتنا العادية . وهى هنا تغنينا من التوصيف الدقيق لما نفعله فى مجالس قهوتنا ، فهى تبدأ بذكر ضرورى للبنات ، الحديث عن المحاضرات ، القطيعة فى الأساتذة ولا تنتهى بالسياسة وحل الإم سكيوز .<br /><br />ومما لا يوصى به (الشفوت) ألا تخلط فى تلك البقعة ، لأن مما أثبتته وقائع الأيام أن ليس من مزايا ميرى أن لا (تشيل حسك) و(حس) جكسويتك ، إنفردت مرة براؤول لتنقل إليه أنها شاهدت إحدى جكسوياته (إيهم ؛ فهم كثر ! ) متلبسة بخلط أحد وجهاء أسنان (البت بتاعك داك كان قاعد مع ولد تانى هنا أمبارح) ، والذى إتضح أنه زميل دراسة (شرحبيل) أجازه راؤول .<br /><br />كما نقل لى الجنيد أن ميرى قد نصحت عاصم وقد جأر لها بالشكوى من هجر البنات له أن يحلق ذقنه ويخفف وزنه عسى أن يسلك بذلك إليهن سبيلا ، ومن الواضح أن وصفتها لن يكون لها فعل السحر ، ذلك لأن عاصم لن يلتزم بحرف فيها ولأنها خلت من الدواء الناجع وهو أن (إملأ جيبك) !<br /><br />فميرى إذا هناك لم تنم عن شواردنا عن أمومة ونصح أمين لا عن فضول ، فهى ملاك لنا حارس ، وسع قلبها الأبيض وقهوتها السوداء الجميع ووحدتهم تحت الشجيرات القائمة أمام شعبة طب المجتمع عندما فرقتهم الطبقية والسياسة وأشياء شتى .<br /><br />وكما ميرى كذلك خديجة ، نصفها المكمل لا غريمتها فى الزبائن ، لا فرق بينهما إلا فى المكان والشخوص ، فالإختيار هنا لا يحدده طعم القهوة أو جودة الشاى ، فهذين فى غاية الكمال هنا أو هناك ، ولا يفرقه التعامل والترحاب ، فالطيبة والأمومة يميزان ميرى وخديجة على الدوام ، لكنى أزعم أن المكان هو مايقرر أن تكون هنا أو هناك .<br /><br />ويزعم آخرون بعد ملاحظة كثافة الشيوعيين و(من لف لفهم - وأنا حقيقة لا أدرى كنه "اللف" المقصود فى هذه العبارة !) عند خديجة وتكاثر المحايدين وصحبهم (ناس الشهادات العربية – مثلا ) حول ميرى أن بعدا ما سياسيا ربما طغى على خيارات شاربى القهوة والشاى ! ومن نافلة القول هنا أننا شعب يحب تسييس كل شئ .<br /><br />إلا إنه والحق يقال ، فإن من أشهر مرتادى مجلس خديجة قبالة أنيس - شيراز وخالد البرلوم وميادة ومن (المتأخرين) الشيخ وخالد صديق وسيف عبدالله ، ومن متأخرى المتأخرين سامى عكير وعبدالمنعم مرق وسارية ، ومن (المتأخرين خاالص ) مروان وجوليا وسيف النصر وإنصاف . وهناك ، عند ميرى ، مر هيثم عابدين (رحمه الله) وسهيل جمال ومعتز تنقو ، ومن ثم أحمد يس ووائل فاروق وعزو وعاصم ، وأخيرا . . (الغريبة أنه لا يحضرنى أى إسم من أسماء المحايدين "المتأخرين خالص" ، ربما لتضاؤل الحركة مؤخرا).<br /><br />ولا تصدق هذه الملاحظة هذا التنميط السياسى لمجالس القهوة كما أنها لا تكذبه أيضا ، فالآلاف غير هؤلاء الأفاضل والفضليات مروا من هناك . وإستمتعنا نحن بصحبة هؤلاء وأولئك ، وبطعم القهوة (الميرى) و( الخديجى) ، وبالنيم الظليل فى كلا المكانين.<br /><br />هنا أو هناك ، ميرى أو خديجة محايدا كنت ، شيوعيا أو (زول وهم ساى زينا كدة ) – العبارة لحسن عوض الله بتصرف ، فهو لم يقل (وهم!)- سوف لن ننسى تلك الأيام على تلك البنشات ، وسوف تبقى دائما فى أنفك (تلك الرائحة) وفى حلقك شئ من طعم القهوة .</b></span></span>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-8571753590772363615.post-46645209985905279232011-01-21T02:46:00.000+03:002011-01-21T02:51:29.337+03:00الكلية (1) – أول منزل<a onblur="try {parent.deselectBloggerImageGracefully();} catch(e) {}" href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgJBclIsVxq8w5m4Nxkn8WGiMvzV5Yfmcy_1M7TfYsbdbFNnOmqrSSus_1Bx8V6q3jSASvli1jCGjTJh6c1tseqlsVBqK5bJjGk94fCAMsYMZilcSXG7zQkdpdYXifXrzvpuM8DvshTwl4/s1600/n.jpg"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 320px; height: 240px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgJBclIsVxq8w5m4Nxkn8WGiMvzV5Yfmcy_1M7TfYsbdbFNnOmqrSSus_1Bx8V6q3jSASvli1jCGjTJh6c1tseqlsVBqK5bJjGk94fCAMsYMZilcSXG7zQkdpdYXifXrzvpuM8DvshTwl4/s320/n.jpg" border="0" alt="" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5564419962582736418" /></a><br /><span class="Apple-style-span" style="color: rgb(51, 51, 51); line-height: 16px; "><b><span class="Apple-style-span">هذه سلسلة جديدة تشابه أولاد شلتنا فى أنها تحكى عن ذلك الزمن الجميل ، غير أنها تسلك طريقا أقصر للتوثيق لتلك الحقبة الذهبية فى مسيرة من مروا من هناك . والحديث عن الكلية ذو شجون واشجان ، فكل تفصيل مهما كان دقيقا ربما حمل قصصا لا حصر لها عن أناس كانوا يوما هناك وتركوا بصمات ، ومضى بعضهم وقد إكتفى بما تركته عليه الكلية من بصمات . لكل شجرة أثر عاطفى خاص ، ولكل بنش حكايات وأسرار ، لو نطق بها يوما لتغير حال أشياء وأحداث وأشخاص .<br />تمضى الأجيال وتبقى الكلية بما فيها وما عليها أسمى بقعة كان إنتسابنا إليها ، إنتسابا نزاحم به النجوم فى عليائها . نطوف فى الآفاق ما شاء الله لنا أن نطوف ، وتبقى هى (أول منزل) ، يكون لها دوما حنيننا الأبدى ونلقى عصا تسيارنا على بابها .<br />ستكون هذا السلسلة فى حلقات يكون تقسيمها بوقائع وشخوص وأماكن :<br /><br />الكلية (2) - مجالس القهوة<br />الكلية (3)- (الأساتذة) و(العاملين )<br />الكلية (4)- سياسة وسياسيون<br />الكلية (5)- أريج الأمكنة<br />الكلية (6)- عبق الأزمنة<br />الكلية (7)- عظماء<br />الكلية (8)- الراحلون<br /><br />وهذه بالطبع ليست تسميات نهائية ، فقد تتغير العناوين والمضامين حسب الحاجة .<br />ويمتد عشمى فى كل أبناء الكلية بالفيس بوك فى مدى بما يرونه مثريا لما أنا بصدده ، كالصور والحكايات. . .</span><br /></b></span>عزان سعيدhttp://www.blogger.com/profile/17267433197137934859noreply@blogger.com0